الأزمة مع التحالف انتهت..
المفلحي: لا توجد حاضنة للقاعدة في أرض الجنوب
قال عبد العزيز المفلحي، مستشار الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي إن موضوع الإرهاب و"القاعدة" هو موضوع قديم جديد، وانه يجب أن يعلم الجميع أنه لا توجد حاضنة للقاعدة على أرض الجنوب على الإطلاق، وكثير من المعارك ضد التنظيمات الإرهابية انتصر فيها المواطنون مع المقاومة، وتم تصفية العناصر الإرهابية، في الوقت الذي فشلت فيه جيوش المخلوع صالح وأنصار الله المدججين بالسلاح في الحرب ضد تلك التنظيمات، وهذا يعطينا انطباع أن قضية "القاعدة" ما هي إلا توظيف رخيص للعمل السياسي، فميليشيات صالح و"أنصار الله"، يستخدمون "القاعدة" وفي نفس الوقت يريدون إيهام العالم بأنهم يحاربونها.
نفى المفلحي ما تردد عن إقالة حكومة بن دغر، أو تورط أي من أعضائها في قضايا فساد، موضحا أن ما يتم بثه عبر بعض المصادر الإعلامية يهدف إلى إحداث نوع من البلبلة في الشارع اليمني.
وأكد المفلحي، في حوار خاص لـ"سبوتنيك"، على أنه لم يحدث على الإطلاق اقتتال داخل أو خارج مطار عدن، وما حدث هو عملية إرهابية كانت تستهدف أحد قادة الحزام الأمني على بعد خمسة كيلومترات من المطار، وأن ظهور طائرات التحالف في سماء العاصمة كان نتيجة سوء فهم حول اختصاص بعض القوات وتم إنهاء الأزمة بتدخل الرئيس وقيادة التحالف، أما نقل البنك المركزي والبرلمان فهو قانوني ودستوري، وفي النهاية، دعا المفلحي الحوثيين للحوار والسلام حقناً للدماء.
وإليكم نص الحوار
الأزمة مع التحالف انتهت.. المفلحي: لا توجد حاضنة للقاعدة على أرض الجنوب: نبدأ من آخر المستجدات…هل هناك خلافات بين الرئيس والحكومة، وما مدى صحة أن الرئيس سيطيح بالحكومة خلال أيام؟
المفلحي: بكل تأكيد أقول أن ما تردد حول التغيير الوزاري أو إقالة وزير الداخلية، هو محض خيال وإشاعات مغرضة وليست صحيحة على الإطلاق، أما بالنسبة لعملية التغيير فهي مستمرة ولن تتوقف للبحث عن الأفضل من حيث الأداء، إذا ما دعت الضرورة لذلك، وستكون عمليات التغيير بالطريق الطبيعي، وليس على النحو الذي ذكر بالطريقة التي تشبه الانقلاب.
سبوتنيك: ما حقيقة الاشتباكات بين قوات الحرس الرئاسي والداخلية وقوات التحالف؟
المفلحي: أعتقد أن الإشاعات لعبت دوراً كبيراً في هذا الأمر، لطمس الحقائق ونشر البلبلة، فمن ساعد في نشر تلك الإشاعات، له تصورات وأحلام مريضة غير قابلة للتحقيق، وأنا من موقع مسؤوليتي أنفي هذا الأمر نفياً قاطعاً، فلم يحدث أي قتال داخل المطار أو حتى في محيطه نهائياً، وما حدث هو محاولة اغتيال لأحد قادة الحزام الأمني على بعد 5 كيلومترات، وترتب على الحادث استشهاد سبعة من رجال الحزام الأمني وإصابة 11 آخرين، ونحن نعتبر هذا عملا إرهابيا قامت به مجموعة إرهابية رغم تضييق الخناق عليهم في عدن، ولم تعد تلك المجموعات الإرهابية قادرة على الحركة بالفعل كما كانت قبل سنتين.
سبوتنيك: أنتم تنفون حدوث أي قتال في مطار عدن…وماذا كانت تصنع طائرات "الأباتشي" فوق المطار؟
المفلحي: واقعة تدخل طائرات الأباتشي، ناتجة عن سوء فهم حدث بين القوات الموالية للشرعية والتحالف، وحقيقة الأمر هو خلاف حول حدود وصلاحيات كل تشكيل من تشكيلات القوات المسلحة والأمنية، وحدث نوع من الإرباك، سرعان ما تدخل الرئيس هادي، وقيادة التحالف وتم احتواء الموقف وسحب القوات من محيط المطار، وتم إنهاء تلك الأزمة التي بنيت أساساً على سوء فهم، وأعتقد أن كل الأمور ذاهبة في الاتجاه الصحيح بعد توضيح الأمور وتحديد مهام كل طرف.
سبوتنيك: نشط تنظيم "القاعدة" مؤخراً في الجنوب…هل يمتلك التنظيم حالياً قدرات تستطيع زعزعة الاستقرار في عدن؟
المفلحي: موضوع الإرهاب و"القاعدة" هو موضوع قديم جديد، والضربة التي قام بها الطيران الأمريكي لمناطق التنظيم، كانت في وقت الظهيرة "الغداء"، وقتل فيها اثنين من قادة التنظيم وبعض المواطنين، وقامت بتك العملية طائرات أمريكية بدون طيار، ويجب أن يعلم الجميع أنه لا توجد حاضنة للقاعدة على أرض الجنوب على الإطلاق، وكثير من المعارك ضد التنظيمات الإرهابية انتصر فيها المواطنون مع المقاومة، وتم تصفية العناصر الإرهابية، في الوقت الذي فشلت فيه جيوش المخلوع صالح وأنصار الله المدججين بالسلاح في الحرب ضد تلك التنظيمات، وهذا يعطينا انطباع أن قضية "القاعدة" ما هي إلا توظيف رخيص للعمل السياسي، فميليشيات صالح و"أنصار الله"، يستخدمون "القاعدة" وفي نفس الوقت يريدون إيهام العالم بأنهم يحاربونها.
سبوتنيك: هل توجد دولة مكتملة الأركان في عدن بعد عامين من المعارك؟
المفلحي: الجنوب هو المناطق المحررة، وتلك المناطق ليست كلها تابعة للجنوب، فهناك جزء من "تعز والجوف وصعدة نفسها" ومأرب وجزء من صنعاء محرر بالكامل، وهناك نقطة في صنعاء عند الوصول إليها ربما ستنهي المعركة، نظراً لأنها ستجعل المدينة في مرمى مدفعية القوات، وطول أمد معركة صنعاء ربما لأخطاء تكتيكية كانت مطلوبة في هذا الموقع، ومع ذلك فإن الخناق يضيق يومياً حول الإنقلابيين، والحكومة الموجودة حالياً بها كل التخصصات، ومؤخراً تم نقل البنك المركزي، وقد بدأ الاقتصاد بعدها في التعافي بعض الشيء، ونأمل مع اكتمال عملية النقل أن تؤدي دورها في إنعاش الاقتصاد، فقد قام الإنقلابيون بالاستيلاء على أرصدة البنك والصناديق بالكامل، بحجة المجهود الحربي.
سبوتنيك: وجهت إليكم اتهامات بأن قراركم بنقل البرلمان والبنك المركزي غير دستوري…ما تعليقكم؟
المفلحي: من صلاحيات رئيس الجمهورية وبشكل مؤكد أن يتخذ مثل هذه القرارات، وتعد هذه قرارات سيادية، ومن يقول أن عملية نقل البرلمان والبنك المركزي مخالفة للدستور، نعم هي مخالفة لدستور الإنقلابيين والذي اعتمد على القوة الغاشمة لفرض أمر واقع، وقد استخدم الرئيس صلاحياته لمنع تدهور البلاد ومحاولة إنقاذها من التدمير الممنهج الذي حدث لها في صنعاء وفي كل الأماكن التي وصلوا إليها، والسؤال الذي يوجه لهم هل الدستور قال لكم أن تدمروا مقدرات البلاد وتستولوا عليها؟ ونحن في حالة استثنائية وهي الحرب، وما يعني مشروعية هذا الأمر هو مباركة المؤسسات الدولية والإقليمية لهذا الأمر من أجل إنقاذ ما يمكن، وتلك العملية هي من أهم القرارات الاستراتيجية التي اتخذها الرئيس.
سبوتنيك: ماذا كان يحمل المبعوث الأممي في جولته الأخيرة بين عدن وصنعاء؟
المفلحي: نحن نحترم المبعوث الأممي وإن كنا اختلفنا معه في وجهات النظر في بعض الأحيان، بعد انسداد الأفق بعد توقيع الحكومة على وثيقة السلام، وفق مشروع السلام الذي قدمه إسماعيل ولد الشيخ، نيابة عن الأمم المتحدة، وبعد هذا التوقيع الذي تم بالكويت وتم الالتفاف عليه من جانب الحوثيين، ثم جاءت بعد ذلك مبادرة وكأنها نوع من الشكر والتقدير للحوثيين على رفضهم التوقيع على مبادرة الكويت، وهذا يتعارض مع قرار الأمم المتحدة 2216 والذي ينادي بضرورة إنهاء الانقلاب وعودة الشرعية، وعودة مؤسسات الدولة، ومن هنا أقول لإخوتنا في صنعاء، عليهم أن يقدموا تنازلات إذا كانوا حريصين على عدم إراقة الدم اليمني الذي نحرص عليه حرصاً كاملاً سواء كان من هذا الطرف أو ذاك، وعليهم أن يعرفوا أن عملية الانقلاب غير شرعية، ونهايتها معروفة وهي الفشل، وحتى لو سلمنا بسلامة نياتهم، فإنهم لم يقدموا مشروعاً للحكم يمكن أن يحقق الاستقرار والسلام في البلاد، فهم سطوا على الدولة ومؤسساتها للجمع بين السلطة والثروة على أساس سيادي عنصري.
سبوتنيك: ما الدور الذي يقوم به علي عبد الله صالح، في الوقت الراهن، وما نوع علاقته بالحوثيين؟
المفلحي: علي عبد الله صالح خاض ستة حروب عبثية ضد الحوثيين، دفع فيها الشعب اليمني ثمناً غالياً دماً وعرقاً ودموعاً، وما حدث بين صالح والحوثيين في الثلاث سنوات الأخيرة هو "زواج غير شرعي"، وصالح كان يود توريث السلطة لابنه أحمد، وفي الوقت ذاته يرى الحوثيون أن الثروة والسلطة حق إلهي لهم، وهما مشروعين متناقضين، والصراع بينهما قادم نظراً لاختلاف مفهوم السلطة بين صالح والحوثيين، وهذ سيتسبب في انسداد واضح في أفق التعاون بينهم، وأتمنى من الموجودين في صنعاء أن يكون لديهم بوادر لتقديم حسن نية في أي مفاوضات قادمة، حسن نية حقيقي لوقف نزيف الدماء، وأقولها بكل وضوح وبساطة، عليهم تسليم السلاح الثقيل للدولة الشرعية والانسحاب من مؤسسات الدولة، وتغيير منهجيتهم والتحول إلى حزب سياسي ضمن مشروع وطني، غير هذا فإن الحرب ستستمر، ونزيف الدم وللأسف سيستمر، وأعتقد أن الخاسر الكبير في تلك الحرب القذرة والمدمرة هو شعبنا اليمني، وأتمنى أن يحكموا ضمائرهم ولو لمرة واحدة.
سبوتنيك: ما هو تقييمكم للقدرات العسكرية للحوثيين، والتي يتحدثون عنها في كل تصريحاتهم؟
المفلحي: دائماً ما تأتي تصريحاتهم، بأن خياراتهم مفتوحه، وردودنا ستكون مفاجئة وهي نوع من التمثيليات ونحن نعرف أطرافها، وأقول ببساطة، أن استخدامهم الأسلحة المحرمة دولياً سيجلب الضرر الكبير لهم، أكثر من الضرر الناتج عن استخدامها ضد القوات والمدنيين، أما وأنهم يقولون أن صواريخهم وصلت الرياض، فأنا أنفي نفياً قطعياً هذا الكلام، لكن بالفعل كان أحد صواريخهم موجهاً نحو مكة، وسقط بالفعل على حدود مكة، وهو الصاروخ الوحيد الذي وصل إلى عمق استراتيجي داخل المملكة، أما خطاب عبد الملك الحوثي الأخير فقد حمل في طياته حالة من فقدان الثقة والشعور بأنه "مدقوق الخاصرة"، من الطرف المشارك له، وكثير من مؤيدي الحوثي تخلوا عنه بعدما كشف عن نواياه الحقيقية في خطابه الأخير، إذا الحوثي يخسر مؤيديه من داخله، هذا بخلاف رائحة العداء التي بدأت تفوح بين "صالح والحوثي"، وهو ما ينذر بدخولهم في دائرة دم جديدة، صراعاً على السلطة.
سبوتنيك: برأيكم ما هو الشكل الجديد لليمن بعد انتهاء الحرب، وموقفكم من مطالب الحراك الجنوبي؟
المفلحي: الوحدة التي حدثت في التسعينيات جاءت على نحو متسرع ومجافية لأحلام وطموحات الشعب، فأي عمل اتحادي يجب أن يكون هدفه الرئيسي مصلحة الشعب في الشمال والجنوب، ولكن الحالة الوحدوية التي تمت وعلى عجل واختزلت في صفحة ونصف، لم تطرح فيها أي استحقاقات للشعب، وكان لي رأي واضح من تلك الوحدة في ذاك التوقيت وقلت أنها تحمل بذور فنائها بداخلها، وبالتالي تلت تلك الوحدة المشؤمة حرب دامية، وأبى كل طرف إلا أن يقضي على الطرف الآخر، ومن هنا انتهى أي شكل أو معنى لما يسمى بالوحدة الاندماجية لعام 1990، وأستطيع القول أن وحدة 22 مايو انتهت وماتت ودفنت إلى غير رجعة، والدليل على ذلك الحراك الجنوبي والثورة 2011، وثورة الجنوب بدأت بالفعل في 2007، حيث خرج الشعب بشكل كبير، وبصدور عارية في مواجهه القوة الغاشمة المتمثلة في الدبابة والكاتيوشا وبالأسلحة الاستراتيجية وحتى الطيران، وقد تحولت تلك الأسلحة إلى "ُدمى"، أمام الشعب الجنوبي، وقد قدم الجنوبيون نموذجاً لكل شعوب المنطقة بأن قام بثورة سلمية سبقت كل شعوب المنطقة، وكانت مطالبها حقوقية، إلا أن الغطرسة التي كانت تحكم المنظومة في صنعاء اعتقدت أن الجنوبيين سيخضعون، وأقولها ثانية، أنا مع خيارات شعبنا في الجنوب في الاتجاه الذي يراه مناسبا، فإما أن يقبل بالوحدة عن طريق الاستفتاء وبالشكل الاتحادي الجديد والذي تم بلورته بعد تولي الرئيس هادي الحكم، وجاء هذا في مؤتمر الحوار والذي مثل بالفعل كل الطيف السكاني اليمني شمالاً وجنوباً، ومؤتمر الحوار شخص الحالة وتم اكتشاف كل الأمراض وبالتالي أمكن تشخيص الدواء المناسب لكل مرض، وبالتالي إقرار مشروع الدولة الاتحادية من 6 أقاليم، ولكن قام الإنقلابيون باختطاف الدستور في أولى خطواتهم، ثم محاصرة الرئيس وبعد ذلك الانقلاب الكامل، وهو أمر ضد خيارات شعبنا، ومشروعية الإنقلابيين هي بقوة السلاح في المناطق التي قاموا باحتلالها، ولكن المشروعية الشعبية غير موجودة، ونلاحظ أنه، لا يوجد مكان فيه إنقلابيون، فستجد إما شكل من أشكال المقاومة أو الرفض الشعبي، أو عمل عسكري ضدهم في تلك المناطق، فحالة الرفض هي حالة شاملة من الشعب الجنوبي.
سبوتنيك: وهل يتخذ الجنوبيون من مخرجات الحوار الوطني والذي انتهى في 2014، مرجعية لهم في المرحلة القادمة؟
المفلحي: أعتقد أن الحرب وما ترتب عليها ستخلق شروطا جديدة على الواقع، ولكن تمسكنا بوضع مخرجات الحوار هو نوع من إبداء حسن النية، بشرط تنفيذه على أرض الواقع كما هو، وضمن إطار زمني محدد، وبالتالي في حالة حدوث تفاوض تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل 1993ويعود الدستور ثم إلى مخرجات الحوار ونقل السلطة، لذا يجب أن تقدم الضمانات وبشكل واضح، وإقرار كامل من كل القوى السياسية المشاركة هنا وهناك بضمان تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، مالم يحدث هذا فمن حق الشعب الجنوبي أن يقرر مصيره ويستعيد سيادته على أرضه وثرواته.
سبوتنيك: تسيطرون اليوم على معظم محافظات الجنوب وعدد من المحافظات الأخرى، فهل لكم أن تحدثنا عن الوضع الاقتصادي والأمني وكذا الوضع الاجتماعي؟
المفلحي: ببساطة، نحن في حالة حرب، فلا يمكن أن أقول لك، أن قوام الدولة متكامل، والخدمات تقدم على أكمل وجه، فالحكومة تقوم بعملها على أكمل وجه في الوقت الراهن، فقد أخفقت الحكومة السابقة في كل أعمالها، والمشاكل السلبية التي نعاني منها هي السلبية المطلقة، فنحن نتحمل تركات ثقيلة، سواء من تركة المنظومة السابقة التي جذرت الفساد، ولكن يمكنني القول أننا محاربون على المستويين، سواء على بناء مؤسسات الدولة ومحاربة الفساد، وفي نفس الوقت محاربة الإنقلابيين في كل موقع، وهنا أستطيع القول أن الوضع الاقتصادي يتحسن كل يوم، والمواد التموينية متوفرة وبشكل طبيعي، والأدوية نفس الشيء، لأن المنظومة السابقة كانت تعتمد على الاحتكارات، وكانت هناك قوانين سابقة جذرت للفساد، نحن الآن نعيش ثورة إدارية وثورة في التشريعات والقوانين للإطاحة بالفساد وتعزيز مبدأ الشفافية، والنظر إلى آفاق أفضل للتنمية والاستقرار.
سبوتنيك: من يصنع القرار في عدن؟
المفلحي: علاقاتنا مع المجتمع الدولي قائمة على الاحترام والمصالح المشتركة، وموقف المجتمع الدولي من الانقلاب كان مشرفاً، أما بالنسبة للقرارات الحكومية فيتم اتخاذها بما لا يعطي أي مجال للخلاف مع أصدقائنا وحلفائنا، وببساطة التحالف أصبح بالكم، والمشاركة أصبحت بالدم والمال والعرق، وبالتالي هناك بعض الأمور الاستراتيجية والعامة يتم التشاور مع أشقائنا وإخواننا في المجتمع الدولي والإقليمي، فالعالم أصبح قرية واحدة، ونحن دائرة في هذا العالم، ومن هنا فإن هذه الحزمة من المصالح الاستراتيجية الهامة والتي تربط كل دولة بمحيطها وما حولها، وبشبكة مصالح متكاملة متقاطعة حيناً ومتقابلة أحياناً أخرى، وعلينا أن نعلم أنه كانت هناك أنظمة مارست الكثير من الأخطاء المريعة في السياسة، من تجميع السلطة والثروة بأيديها وإيصال بلادهم إلى حالات الإفقار الكامل، ما نتج عنه اختلالات اجتماعية مريعة، وكذا الاستقطاب المريع للتيارات المتطرفة، سواء كانت شرقاً أو غرباً، وشملت آثارها العالم أجمع، ولذا يجب على كل حكومة أن تعلم أن قراراتها سيكون لها تأثير دولي وليس محلي فقط، وفي النهاية أقول لكم أن ما تردد عن تهريب أموال ومغادرة وزراء ما هو إلا إشاعات من الطرف الأخر ولم يجدوا لها مكان على أرض الواقع، وبكل تأكيد أن هذا لم يحدث ولن يحدث إطلاقاً.
سبوتنيك: في الختام…ما هي رسالتكم للرأي العام؟
المفلحي: أدعو كل أهلي وإخواني سواء كانوا في الشرعية أو لدى الإنقلابيين، أن يقدموا التنازلات من أجل هذا الشعب، للوصول إلى سلام الشجعان الملتزم بالقرارات الدولية والمرجعيات الثلاث، فيجب أن نستبدل حالة الاستكبار أو الخوف التي قد تكون لدى هذا الطرف أو ذاك، بحالة الشجاعة والفروسية التي يبدوا أنها تنعدم عند بعض الأطراف، ليعود الأمل من جديد في بناء اليمن الاتحادي، وما يحدث لدينا اليوم يراد به تفجير المنطقة بالكامل.