اغتيالات عدن..

تقرير: هل من دور لقطر في حوادث العنف بالعاصمة عدن؟

شنت وسائل إعلامية هجوما متواصلا على قوات الأمن المتخصصة في محاربة الإرهاب

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

لم يكن صلاح يدرك ان حياته سوف تنتهي عند حاجز التفتيش في حي العريش شمال شرق عدن العاصمة، حيث صادف توقفه عند الحاجز انفجار مركبة ملغومة كان يقودها انتحاري يعتقد انه من تنظيم القاعدة الذي يعد اشد الفروع تطرفا في الجزيرة العربية.

 

في أواخر العام 2015م، اشتبه الجنود بمركبة مكان يقوده عنصر، وطلبوا منه التوقف قبل ان يفرجها في الحاجز الأمني مما اسفر عن مقتل مدنيين بينهم نساء واطفال بالإضافة الى صلاح الذي كان في طريقه إلى منزله في حي خور مكسر.

 

فصلاح واحد من ابناء عدن الذين ناؤوا بأنفسهم من الصراع السياسي عقب مشاركته في الحرب، بعد ان تصدرت قوى اخرى أتت عقب الانتصار لتصدر المشهد السياسي والعسكري في الجنوب المحرر من الحوثيين.

 

تسببت الاعمال الارهابية في عدن خلال العامين الماضيين في مقتل وجرح المئات اغلبهم مدنيون، كانوا ينوون الالتحاق بالسلك العسكري والأمني.

 

وتظل قضية الارهاب في اليمن تكتنفها الغموض جراء تزايد تبادل الاتهامات بين اطراف الصراع في صنعاء والتي يعتقد جنوبيون ان تلك الاطراف تصدر العنف الى بلادهم، غير ان الازمة الخليجية قد دفعت دول تحالف دعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية إلى توجيه اتهامات إلى نظام قطر بالوقوف وراء الإرهاب، في مسعى لتمكين حلفائها (الإخوان) من حكم الجنوب الغني بالثروات.

 

وشهدت عدن العاصمة المؤقتة لحكومة عبدربه منصور هادي عمليات عنف واغتيالات طالت  قيادات أمنية وعسكرية ورجال دين، عقب نحو عام من الهدوء الذي عاشته المدينة جراء القبضة الأمنية التي فرضتها قوات الحزام الأمني الجنوبية، تمكنت من ضبط العشرات من العناصر المتورطة في قضايا إرهابية، وهو ما فتح الباب امام الجدل الاعلامي والسياسي بعد افتضاح وقوف قوى يمنية واقليمية وراء الارهاب في الجنوب المحرر من الحوثيين الموالين لإيران.

 

وفتحت قطر المتمردة على جيرانها النار على حكومات الجنوب المحلية وقوات التحالف العربي وطالبت بما اسمته بفتح السجون السرية في عدن وحضرموت، قبل ان ترضخ حكومة هادي التي يشكل الإخواني ما نسبته 90 في المائة من قوائم الحكومة، ناهيك عن سيطرة التنظيم الذي ترعاه الدوحة على الإعلام الرسمي، وفق لاتهامات متكررة من اطراف أخرى في الحكومة.

 

وقال مصدر مسؤول في عدن :" إن العمليات التي نفذت في عدن هي انتقامية من عناصر ارهابية افرج عنها، ومارست الانتقام بالقتل من مسؤولين أمنيين كانوا يشرفون على سجن عدن المركزي والذي يضم اصلاحية المنصورة وبئر أحمد".

 

وبين المصدر :"ان اغلب العناصر المفرج عنها متورطة في حوادث قتل عمد، لكن هناك من اصر على اطلاق سراحها في محاولة لتهدئة الوضع السياسي الذي اضطرب جراء تمويل الدوحة لمنظمات دولية، نشرت تقارير مسيسة تخدم سياسة قطر ومطامع الإخوان في الجنوب".

 

وقال مصدر مقرب من الحكومة في قصر معاشيق "إن اطلاق سراح العشرات من المتورطين في قضايا إرهابية بضغط قطري على الحكومة اليمنية، التي رضخت لهذه التوجهات، كما لا ننسى ان غالبية اعضاء الحكومة هم موالون للإخوان، الذين انفردوا بالرئيس هادي في الرياض، واصروا على تجيير القرار الرئاسي لمصلحة التنظيم الممول قطرياً".

 

وتسببت الحوادث الإرهابية في عدن بمخاوف من سقوط عدن في أتون الفوضى على غرار سقوط المدينة بيد التنظيمات الإرهابية في أكتوبر 2015، حين كانت التنظيمات الإرهابية تحتل اجزاء واسعة من عدن ونفذت هجمات إرهابية ضد مقر حكومة خالد بحاح ومعسكرات التحالف العربي.

 

وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط عناصر تقول إنها على صلة بالهجمات الإرهابية التي شهدتها المدينة قبل مارس 2016م، بينت تصريحات ان اغلب العناصر الإرهابية المضبوطة على صلة بالتنظيم السياسي للإخوان المسلمين في اليمن، والذي ترعاه قطر ماليا وسياسياً.

 

وضبطت هويات لقيادات إخوانية في معامل لصناعة السيارات المفخخة، غير ان الدوحة سارعت الى الدفاع عن تلك العناصر المضبوطة وقدمت تقارير حقوقية في منظمات دولية تزعم ان تلك العناصر ليس لها اي علاقة بالإرهاب، انتهى هذا الضغط بإفراج حكومة هادي عن العشرات من تلك العناصر قبل ان تعود الاعمال الارهابية لتضرب عدن مجددا، غير ان الفاعل لا يزال مجهولا وسط اتهامات للإخوان بالوقوف وراء تلك الاعمال في محاولة للسيطرة على عدن واقصاء الاطراف الجنوبية التي تطالب باستقلال الجنوب.

 

 واحد من رجال الدين الذين قتلوا في عدن بينت تقارير  اخبارية انه كان على خلاف مع قيادة الإخوان في عدن منذ العام 2011م، حيث اتهمت صحيفة مارب برس رجل الدين محمد راغب بالبسط على ارضية وانه على صلة بالقيادي المؤتمري عبدالكريم شائف، غير ان مصادر في عدن أكدت ان راغب هو قيادي في تنظيم الإخوان، دون ان يعرف من هم الفاعلون في عملية الاغتيال تلك.

 

 وقللت مصادر أمنية من مصادقية "أن احراق سيارة قيادي إصلاحي ومحاولات اغتيال وهمية، ما هي الا محاولات إخوانية للعب دور الضحية"، فأغلب الضحايا لم يكن لهم صلة بالاخوان بل من اشد المعارضين وابرزهم قيادات أمنية قادت الحرب ضد الارهاب منذ العام 2016م.

 

فعمليات الاغتيالات جاءت عقب الافراج عن عناصر يقول أمنيون انهم نفذوا عمليات انتقامية بحق مسؤولين على السجون في عدن فقد تفاخر مسؤولون إخوان بإطلاق معتقلين من سجون الشرطة، قبل ان يسقط قتلى برصاص تؤكد مصادر أمنية انهم على صلة بتلك العمليات الارهابية، حيث تقول مصادر :إن معتقلين على ذمة قضايا إرهابية نفذوا عمليات انتقامية عقب اخراجهم من السجون".

 

وتبين مصادر أمنية في عدن انها تمتلك معلومات حول تورط مركز عمليات إخواني في تعز لإدارة عمليات إرهابية في عدن، فالهجمات الارهابية التي شهدتها عدن بعض عناصرها انطلقت من معسكرات داعش في مدينة تعز، والبعض تبين انهم اعضاء في تنظيم الإخوان.