قتل في عدن وتهجير في تعز..
تقرير: سلفيو اليمن في مرمى نيران الإخوان والحوثيين
أعلن سلفيو اليمن في محافظة تعز – كبرى محافظات شمال اليمن- خروجهم من المدينة، عقب معارك عنيفة خلفت شنتها مليشيات تابعة لتنظيم الإخوان المحسوب على قطر، فيما بدأوا رحلة الخروج، اعادت تقارير اخبارية يمنية إلى الاذهان عملية تهجير السلفيين من بلدة دماج في صعدة، ابان ما عرف بالحصار الحوثي على دار الحديث.
وجاء اعلان سلفيي تعز انسحابهم على الرغم من خروج تظاهرات شعبية تندد بالحرب التي تشنها مليشيات إخوان اليمن ضدهم.
وانتفضت مدينة تعز كبرى مدن شمال اليمن، ضد مليشيات الإخوان الموالية لقطر، وذلك في اعقاب معارك عنيفة خلفت قتلى وجرحى جراء محاولة مليشيات الاخوان انتزاع مواقع عسكرية يسيطر عليها السلفيون المناهضون للمليشيات الحوثية في المدينة.
وطالب المئات من المتظاهرين ، في محافظة تعز ،بإنهاء عبث مليشيات حزب الإصلاح والقوات التابعة لهم في المحافظة ، والتركيز على إستكمال تحرير تعز من الانقلابيين الموالين لإيران.
وردد المشاركون في التظاهرة الاحتجاجية التي شهدتها تعز اليوم الخميس ، هتافات تدعو لتجنيب المحافظة الصراعات المسلحة ، وانهاء عبث مليشيات الإصلاح التي تشعل فتيل الصراعات الداخلية.
وجددوا مطالبهم بتوحيد الجهود في سبيل استكمال عملية التحرير وفك الحصار الجائر وتطهير محافظة تعز من المليشيا الانقلابية وفرض هيبة الدولة والقانون وتعزيز الأمن والاستقرار.
السلفيون في مرمى النيران
السلفيون في اليمن هم جماعة دينية (غير متسيسة) لا علاقة لها بالإسلام السياسي، كان لها موقف من الانتفاضة اليمنية التي اطاحة بالمخلوع صالح، معتبرين ان الخروج عن الحاكم ليس من الاسلام، وهو ما أوجد مبررا لكي تتعرض الجماعة السلفية لحروب في صعدة التي كان فيها أكبر مركز تعليمي عرف باسم مركز دماج.
فالحوثيون الذين رفعوا شعار الموت لأمريكا بدأوا حربهم ضد السلفيين في دماج، وهي الحرب التي تدخلت فيها حكومة الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي وقامت بسحب السلفيين في المركز التعليمي استجابة لطلب حوثي، خيرهم بين استمرار الحرب او طرد السلفيين.
وخرج السلفيون من دماج نباء على وساطة قادها زعيم زيدي انتهى بخروج السلفيين إلى عدن.
وقتل وجرح الآلاف من السلفيين في هجمات حوثية متكررة على المركز.
وكشف رئيس لجنة الوساطة يحيى أبو أصبع في مطلع العام 2014م، وهو العام الذي دشن فيه الحوثيون التمدد صوب صنعاء "إن اللجنة بدأت في تجميع 830 جثة قتيل في صفوف السلفيين سقطوا خلال شهرين تنفيذاً لأهم مطالب السلفيين الخاصة برحيلهم من المنطقة مع طلاب العلم من معهد دماج منهم 97 طالباً من جنسيات عربية وأجنبية.
وقال ان عدد السلفيين الذين تم تهجيرهم من صعدة يفوق الـ15 ألف، حيث وصفت تقارير دولية عملية التهجير بأنها أكبر عملية تهجير تحدث في اليمن.
دعم قطري وتبرير حوثي
وبرر الحوثيون تهجير السلفيين من دماج بأنهم ارهابيين صنعتهم المخابرات السعودية، فيما عملت الدوحة التي قدمت دعما ماليا ضخما للحوثيين في العام 2009م، على جعل قناة الجزيرة القطرية حينها منصة إعلامية للتبرير الحوثي.
وقال القيادي الحوثي السابق علي البخيتي والذي كان حينها المتحدث باسم جماعة الحوثي "إن صراع دماج "هو مع أدوات المخابرات السعودية".
وأشار البخيتي في حديث للجزيرة القطرية – حينها -إلى أن السعودية "لجأت إلى اللعب بالورقة المذهبية والفتنة الطائفية عبر الإيعاز لأدواتها في دمّاج لافتعال الكثير من الأزمات والحروب".
خفايا حصار دماج.. كيف خدع الأحمر السعودية
وكشفت مصادر يمنية أن الزعيم القبلي الزيدي حسين الأحمر وعد السعودية بحشد قبائل حاشد في صف السلفيين ضد السعودية، وحين مدته السعودية بأموال سرعان ما انسحب دون ان يخوض أي معركة حقيقية لفك الحصار عن السلفيين الذي كان قد فرضه الحوثيون".
القتل في عدن والتهجير في تعز
ويعتقد مهتمون ان الاسلام السياسي بشقيه الحوثي والإخواني يتخوفون من أي دور مسقبلي للسلفيين خاصة عقب دورهم الأخير في معركة التصدي للحوثيين في عدن وقيادة معركة الساحل الغربي".
وقتل وجرح العشرات من رجال الدين السلفيين ابرزهم الشيخ العلامة عبدالرحمن العدني رئيس مركز الفيوش التعليمي السلفي، قبل ان يقتل بعد العشرات من ابرز رجال الدين".
ووجهت اتهامات للإخوان بالوقوف وراء عمليات الاغتيال تلك، غير ان الإخوان نفوا ذلك، على الرغم من التأكيد على مقتل الشيخ فائز الضبياني، الذي قتل في تفجير إرهابي عقب القائه خطبة جمعة اتهم فيها الإخوان بإقحام الدين في السياسة.
وقال الإخوان ان رجال دين محسوبين على الحزب الإسلامي في اليمن، قتلوا ايضا في عمليات مشابهة لعمليات قتل السلفيين، الا ان حادثة تعز وتهجير السلفيين منها ربما تؤكد ضلوع الإخوان في عمليات عدن الإرهابية.
فالحرب التي يخوضها الإخوان ضد في تعز تقول مصادر أمنية في المدينة، إنها أتت عقب عملية تحريض واسعة ضد الفصائل السلفية التي تقاتل الحوثيين.
وقال مصدر أمني في تعز لـ(اليوم الثامن) "إن الإخوان دأبوا على التحريض ضد السلفيين بدعوى العمالة للسعودية والإمارات".
ويبدو ان قطر التي دخلت في خصام سياسي مع جيرانها وتحالفت مع تركيا وايران تدعم الحرب الإخوانية ضد السلفيين، من باب النكاية بالسعودية والإمارات، غير انه من الممكن ان الدوحة ترى ان السلفيين يهددون مستقبل الإخوان وتدعم الحرب التي تشن ضد هذه الجماعة، حيث تصفها وسائل إعلام الدوحة بالجماعة المحسوبة على السعودية والإمارات.
قطر تحارب السلفيين ظاهريا بتهمة العمالة للإمارات والسعودية، في حين انها حربها هي محاولة تمكين للإخوان وإزاحة أي فصائل قد تشكل تهديدا على الإخوان الذين يمثلون الاسلام السياسي في اليمن والحليف الاوحد لقطر.
وقال الخبير والمحلل السياسي الجنوبي منصور صالح "إن الواضح من كل المعطيات التي شاهدناها على الأرض في صعدة وفي تعز ومناطق من الجنوب كعدن وحضرموت ان تيار الاسلام السياسي المتطرف أكان من الحوثيين أو الإخوان ضاق ذرعاً بحملة ورجال الدين الوسطي المعتدل لاعتقادهم انه يمثل حائط صد او منع في مواجهة مشاريعهم المتطرفة التي تسعى لتسخير الدين لخدمة السياسة ومطامع المشتغلين بها".
وأضاف منصور لـ(اليوم الثامن) "اثبت السلفيون انهم الأقرب للدين القويم ، وتجسد ذلك من خلال رفضهم وفضحهم لمحاولات توظيف الدين في خدمة مشاريع سياسية منها مايدعي حقاً إلهيا كالاثنعشرية الجارودية او الاسلام السياسي الذي يمثله تيار الاخوان المسلمين الذي يتخذ من الدين غطاء لمشاريع سياسية هي في حقيقتها أبعد ماتكون عن الدين ولذلك وضعوا أنفسهم اي السلفيين في فوهة مدفعية هذه التيارات التي ترى في وجود فئة تمثل الوجه المشرّف للدين وتفضح المتلبسين به خطرا على مشاريعهم فكانوا بالتالي محط استهداف الجميع وتنوع هذه الاستهداف بين التنكيل والطرد في صعدة والاغتيالات في محافظات اخرى اهمها تعز وعدن وحضرموت".