الصراع في اليمن..
تقرير: الحوثيون.. والسير على خُطى نظام قطر الانقلابي

اموال قطرية لتمويل الحوثيين في في اليمن
يعتقد الحوثيون الموالون لإيران أنهم يمضون في استكمال انقلابهم في بناء دولة طائفية في شمال اليمن، وان الحليف الإقليمي الجديد (قطر) سوف يجعلهم يكسبون شرعية للانقلاب على غرار الشرعية التي أكتسبها نظام حمد بن خليفة الذي اطاح بحكم والده الأمير خليفة آل ثاني.
لا يزال هناك الكثير من اليمنيين يستغربون عن سر صمود الحوثيين طوال هذه السنوات الثلاث، وكيف انكسروا في محافظات الجنوب في أقل من اربعة اشهر على غزو هذه المحافظات.
ما سر الصمود
يشخص الخبير والمحلل السياسي الدكتور حسين بن لقور "أن المسألة تتعلق بأن هناك قوى يمنية غير جادة في قتال الحوثيين"؛ في اشارة الى تنظيم الإخوان.
وأوضح بن لقور "لم يصمد الحوثيون لانهم على حق ولا لانهم يمتلكون الشجاعة والقوة الكافية، أثبتت السنة الاولى من الحرب انهم ينكسرون و يخسرون بسرعة عندما يواجهون قوة مؤمنة بقضيتها ولكنهم صمدوا في وجه الشرعية لأنهم وجدوا منظومة فاسدة ليس لها قضية الا التكسب والارتزاق و لا تحمل أي مبادئ سياسية صادقة لذلك لم يحققوا أي انتصار على الحوثيين".
الاقرار بالدعم القطري
فالحوثيون الذين تدعمهم إيران علناً، باتوا اليوم يؤكدون أنهم يتلقون دعما قطريا متواصلا منذ بدء تمردهم في جبال صعدة في العام 2004م.
لكن الدعم القطري الذي أقر به الحوثيون مؤخراً هدفه شرعنة انقلابهم، من خلال الايعاز الى قوى الإخوان المتحالفة مع الدوحة لعرقلة العمليات العسكرية في شمال اليمن.
فقد أكد القيادي في المقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء خالد الحميقاني "إن جماعة الإخوان تنشر خطط الجيش الوطني الذي يستعد لإطلاق عملية عسكرية لتحرير المحافظة المحتلة من قبل حلفاء إيران".
كشف تحركات الجيش للحوثيين
وقال الحميقاني في تصريحات صحافية "إن قيادات إخوانية تقوم بنشر مواقع وتحركات الجيش مما يسهل على الحوثيين استهدافها واحباط اي عملية عسكرية لتحرير محافظة البيضاء التي ترزح تحت الاحتلال الحوثي منذ نحو أربعة أعوام".
ويبدو ان الإخوان الذين دخلوا في حالة عداء ضد تحالف دعم الشرعية تلبية لرغبة قطرية، لا يريدون هزيمة الحوثيين الذي رحب زعيمهم عبدالملك الحوثي في مقابلة مع صحيفة لبنانية بالعودة لتحالف مران في العام 2014م، حيث ذهب وفد إخواني إلى صعدة لإبرام اتفاقية سياسية مع جماعة الحوثيين، قالت وسائل إعلام إخوانية حينها أنها قد طوت صفحة الخلافات الماضية.
تقاسم النفوذ وشرعنة الانقلاب الحوثي
ويعتقد خبراء وسياسيون أن إيران وقطر تريدان تقاسم النفوذ في اليمن، من خلال دعم الأولى لجماعة الإخوان في سعيهم للسيطرة على جنوب اليمن واخضاعه لسيطرتهم بعد القضاء على القوى الجنوبية المناهضة لهم.
ويبدو أن الحوثيين والإخوان وصولوا إلى اتفاق ان تبقى البيضاء التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية منطقة نفوذ للإخوان، نظرا لموقعها الاستراتيجي الرابط في الجنوب والشمال.
وكشف موقع 24 الاخباري العربي عن اعتزام مليشيات الحوثي الموالية لإيران الانسحاب من محافظة البيضاء (وسط)، وتسليم المحافظة لجماعة الإخوان الموالية لإيران، فيما تصاعدت الدعوات المناهضة للإخوان في البيضاء، وسط اتهامات بالسطو على أسلحة قدمها التحالف العربي للمقاومة الشعبية في المحافظة.
ونقل الموقع عن مصدر عسكري قوله "إن قيادات حوثية تنتمي الى المحافظة، قامت يوم امس بنقل عوائلها من المحافظة صوب العاصمة اليمنية صنعاء، في مؤشر الى ان الحوثيين قد يسلمون البيضاء للحلفاء الجدد (تنظيم الإخوان).
وتسعى القوات الحكومية وبإسناد من التحالف العربي استعادة السيطرة على محافظة البيضاء وضمها الى الجغرافيا الشرعية الـ85 % من مساحة اليمن؛ غير ان هناك قوى يمنية تنتظر التحرير للانقضاض على المحافظة التي ظهرت فيها مؤخرا دعوات رافضة لإخونتها.
الدعم القطري للحوثيين
تؤكد صحافية فلسطينية أن المتمردين الحوثيين ولودا من رحم المال القطري والإيراني، وانه لولا الدعم المالي والسياسي لما تمكنت جماعة صغيرة في جزء من صعدة ان تتوغل في كل اليمن وتعيث فيه ارهابا وفسادا.
وتقول الصحافية الفلسطينية أية حرارة لـ(اليوم الثامن) "إن الدعم القطري للحوثيين لم يكن ردة فعل على المقاطعة العربية للدوحة نتيجة سياستها العدائية للجيران ودعم للتنظيمات الإرهابية، بل هو دعم قطري للمتمردين منذ ان كانوا قلة في صعدة، قبل ان يكبروا بفضل الدعم القطري والإيراني، ويتوغلوا في طول وعرض البلاد ينشرون الموت والقتل والدمار".
أوكدت حرارة "أن الدعم القطري للحوثيين هو جزء من تورطها مع إيران في زعزعة أمن واستقرار العديد من البلدان العربية وأبرزها اليمن التي تعاني من النفوذ القطري والإيراني معاً".
وقالت الصحافية الفلسطينية "إن التحالف العربي الذي تقوده السعودية يخوض حربا من أجل وطن عربي كبير تريد قوى اقليمية ان يظل في اتون الفوضى والصراع في ضمن مساعي الانقضاض عليه، كما هي اطماع طهران في السيطرة على الخليج العربي".
وتسعى قطر إلى تقاسم النفوذ مع إيران التي تعتقد ان بقاء الحوثيين كقوة في شمال اليمن، هو تأكيد على اقتراب طهران من حدود المملكة العربية السعودية.
انقلاب صنعاء وانقلاب الدوحة.. من يشبه الأول
مؤخراً، بثت قناة الجزيرة القطرية فيلما وثائقيا عن (محاولة اعادة الشرعية لقطر عام 96) التي يسميها النظام القطري بمحاولة الانقلاب، يقول خبرا إن الجزيرة اثبتت قانونيا ان نظام "حمد الحالي" هو نظام انقلابي شأنه شأن الحوثيين وان التحالف العربي بصيغته الحالية عبر نفس الدول حاولت اعادة الشرعية الى قطر كما تفعل في اليمن حاليا وبذات الالية تقريبا".
قال الخبير والمحلل السياسي اليمني حسين جنشي لـ(اليوم الثامن) " إن الفيلم الذي اطلقت عليه الجزيرة (ماخفي اعظم) قطر 96م بدأ بواقعة انقلاب حمد بن خليفة على والده خليفة ال ثاني امير قطر بينما كان الوالد في رحلة رسمية خارج البلد وهو انقلاب عسكري غير شرعي يحمل كل شروط الانقلاب على حكم شرعي معترف به دوليا".
وتابع "ثم قام الوالد الذي تم الانقلاب عليه وهو يحمل الصفة الشرعية باللجوء الى الدول العربية التي تشكل التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن حاليا "السعودية مصر الامارات البحرين" وعاد الى الامارات وقامت الدول تلك وعلى راسها السعودية بالتخطيط لإعادة شرعيته الى البلاد وانهاء الانقلاب، وقاد هو شخصيا الخطة والعمل لإعادة شرعية وكان قائد عملياته حمد بن جاسم بن حمد ال ثاني عبر غرفة عمليات بالسعودية الا انه بعد انكشاف العملية قبل دخولها ساعة الصفر تواصل حمد بالأمريكيين الذين ضغطوا لإلغاء العملية وعبر ضغط اسرائيلي ايضا على الادارة الامريكية".
وأضاف حنشي "يتضح من الفيلم سبب كره النظام الانقلابي القطري الحالي للقضة الجنوبية والجنوبيين فقد كشف احد قادة عملية اعادة الشرعية الى قطر في لفيلم ان :"قبائل من جهم اشركتهم السعودية في عملية اعادة الشرعية الى قطر كانوا قد شاركوا في حرب الدفاع عن الجنوب في عام 94م" وهي الحرب التي وقفت قطر دون دول الخليج فيها مع الشمال ضد الجنوب، وهذا يعني ان النظام القطري الحالي يؤمن ان من دافع عن الجنوب في عام 94م هو من حاول اعادة الشرعية مع دول الخليج عبر اعادة الشيخ خلفية ال ثاني المنقلب عليه".
وأكد "أن فيلم الجزيرة يفضح لماذا تسعى قطر إلى المحافظة على الحوثيين منذ البداية منذ ان توسط حمد لدى الرئيس صالح وزار صعدة وقدم مبادرة الحفاظ على الحوثيين قبل اكثر من عشر سنوات وقدم خطة لإعادة اعمار صعدة التي اصبحت تصليح صعدة ثم وقوفه حاليا مع الانقلابيين ضد اعادة الشرعية في اليمن ووقوف الجماعات التي يرعاها هذا النظام حاليا لتعطيل الحسم ضد الانقلابيين في اليمن وعلى راسها جماعة الاخوان المسلمين".