الصراع في اليمن..
معارك تحرير اليمن تتقدم في ظل عدم اليقين بشأن حراك المبعوث الأممي
أحرزت قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة المدعومة من التحالف العربي، سلسلة انتصارات ميدانية هامة في جبهات صعدة وحجة والساحل الغربي، في مؤشر على أن خيار الحسم العسكري لا يزال ماثلا بالرغم من الاستعدادات التي تجريها الأمم المتحدة لعقد جولة جديدة من مشاورات السلام في مطلع سبتمبر القادم بمدينة جنيف السويسرية.
واعتبر مراقبون تزايد الضغوط العسكرية على الميليشيات الحوثية انعكاسا لحالة عدم الثقة التي تميّز موقف الأطراف المضادّة للمتمردين الحوثيين، من مساعي المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث التي تخلو من أي ضمانات وتفتقر لمقومات النجاح بالنظر إلى تاريخ الحوار مع الميليشيات الحوثية.
وتمكنت قوات الجيش اليمني من تحرير مركز مديرية باقم أقصى شمال اليمن ممهّدة الطريق نحو تحرير المزيد من المناطق الاستراتيجية في محافظة صعدة، حيث لا تبعد المدينة كثيرا عن ضحيان أحد أبرز المعاقل الثقافية والفكرية للحوثيين.
ويحرز الجيش اليمني بدعم من التحالف العربي انتصارات متتالية في خمس جبهات باتجاه عمق صعدة، تستهدف تضييق الخناق على الميليشيات الحوثية، وتمثل تلك الجبهات التي يشارك فيها عدد كبير من أبناء محافظة صعدة ضغطا على العمق الاستراتيجي للحوثيين الذي بات في مرمى نيران الجيش والتحالف.
وبالتوازي مع انتصارات صعدة، تمكن الجيش الوطني اليمني من تحقيق انتصارات عسكرية في جبهات محافظة حجة التي تعد وفقا للمعايير العسكرية امتدادا لمعارك صعدة المجاورة ورديفا لها.
وتمكنت قوات الجيش والتحالف العربي من إحكام سيطرتها على مركز مديرية حيران بمحافظة حجة وقطع الخط الدولي الرابط بين مدينتي حرض والحديدة.
وحول طبيعة الانتصارات التي تحققت في محافظة حجة شمال اليمن، قال الصحافي اليمني رماح الجبري في تصريح لـ“العرب” إن التقدم الأخير للجيش الوطني في جبهة حيران بمحافظة حجة التي تنطلق فيها المعركة من جبهتين له أهمية استراتيجية كبيرة كونه يقترب من مثلث عاهم وهو مفترق طرق بين مدينة حرض بمديرية كشر ووشحة وقارة وسوق عاهم الشهير الذي شهد معارك واسعة خلال العام 2011 بين القبائل وميليشيا الحوثي، حيث أصبحت قوات الجيش على بعد كيلومترين من مثلث عاهم.
وأشار الجبري وهو أحد أبناء محافظة حجة إلى تزامن انتصارات حيران مع أخرى تم تحقيقها في جبهة حرض التي تخوض فيها قوات الجيش الوطني معارك شرسة في سلسلة جبلية عبر لواء القوات الخاصة بقيادة العميد محمد الحجوري، والتي تمكنت في وقت سابق من قطع الطريق الدولي الذي يربط مدينة صعدة بمدينة حرض، وتقترب من الوصول إلى مثلث عاهم لتلتقي بجبهة حيران.
ووصف الصحافي اليمني ورئيس تحرير موقع “اليمن الجمهوري” كمال السلامي في تصريح لـ“العرب” التطورات العسكرية التي شهدتها محافظة حجة بالحاسمة. وقال إن جماعة الحوثي تعيش في أضعف مراحلها، ولولا المناورات السياسية، والضغوط الدولية، لكانت سلطتها سقطت منذ مدة طويلة”.
ويؤكد باحثون وخبراء يمنيون على الترابط الكبير بين جبهات شمال اليمن وخصوصا محافظة حجة شمال غرب اليمن وجبهة الساحل الغربي في محافظة الحديدة، عبر تقليص مساحة تواجد الحوثيين على الشريط الساحلي على البحر الأحمر.