الإمـارات تغيـث المناطق المحررة..

«العمالقة الجنوبية» تحبط محاولة تسلل قرب مطار الحديدة

قوات العمالقة الجنوبية

حنين فضل
صحافية وباحثة في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات- خريجة بكالوريوس حقوق & اقتصاد وعلوم سياسية - جامعة عدن.

صدت ألوية العمالقة اليمنية، أمس، محاولات تسلل لميليشيا الحوثي الإيرانية إلى محيط مطار الحديدة، في وقت شنت فيه مدفعية المقاومة المشتركة والتحالف قصفاً مكثفاً على مواقع الحوثيين في جيوب للتمرد في الجراحي والتحيتا، فيما سيطر الجيش اليمني والمقاومة على سلسلة جبلية استراتيجية في لحج وتعز وسط سقوط عشرات القتلى في صفوف الحوثيين.

وأعلنت القوات المشتركة أنها أحبطت محاولات لميليشيا الحوثي التسلل إلى محيط مطار الحديدة من الجهة الشمالية وقتلت عدداً كبيراً من المهاجمين. وقال قائد العمليات العسكرية في «اللواء الثاني عمالقة»، أحمد علي الجحيلي، إن قوات اللواء والمقاومة التهامية نجحت في إحباط محاولات تسلل نفذتها الميليشيا في محيط المطار وعملت على تأمينه من الجهات الشرقية والجنوبية والغربية وفي جزء كبير من الجهة الشمالية.

وأشار الجحيلي إلى أن الحوثيين يحاولون باستمرار قطع طريق الإمداد من جهة منطقتي الجاح والفازة والهجوم على مواقع القوات المشتركة إلا أن الوحدات المرابطة في المنطقة أحبطت تلك المحاولات وأسرت عدداً من الحوثيين.

ولفت إلى أن القوات المشتركة توغلت باتجاه منطقة «كيلو 16» وطريق الكورنيش باتجاه الميناء، موضحاً أن التقدم محدود حالياً بسبب الألغام وبعض الكمائن التي تنصبها ميليشيا الحوثي التي تعيش حالة من الانهيار جراء قطع خطوط إمداداتهم من قبل قوات الجيش وطيران التحالف العربي.

لحج وتعز

في السياق، وبدعم وإسناد من قوات ومقاتلات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، تتوالى الانتصارات العسكرية لقوات الجيش اليمني والمقاومة في جبهة كرش باتجاه الراهدة بمحافظة لحج جنوبي اليمن. فقد حققت القوات تقدماً ميدانياً كبيراً وتمكنت من السيطرة على مرتفعات الضواري الاستراتيجية وجبل ركب الخياشيم بمديرية القبيطة شمال محافظة لحج إضافة إلى السلسلة الجبلية في بيت حاميم المطلة على الراهدة جنوب تعز وجبل العصيدة المطل على منطقة السحي في عمليات عسكرية مباغتة أربكت صفوف ميليشيات الحوثي وأنهكت قدراتها العسكرية.

كما تمكنت قوات الجيش اليمني بقيادة قائد المنطقة العسكرية الرابعة قائد محور كرش، فضل حسن العمري، من محاصرة ميليشيا الحوثي الموالية لإيران ودحر عناصرها في جبهة الراهدة في عمليات عسكرية نوعية مسنودة من قيادة التحالف العربي في عدن أسفرت عن مصرع العشرات في صفوف الحوثيين والسيطرة على عدد من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وتطهير المدينة وفك الحصار عن مدينة تعز.

الأمم المتحدة: الحوثي يجنّد الأطفال

أشاد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الأطفال والنزاعات المسلحة، الصادر أمس، بجهود الحكومة اليمنية والإجراءات التي اتخذتها لتحسين حماية الأطفال في عام 2017، كما نددت باستمرار ميليشيا الحوثي في تجنيد الأطفال. ووفق ما أوردته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ نت»، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في تقريره عن قلقه العميق من استمرار حملات تجنيد الأطفال من قبل ميليشيا الحوثي، خاصة تلك التي تستهدف طلاب المدارس، ولذلك فقد تم وضع الميليشيا في قائمة الأطراف التي لا تحترم القانون الدولي، ولم تتخذ أي إجراءات لحماية الأطفال.نيويورك.

بتوجيهات خليفة ودعم محمد بن زايـد.. الإمـارات تغيـث أهالي الحُديدة

وزعت فرق الهلال الأحمر الإماراتي آلاف السلال الغذائية والمساعدات الإغاثية على أهالي محافظة الحديدة في إطار الجسر الإغاثي الإماراتي، في وقت قدم فريق طبي لقوات التحالف العربي خدمات علاجية لأهالي وأطفال المناطق المحررة والنائية على امتداد الساحل الغربي لليمن، فيما استقبلت عدن طائرتين إغاثيتين سعوديتين تحملان 70 طناً من المواد الإغاثية الإيوائية والطبية، ضمن عمليات الجسر الجوي والبري والبحري الذي أطلقته دول التحالف لإغاثة محافظة الحديدة.

وتواصل فرق الهلال الأحمر الإماراتي توزيع المساعدات الإنسانية والغذائية على أهالي المناطق المحررة في الحديدة والمناطق المحيطة بها في إطار الجسر الإغاثي الإماراتي وبما يسهم في استقرار الوضع الإنساني في المحافظة وتحسين الحياة المعيشية للأشقاء في اليمن ومساعدتهم على مواجهة التحديات والحد من وطأة معاناتهم التي فرضها حصار ميليشيا الحوثي الموالية لإيران.

وتأتي التوزيعات تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي.

ووزعت فرق الهلال الأحمر الإماراتي، أمس، آلاف السلال الغذائية والمساعدات الإغاثية على أهالي محافظة الحديدة بهدف تحسين الأوضاع الإنسانية في المناطق المحررة على امتداد الساحل الغربي لليمن بعد الممارسات الإرهابية للحوثيين واتباعهم سلاح التجويع ضد أبناء الشعب اليمني.

خطة استراتيجية

وقال رئيس قسم البرامج الإغاثية في الهلال الأحمر الإماراتي، محمد الجنيبي، إن توزيع المساعدات الإنسانية والسلال الغذائية على أهالي المناطق المحررة في الحديدة يأتي ضمن جسر إغاثي إماراتي بري وبحري وجوي موجّه إلى سكان محافظة الحديدة والمناطق المحيطة بها لإعادة الحياة للمحافظة وتلبية الاحتياجات الفورية للشعب اليمني ومساعدته على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها.

وأضاف الجنيبي أن هيئة الهلال الأحمر وضعت خطة استراتيجية شاملة لعمليات توزيع المساعدات الإنسانية والغذائية على المناطق المحررة في محافظة الحديدة والأشد احتياجاً للمساعدات، وذلك بالتنسيق مع المنظمات المحلية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لضمان وصول السلال الغذائية للأهالي بشكل عاجل ومؤازرة الشعب اليمني من رجال ونساء وأطفال وتزويدهم بالمواد الغذائية والإيوائية والأدوية لمساعدتهم على تجاوز الظروف المعيشية الصعبة.

شكر وتقدير

من جانب آخر عبّر أهالي المناطق المحررة في محافظة الحديدة الذين استفادوا من المساعدات الإغاثية عن شكرهم لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات على تقديم المساعدات العاجلة لهم، معربين عن امتنانهم للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات على تقديم الدعم السخي والحرص المستمر على رفع المعاناة عنهم والتي لم تألو جهداً في تقديم العون والمساعدة لأبناء المناطق المحررة في الحديدة الذين يعانون أوضاعاً إنسانية صعبة جراء انتهاكات ميليشيات الحوثي الموالية لإيران في حقهم.

يُشار إلى أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تواكب عمليات تحرير مناطق الساحل الغربي لليمن بالمزيد من المساعدات الإنسانية والتنموية لدعم استقرار سكانها ومساعدتهم على استعادة نشاطهم وحيويتهم وإعادة الحياة بها إلى طبيعتها.

وسيّرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي جسراً إغاثياً عاجلاً لليمن من المساعدات يشمل 35 ألف طن عبارة عن 10 بواخر إماراتية محمّلة بالمواد الغذائية المتنوعة، إضافة إلى جسر جوي يشمل 7 رحلات تنقل 14 ألف طرد غذائي للشعب اليمني الشقيق، إلى جانب تسيير 100 قافلة مساعدات من السوق اليمني المحلي ضمن الخطة الشاملة للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لإغاثة الحديدة والمناطق المحيطة بها، والذي بدوره نجح في تنفيذ عمليات إغاثية مماثلة واسعة النطاق عندما قام بتحرير كل من عدن والمكلا والمخا، ما أدى إلى تحسين الحياة المعيشية للشعب اليمني الذي أصبح أفضل حالاً مما كان عليه بعد تحريره.

خدمات علاجية

في السياق، قدم فريق طبي ميداني تابع لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية خدمات علاجية لأهالي وأطفال المناطق المحررة والنائية على امتداد الساحل الغربي لليمن، وعمل على تضميد جراحهم جراء ما اقترفته أيادي الشر «الحوثية».

وتأتي هذه المبادرة الإنسانية لمساعدة الأهالي الذين لم يستطيعوا الذهاب إلى المستشفيات وحرصاً على سلامة وأرواح المدنيين والتخفيف من وطأة معاناة أبناء الشعب اليمني نتيجة انتهاكات الميليشيا الحوثية الإرهابية الموالية لإيران.

ولا تدخر الفرق الطبية الميدانية التابعة لقوات التحالف العربي جهداً في تقديم الدعم الطبي والخدمات العلاجية إلى سكان المناطق المحررة في محافظة الحديدة ضمن دورها الإنساني والإغاثي في اليمن ومدّ يد العون والمساعدة للفئات المعوزة من المرضى والوصول إليهم في منازلهم وأماكن تواجدهم ومدّهم بالأدوية المطلوبة لحالتهم الصحية.

وقال الطبيب سلطان الكعبي، عضو الفريق الطبي، إن الجولات الميدانية تهدف إلى تأمين الخدمات الطبية والعلاجية للنساء والأطفال والمسنين الذين يعانون الأمراض المزمنة المختلفة في جميع المناطق النائية بالساحل الغربي لليمن وتقديم الرعاية الطبية المجانية اللازمة لهم في منازلهم.

وأضاف أن أيادي الميليشيا الحوثية خلفت مآسي حقيقية لدى أهالي الساحل الغربي الذين دفعوا ثمن القتل والتدمير والتخريب، وكان لابد للفرق الطبية الميدانية التابعة لقوات التحالف العربي من الوصول إليهم، خاصة في المناطق النائية لتقديم العلاج اللازم لهم.

النهج الإنساني

من جانبه قال الطبيب أيمن فضل، من القوة السودانية العاملة ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، إن جهود الفرق الطبية في اليمن تأتي تجسيداً للنهج الإنساني لدول التحالف العربي والحرص على توفير الإغاثة للأشقاء في المناطق المحررة وتقديم العلاج الميداني للفئات المعوزة من المرضى ومساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي فرضها حصار الميليشيا الحوثية لهم.

من ناحيتهم أكد عدد من أهالي محافظة الحديدة - الذين استفادوا من الخدمات العلاجية - أن التحالف العربي أنقذ سكان المناطق المحررة في الساحل الغربي من جرائم الميليشيا الحوثية وممارساتها الإرهابية ضد الشعب اليمني.

الجسر الجوي

في غضون ذلك، انطلقت طائرتان إغاثيتان سعوديتان سيّرهما مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تحملان مواد إيوائية وغذائية إلى عدن تمهيداً لنقلها إلى محافظة الحديدة، وهي أولى طلائع الجسر الجوي السعودي لإغاثة أهالي المحافظة اليمنية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، المستشار بالديوان الملكي السعودي المشرف العام على المركز، قوله إن الجسر الإغاثي الذي انطلق أمس يأتي تنفيذاً للتوجيهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بتفقد أحوال الأشقاء اليمنيين كافة، لاسيما المناطق الأكثر تضرراً ومنها الحديدة التي عانت كثيرًا من سيطرة الميليشيات الحوثية.

وأوضح أن الطائرتين تحملان 70 طناً من المواد الإيوائية والغذائية تستهدف الأسر الأكثر تضرراً في المحافظة يرافقهما فريق متخصص من المركز لمتابعة عمليات التوزيع والإشراف عليها.

تقدير وشكر

أكد وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة في اليمن، عبدالرقيب فتح، أن الجهود التي تقوم بها دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، تأتي إنقاذاً للسكان في محافظة الحديدة جراء الظروف المأساوية التي تسببت بها ميليشيا الحوثي بحق السكان في المحافظة، ومرافقة لعمليات التحرير التي تشهدها المحافظة من ميليشيات الحوثي، بدعم وإسناد أخوي من قوات التحالف الداعمة للحكومة الشرعية. مؤكداً أن هذه الجهود تحظى بتقدير وشكر الحكومة الشعب اليمني.

الحوثيون يلاحقون مُلاك المقاهي والفنادق في صنعاء

أكدت مصادر محلية، اليوم الثلاثاء، إطلاق ميليشيات الحوثي في صنعاء حملة لملاحقة المناوئين لها، وملاك المقاهي والفنادق، الذين يسمحون بمشاهدة قنوات إعلامية معارضة للميليشيا الموالية لإيران، في خطوة تهدف لمنع انتشار أخبار جبهات الساحل الغربي، التي تتكبد فيها خسائر فادحة أمام القوات اليمنية المشتركة بإسناد من التحالف العربي.
وقالت مصادر محلية لوكالة "2 ديسمبر" اليمنية، إن حملة أمنية حوثية تلاحق المعارضين للميليشيا المدعومة من إيران، إضافةً إلى ملاحقة ومداهمة مقاهي وفنادق وشقق في العاصمة صنعاء.
وأكدت مصادر مطلعة في صنعاء، أن الميليشيا الحوثية اتخذت قرار الملاحقة في رمضان الماضي، وبدأت تنفيذه هذه الأيام، مشيرةً إلى أن الهدف من القرار والملاحقة هو منع انتشار الأخبار عن هزائم الحوثيين على يد القوات المشتركة في الساحل الغربي للبلاد.
وحسب المصادر، يعتقل الحوثيون كل من يُضبط يشاهد قنوات إعلامية معارضة في المقاهي أوالفنادق بالعاصمة صنعاء، مثل "اليمن اليوم" و"سكاي نيوز"، و"العربية"، والحدث"، التي تخصص مساحات واسعة لتغطية معارك الساحل الغربي للبلاد، ونشر الأخبار عن تقدمات القوات الشرعية في الحديدة.

واشنطن تدعو العالم للتوقف عن شراء النفط الإيراني

دعت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء، الدول في جميع أنحاء العالم إلى التوقف عن شراء النفط الإيراني بحلول الرابع من تشرين الثاني/‏نوفمبر، تحت طائلة مواجهة عقوبات اقتصادية أمريكية جديدة، وفيما حمّلت الحكومة الإيرانية، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المسؤولية عن أزمة عملتها المحلية، واعتبرت أن ترامب «يشن حرباً اقتصادية على العالم برمته»، أعلن النائب العام في العاصمة الإيرانية طهران أمس الثلاثاء، توقيف «المئات» من الأشخاص الذين شاركوا في الاحتجاجات التي شهدتها سوق «بازار طهران الكبير» مؤخراً.
وحذر مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية العواصم الأجنبية قائلاً «لن نمنح إعفاءات»، ووصف تشديد الخناق على طهران بأنه «أحد أبرز أولويات أمننا القومي».
ورداً على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة تحث حلفاءها على خفض واردات النفط من إيران إلى الصفر بحلول نوفمبر، قال المسؤول «نعم».

وأبلغ المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه، الصحفيين: «سنعزل تدفقات التمويل الإيرانية ونتطلّع إلى تسليط الضوء على مجمل السلوك الإيراني الخبيث في المنطقة»، كما قال إن وفداً أمريكياً سيتجه إلى الشرق الأوسط الأسبوع القادم، لتشجيع منتجي النفط الخليجيين على ضمان إمدادات نفط عالمية مع فصل إيران عن السوق في نوفمبر.
وشارك الآلاف في مظاهرات بالعاصمة الإيرانية أمس احتجاجاً على ارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة العملة الريال، وكانت هذه الاحتجاجات المتواصلة لليوم الثالث، هي الأكبر التي تشهدها طهران منذ عام 2012، عندما تسببت العقوبات الدولية في شل الاقتصاد الوطني.
ومن جهته، حذر رئيس السلطة القضائية الإيرانية آية الله صادق لاريجاني أمس الثلاثاء، من أن عقوبة الإعدام والسجن 20 عاماً في انتظار المدانين بالمشاركة في الإخلال بالشؤون الاقتصادية في البلاد. ونقلت وكالة أنباء فارس عنه قوله «يحاول العدو الآن تخريب اقتصادنا عن طريق عملية نفسية. حاول البعض في الأيام الماضية إغلاق البازار، لكن الشرطة أحبطت مؤامرتهم».
وقال مدعي المحاكم العامة والثورية بطهران، عباس جعفري دولت آبادي، إنه تم اعتقال المئات من مثيري أعمال الشغب التي وقعت في منطقة البازار الاثنين وإنه لن يطلق سراحهم لحين محاكمتهم.
ورغم أن الاحتجاجات في السوق هدأت قليلاً أمس؛ فإن وسائل الإعلام المحلية أفادت بوجود تجمعات صغيرة في المنطقة المجاورة، وأشارت بعض التقارير إلى أن بعض التجار اضطروا لإغلاق متاجرهم خوفاً من تجدد الاحتجاجات.
وقال إن «الحكومة وضعت سعراً مناسباً للدولار الأمريكي يتمثل ب 42000 ريال للدولار الواحد»، وأنها تعمل على تقوية العملة الوطنية. ودعا في الوقت نفسه إلى «دعم وطني» لمواجهة المساعي الأمريكية لتشديد الضغوط على إيران من خلال فرض العقوبات. ووعد الرئيس الإيراني حسن روحاني، شعبه أمس الثلاثاء بمعالجة الضغوط الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الأمريكية الجديدة، وقال روحاني مدافعاً عن سجله الاقتصادي في كلمة بثها التلفزيون الرسمي إن دخل الحكومة لم يتأثر في الأشهر الماضية وإن تراجع الريال سببه «دعاية الإعلام الأجنبي».

نهج أردوغان يزداد تشددا مع تعزيز سلطاته

السلطات المعززة التي حظي بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ستسهل عليه المضي قدما في نهجه السياسي المتشدد وتعزيز سياساته الخارجية المثيرة للجدل، دون أن يستبعدوا إمكانية لجوئه إلى حلول وسط، خصوصا في ظل الأزمة الداخلية الصعبة والمتغيرات الإقليمية والدولية في الملفات التي تعني تركيا.

وتقول جنى جبور، من مركز الدراسات الدولية في كلية العلوم السياسية في باريس، “بعد حصوله على شرعية سياسية جديدة سيقيم أردوغان أخيرا نظاما رئاسيا وينخرط في سياسة تكريس الذات على الصعيدين الوطني والدولي”.

ويؤكد بيرو كاستيلانو، الكاتب في موقف أحوال تركية، أنه بعدما تحقق حلم أردوغان برئاسة تنفيذية لا رقيب عليها، القليلون فقط يعتقدون أن الخط الذي يتبعه أردوغان سوف يلين. ويذهب في ذات التوجه نيكولاس دانفورث، الباحث بشؤون تركيا لدى مركز سياسة الحزبين في واشنطن، مشيرا بقوله “بعد انتصاره، سيظل أردوغان كما هو. من السذاجة أن نتوقع غير ذلك… ولو حدث شيء، فلن يكون أكثر من خروجه من هذه الانتخابات مقتنعا بأن نهجه التصادمي صار محصنا في الداخل والخارج”.

على الصعيد الداخلي، يمكن أن يلجأ أردوغان إلى المرونة لتهدئة الرأي العام المنقسم. ويشير المحلل في مجلة فورين أفيرز خليل كرافيلي إلى أنه على الرغم من فوز أردوغان بغالبية الأصوات التي تمكنه من تجنب الخوض في جولة انتخابات ثانية، إلا أن الحملة الانتخابية كشفت بشكل واضح عن ملامح الشخصيات التي ستقود تركيا في المستقبل، حيث للمرة الأولى منذ توليه السلطة قبل 15 عاما، كرئيس للوزراء، اضطر أردوغان إلى التعامل مع منافسيه ممن يمثلون توجهات اجتماعية مختلفة: وهي توجهات اشتراكية ويمينية قومية.

لكن، سياسة الانفتاح التي قد يحاول أردوغان طرق بابها، على الأقل في الفترة الأولى من ولايته الجديدة، يمكن أن تواجه معارضة من حلفائه القوميين في حزب الحركة القومية الذين يؤيدون نهجا متشددا خصوصا في ما يتعلق بالملف الكردي.


تغيرت سياسة تركيا الخارجية تغيرا جذريا في السنوات الأخيرة وذلك بتحولها من نموذج يحتذى إلى صانع مشاكل مع الأوروبيين كما مع الحكومات في منطقة الشرق الأوسط ومع الولايات المتحدة الأميركية. ومن المتوقع أن تتجاوز تداعيات الانتخابات التركية الحدود التركية، لتؤثر بشكل كبير على قضايا حيوية في المنطقة، كانت لأنقرة اشتباكات سياسية واضحة معها، مثلما ستؤثر على السياسة الداخلية.

وتقول أصلي إيدنتاشباش، الخبيرة لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية، “بما أن أردوغان بحاجة إلى القوميين في البرلمان، سيكون من الصعب عليه تحسين شروط حرية التعبير أو تليين موقفه إزاء قضية الأكراد”. وتضيف إيدنتاشباش “أعتقد أنه من غير الوارد المضي في هذا الاتجاه على ضوء هذه النتائج”.

وعلى الصعيد الدولي، لا يتوقع المراقبون أن تصبح السياسة الخارجية التركية أقل حدة، بل بالعكس ستتخذ نهجا تصادميا أكثر، خاصة مع تطور علاقة أردوغان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يشارك نظيره التركي الكثير من الصفحات في ما يتعلق بالسياسة الداخلية، من حيث السيطرة على مختلف مقاليد الحكم، كما للخارجية من حيث الأزمة مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو الذي تعد تركيا ثاني قوة فيه، والعلاقة مع الولايات المتحدة، والأزمة في سوريا.

وتقول أصلي إيدنتاشباش إن “أردوغان بوسعه لو شاء تطبيع علاقاته مع الغرب”. وتضيف “أعتقد أن هناك ميلا لدى الغرب لمنحه فرصة وإعادة بناء العلاقات مع تركيا”، إلا أنها تتساءل ما إذا كان سيتحلى “بما يكفي من المرونة” للمضي في هذا الاتجاه.

ويؤثر تحالف أردوغان مع القوميين على السياسة الخارجية، حيث يقول سونر جاغابتاي، الباحث في معهد الشرق الأدنى للسياسة في واشنطن، إن “التحالف الجديد مع حزب الحركة القومية، الذي يلعب دور المنقذ لأردوغان سيثير مشاكل مع الولايات المتحدة”، حول المقاتلين الأكراد حلفاء واشنطن في سوريا والذين تصنفهم أنقرة “إرهابيين”.

ويضيف جاغابتاي أن “هامش المناورة سيكون أضيق أمام أردوغان حول هذه القضايا بالمقارنة مع السابق… أقله على المدى القصير”.

في سنة 2011، على خلفية أحداث الربيع العربي، تصاعد الطموح لدى الرئيس التركي لأن يصبح زعيما للعالم الإسلامي بأسره.

أدى هذا الأمر بأردوغان إلى التخلص من أحمد داود أوغلو، كبير مستشاريه ووزير خارجيته ثم رئيس وزرائه بين عامي 2003 و2016، لأنه سار في السياسة الخارجية على مبدأ عدم إثارة المشاكل مع الجيران، في حين أن أردوغان قرر بعد 2011 السير في طريق مختلف.

ويقول سيمون تيزدال، الكاتب في صحيفة الغارديان، “أردوغان يريد إنشاء سلطنة عثمانية جديدة. وهذه الفكرة بعيدة كل البعد عن التصور الذي وضعه داود أوغلو. بل على العكس، فإنها تترعرع على المشاكل مع الجيران”.

ويعتبر غاريث جنكنز، الباحث في برنامج دراسات طريق الحرير، أن أنقرة باتت عرضة لمخاطر ارتكاب هفوات دبلوماسية، ويتعين على أردوغان أن يبدأ بتوظيف “أشخاص يفهمون السياسة الخارجية وعلى استعداد لإبلاغه الأمور كما هي”.