مشاريع مستقبلية..
اليمن يعوّل على جعل “ميناء عدن" بوابة العالم
تراجع حجم مناولة الحاويات في ميناء عدن خلال السنوات الثلاث الأخيرة إلى قرابة النصف وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ خليج عدن، محمد علوي أمزربه، إن حكومة بلاده تعوّل على “ميناء عدن” لجعله بوابتها الرئيسة إلى العالم الخارجي، مبينًا أن ثمة مشاريع مستقبلية لتطويره.
و”ميناء عدن”، الواقع في خليج عدن على الساحل الجنوبي لليمن، من أكبر الموانئ الطبيعية في العالم، وتم تصنيفه في خمسينيات القرن الماضي، ثاني ميناء في العالم بعد “نيويورك” لتزويد السفن بالوقود.
وأضاف أمزربه أن ميناء عدن يعتبر “الأكبر بين الموانئ اليمنية، ونراهن عليه بشدة لوضع اليمن على خريطة صناعة النقل البحري نظرًا لموقعه الإستراتيجي المميز”.
وتابع: “نسعى إلى أن يكون الميناء مركزًا محوريًا متقدمًا في التجارة، ورائدًا في الخدمات البحرية للموانئ والخدمات اللوجستية لليمن والإقليم بشكل عام”.
أوضاع صعبة
وحول الأوضاع الحالية في الموانئ اليمنية، قال أمزربه: “نعاني انكماشًا نتيجة للحرب التي فرضها الحوثيون، وهو ما عكسته المؤشرات المنخفضة لحجم مناولة الحاويات في الموانئ”.
وأوضح أن مناولة الحاويات كانت تبلغ 650 ألف حاوية في 2014، فيما تراجع العدد في السنوات الثلاث الأخيرة إلى قرابة النصف.
ويشهد اليمن، منذ أكثر من 3 سنوات، حربًا بين القوات الحكومية، وجماعة “الحوثي” التي تسيطر على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ الـ 21 من أيلول/سبتمبر 2014.
كما أوضح المسؤول اليمني، أن الوضع الحالي في البلاد لا يساعد على زيادة أنشطة الموانئ التي شهدت انخفاضًا في صادراتها، التي كانت تتجاوز 60 ألف طن سنويًا قبل الحرب، ثم تراجعت إلى نحو 20 ألف طن حاليًا.
وأشار إلى وجود شركاء إستراتيجيين لبلاده، لديهم النية في بناء مدينة عدن، مبينًا أن ذلك “لا بد أن يكون من خلال خطوات على الأرض، وإمكانيات تساعدنا على جعل ميناء عدن بوابة اليمن للعالم الخارجي”.
انتكاسة كبرى
وتعرّض ميناء عدن في 2010، لانتكاسة كبرى، تمثلت في انسحاب نشاط الترانزيت، إضافة إلى الظروف والأزمات السياسية التي مرت بها البلاد وعدد من الدول العربية منذ 2011.
وأضاف: “شهد قطاع مناولة الحاويات تذبذبًا واضحًا في السنوات الماضية، ففي 2010 بلغت المناولة 380 ألف حاوية، تراجعت في 2011 إلى 180 ألف حاوية، ثم جاءت الحرب ومعها انعكاساتها الخطيرة”.
“وتوقف نشاط ميناء عدن كليًا لمدة أربعة أشهر، إبان المواجهات التي شهدتها المحافظة بين قوات الشرعية والميليشيات الانقلابية في الفترة من مارس (آذار) إلى يوليو (تموز) 2015″، حسب ما أضاف أمزربه.
نشاط الحاويات
وبحسب رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ خليج عدن، بلغ نشاط ميناء الحاويات في 2015 نحو 177 ألف حاوية، وصولًا إلى قرابة 270 ألف حاوية في 2016، فيما شهد العام 2017 تحسنًا إيجابيًا عن سابقيه، بمناولة 334 ألف حاوية.
وتابع أمزربه: “أما خلال العام الجاري، فبلغ العدد خلال النصف الأول منه نحو 160 ألف حاوية بزيادة تتجاوز 20 %”.
وشدد على ضرورة الربط بين الميناء والمدينة “لأن تطوير الميناء سيتحقق من تطوير اقتصاد مدينة عدن وجعلها قادرة على جذب الاستثمارات وكل ما يساعد على نمو البلد”، وفق تعبيره.
ميناء الحديدة
وفي سياق متصل، أكد أمزربه ضرورة تحرير ميناء الحديدة (غرب) من ميليشيا “الحوثي” المدعومة من إيران، وعودته إلى الحكومة الشرعية، ليكون داعمًا لميناء عدن.
وأوضح أن العمليات العسكرية للتحالف العربي والقوات اليمنية في محافظة الحديدة، تسعى إلى تحقيق هدفين رئيسين، يتمثل الأول في تحرير المدينة ومينائها، لقطع الشريان الذي يتغذى منه الحوثيون بالحصول على الأسلحة المهربة.
وتابع: “فيما يتمثل الهدف الثاني في تأمين الملاحة البحرية في الموانئ اليمنية، وأبرزها ميناء عدن، نظرًا لمواقعها المهمة على مفترق طرق التجارة العالمية”.
وأشار أن ميناء عدن آمن، ويمارس نشاطه الملاحي بشكل طبيعي، مقللًا من شأن الإشاعات التي قال إنها تصل إلى الوكالات والشركات الملاحية والبحرية العالمية، والتي تزعم أن الميناء غير آمن.
مشاريع مستقبلية
وحول المشاريع المستقبلية في الميناء، كشف المسؤول اليمني عن إحالة مصفوفة مشاريع تشمل خطة تحديث الميناء، إلى الوفد السعودي أثناء زيارته الميناء بداية العام الجاري.
وتابع: “تتضمن المشاريع إعادة ترميم وبناء الورش الفنية، وإعادة بناء المستودعات التي دمرتها الحرب، وتحديث المساعدات الملاحية، وتوفير أنظمة ملاحية متطورة، وسيتم خلال الفترة المقبلة طرح مناقصات عامة للبدء في تنفيذ بعضها”.
وفي شباط/فبراير 2017، جرى الكشف عن خطة لتطوير وتوسيع وتعميق ميناء عدن وتهيئته لاستقبال السفن الكبيرة، وذلك ضمن رؤية للتنمية وإعادة الإعمار في البلاد بدعم خليجي.