الدب أجمل هدايا هذا العيد

العرب يبحثون عن الحب في عيد الحب

سيلفي عيد الحب

العرب (لندن)

يحتفل العشاق في العالم اليوم الثلاثاء بعيد الحب الذي يعبر فيه الناس عن تقديرهم وحبهم لمن يحبون، ويقوم العشاق في عيد الحب بتبادل الهدايا مثل الشوكولاتة والمجوهرات والزهور الحمراء، فاللون الأحمر هو لون عيد الحب أو عيد العشاق بالأخص.

ولم يعد الاحتفال بعيد الحب في الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام مناسبة يحتفل بها العشاق في البلدان الغربية فقط، بل أصبحت لهذه المناسبة مكانة خاصة لدى العشاق في البلدان العربية أيضا.

وراج الاحتفال بـ”عيد الفلنتاين” في عدد من البلدان العربية في السنوات الأخيرة، وأصبح العشاق يتبعون طقوسا خاصة للتعبير عن مشاعرهم النبيلة لمن يحبون كالاحتفالات وتقديم الهدايا.

وتتوشح محلات بيع الورود والهدايا باللون الأحمر سنويا أوائل شهر فبراير، في المدن الكبرى للبلدان العربية مثل تونس والمغرب ولبنان ومصر والإمارات والعراق وسوريا والأردن وفلسطين.

وبالتزامن مع التطور التقني -لا سيما في ما يتعلق بانتشار القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي- ظل الاحتفال بعيد العشاق محل جدال وأخذ ورد بين مرحبين ورافضين في البلدان العربية، لكن البعد الاقتصادي للمناسبة أصبح يشجع العشاق على اقتناء الهدايا والورود ما خلق حركية اقتصادية في العديد من العواصم العربية التي تشهد ركودا بسبب الأوضاع السياسية المضطربة.

وفي العاصمة التونسية تقدم المحلات التجارية الكبرى ومحلات بيع العطور ومواد التجميل والورود تخفيضات هامة للعشاق، حيث يحرص التونسيون على اقتناء الهدايا التذكارية والملابس خلال نهاية الأسبوع الذي يسبق الاحتفال بعيد الحب بالإضافة إلى حجز أماكن للسهرة أو العشاء وسط أجواء رومانسية.

وفي المدن الفلسطينية ارتبط عيد الحب بطابع من نوع مختلف، مادي بالأساس، حيث ضاعف المزارعون الفلسطينيون جهودهم خلال الأيام السابقة من أجل جمع القرنفل وغيره من الزهور بغرض تصديرها قبل حلول الرابع عشر من فبراير.

تشهد أسعار الورود ارتفاعا كبيرا خلال عيد الحب بسبب تصميمها بشكل مختلف عن الأيام العادية

وفي سوريا والعراق لم تمنع الأوضاع الأمنية المضطربة العشاق من الاحتفال بعيد الحب من خلال تبادل الهدايا والورود الحمراء بين العشاق، حيث يحرص الناس على الخروج لاختيار هدايا مناسبة للحبيب والحبيبة مع نهاية الأسبوع الأول من شهر فبراير.

وشهدت أسواق ومراكز تجارية في العاصمة بغداد، ومدن عراقية أخرى عرض أنواع متعددة من هدايا عيد الحب، لاقت إقبالا مكثّفا من قبل العراقيين.

وبالنسبة إلى العشاق تعتبر ليلتا الاثنين والثلاثاء من هذا الأسبوع مواعيد سهرات “عيد الحب” بامتياز، فمنهم من يختار الاحتفال به في المنزل فيما يبحث آخرون عن مكان خارج المنزل مثل المقاهي الرومانسية أو حضور حفلات فنية لكبار الفنانين الذين يضفون على أماكن الحفلات أجواء الحب والغرام بأغانيهم.

وفي الإمارات التي تجتذب مطاعمها وفنادقها الفخمة عددا كبيرا من العشاق القادمين من مختلف أنحاء العالم سنويا، يعوّل أصحاب المحال التجارية على تزامن عيد الحب مع موسم التخفيضات من أجل تحقيق أرباح استثنائية.

ويشجع هذا التزامن العديد من الناس على اقتناء الهدايا -كالورود والشوكولاتة وغير ذلك من الهدايا الأخرى-، ما يؤدي إلى ازدياد الأرباح وارتفاعها إلى أقصى الحدود.

وفي عيد الحب يزداد الطلب على الزهور والورود والهدايا في الإمارات لكونه عيدا عالميا وكون الإمارات تتواجد فيها أكثر من 220 جنسية.

مناسبة لتبادل الورود

برزت دولة الإمارات كمركز رئيسي رائد لتجارة الزهور والنباتات بفضل ما تتمتع به من موقع استراتيجي؛ إذ هي على مقربة من أوروبا وآسيا وأفريقيا.

وتشهد مطاعم ومراكز الترفيه في دبي على وجه الخصوص ازدهارا لافتا في الأسبوع الثاني من شهر فبراير لتتحول إلى مكان رومانسي مثالي للعشاق.

وتقدم المنتجعات والفنادق في دبي عروضا خاصة ومميزة للأزواج والعشاق في عيد الحب للاستمتاع بإقامة استثنائية.

وفي العاصمة بيروت التي تزينت شوارعها الرئيسية باللونين الأحمر والوردي، يحرص اللبنانيون على حجز تذاكر حضور الحفلات الفنية قبل أيام على عيد الحب، حيث وصل ثمن تذاكر حفل الأمسية الغنائية التي يحييها الفنانان إليسا وعاصي الحلاني في فندق “فور سيزنس” إلى 450 دولاراً للشخص الواحد باستثناء التذاكر الخاصة التي يحدد سعرها بعد التباحث في بعض التفاصيل الإضافية.

أما الحفل الذي يحييه الفنانون نانسي عجرم ووائل كفوري وغي مانوكيان في فندق “فنيسيا” فيتراوح سعر تذكرة الدخول إليه ما بين 250 و550 دولاراً للشخص الواحد.

ولقضاء أمسية رومانسية رائقة تقدم المطاعم اللبنانية عروضا خاصة بعيد الحب، مثل مطعم “فينيسيا” في فندق الـ”هيلتون” الذي يقدم برنامجا خاصا مقابل 170 دولاراً للشخصين وتقدم هدية في نهاية السهرة للعشاق.

وتشهد أسعار الورود ارتفاعا كبيرا خلال هذه المناسبة بسبب تصميمها بشكل مختلف عن الأيام العادية بالإضافة إلى استيرادها أحيانا من مشاتل خاصة.

وفي منطقة الحمراء بالعاصمة اللبنانية بيروت تباع الوردة الواحدة يوم عيد الحب بـ5000 ليرة لبنانية ويمكن أن يتراوح سعر باقة الورد ما بين 30 و75 ألف ليرة لبنانية حسب ذوق المشتري الذي يمكن أن يضيف أفكاراً جديدة أو مقترحات ترفع من ثمن هديته.

أما في متاجر منطقة الأشرفية فتصل أسعار الورود إلى 24 دولاراً فيما تباع تصاميم من الشوكولاتة أو اكسسوارات خاصة بعيد الحب بـ160 دولارا.

وتعتبر الشوكولاتة الوسيلة الرسمية للتعبير عن الحب، فالشوكولاتة الداكنة تحتوي على هرمون السيروتونين الذي يزيد هرمون السعادة عند الرجال والنساء، وهي عالميًّا من أكثر الحلويات اشتهاء لدى العشاق وتمنح متعة عند تناولها لذلك تعتبر أكثر الأطعمة المسببة للسعادة.

سيلفي عيد الحب

ولعل أهم هدية تميز عيد الحب في أغلب البلدان العربية هدية الدب الأحمر أو “تيدي بير”، الذي يتوفر بأحجام صغيرة وكبيرة وضخمة ويتمتع بمكانة مرموقة لدى العديد من العشاق خاصة في بداية علاقة الحب.

وفي مصر التي يتجه إليها العديد من الفنانين العرب لإطلاق أغان خاصة بعيد الحب، يحتفل العشاق بعيدين للحب في العام الواحد، الأول يقام في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير والثاني في اليوم الثامن من شهر نوفمبر.

ويشهد شهر فبراير انتعاشة كبيرة للحفلات الفنية في مصر بالتزامن مع عيد الحب، وكانت الفنانة اللبنانية كارول سماحة قد افتتحت حفلات عيد الحب الجمعة الماضي، في أوبرا جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.

كما يحرص الفنانون العرب سنويا على إطلاق أغان وفيديو كليبات خاصة بالعشاق تتغنى بالحبيب والحبيبة خلال “الفلانتاينز داي”، ومن بين الفنانين الذين خصوا جمهورهم بأغان جديدة ذات علاقة بالمناسبة شيرين عبدالوهاب وعمر دياب ودوللي شاهين والفنانة المغربية جنات، وغيرهم.

أما في المملكة العربية السعودية فلم يكن قرار منع تداول منتجات عيد العشاق وتحريمه سببا في كتمان مشاعر الحب والتعبير عنها، بل يحفز سنويا العشاق السعوديين على البوح بحبهم كتابيا وعبر تبادل الرسائل الغرامية خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة بدلاً من الهدايا المادية الروتينية.

يذكر أن عيد الحب يحظى بردود فعل متباينة من جانب المسلمين في كل عام، حيث يعترض عليه الكثيرون بسبب التعاليم الدينية. ففي باكستان مثلا لن يستطيع العشاق المجاهرة بحبهم والتعبير عنه هذه السنة بعد أن قضت محكمة، الاثنين، بعدم الاحتفال بعيد الحب في الأماكن العامة بأنحاء البلاد. كما أمرت المحكمة العليا في إسلام آباد وسائل الإعلام المحلية بعدم نشر أي محتوى يتعلق بهذا اليوم، بحسب ما قاله عبدالوحيد، مقدم الدعوى.

وكان الرئيس ممنون حسين دعا المواطنين العام الماضي إلى عدم الاحتفال بعيد الحب لأنه ليس من الأعياد الإسلامية، إنما هو تقليد غربي. وقال “ليس هناك ما يربط بين عيد الحب وثقافتنا، ويجب تجنب الاحتفال به”.

وقال عبدالوحيد إنه طلب من المحكمة إصدار أوامر ضد الترويج لعيد الحب لأنه يعتقد أن الإعلام الإلكتروني والمطبوع يقدم المناسبة وكأنها جزء من الثقافة المحلية.