وجه عدني..
هدى أحمد العوذلي.. قصة طبيبة عدنية في المهجر

الطبيبة العدنية هدى أحمد محمد العوذلي

"لا حلم لي الا نهاية قريبة للحرب التي دمرت كل شيء في البلاد، دمرت عدن مدينتي مسقط رأسي والعاصمة التي نشأت وترعرعت فيها"، هكذا اجابت الشابة العدنية هدى أحمد محمد العوذلي التي تركت عدن في العام 2017م، وذهبت للاستقرار في هولندا حيث يقيم أحد اشقائها.
هدى الطبيبة العدنية المكافحة التي كان طموحها ان تصبح طبيبة ونجحت في ذلك قبل ان تسخر عملها في الجانب الإنساني.
ضيفة وجه عدني، الشابة هدى أحمد محمد صالح العوذلي من مواليد عدن خريجة كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة عدن وحاصلة على ماجستير مهني في طب الباطنة في العام ٢٠١٠".
أسرة مناضلة
تتحدث هدى لـ(اليوم الثامن):" أنتمي وبكل فخر إلى أسرة جنوبية مناضلة فأسرتي تنحدر اصولها من قرية ذروة في مكيراس محافظة ابين، والدي هو الشهيد أحمد محمد صالح العوذلي الملقب (دمبع) وهو احد شهداء احداث يناير ١٩٨٦ والتي راح ضحيتها للأسف الكثير من القيادات والكوادر الجنوبية وهو احد مناضلي جبهة التحرير ضد الاستعمار البريطاني وحاصل على العديد من الأوسمة التقديرية ابان دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً".
بعد وفاة الوالد
بعد وفاة والدي رحمه الله كرست والدتي العظيمة حياتها وشبابها لتربيتنا انا واخوتي وسخرت جهدها من اجلنا لاستكمال دراستنا الإعدادية والثانوية والجامعية في ظل وضع معيشي صعب وقتها بعد فقدان المعيل الوحيد لنا.
دراسة هدى
درست الإعدادية في مدارس عدن الحكومية ومن ثم اكملت دراستي الثانوية وحصلت على مجموع عالي ساعدني في اختيار الكلية المناسبة، كان طموحي ان اصبح طبيبة فكرست كل جهدي لاستكمال دراستي الجامعية وبالفعل تخرجت من كلية الطب وحصلت على شهادة البكالوريوس في الطب العام من جامعة عدن.
بعد التخرج
بعد تخرجي مباشرة عملت لفترة كطبيبة متطوعة في عدة مستشفيات حكومية ومجمعات صحية ضمن نطاق العاصمة عدن كمستشفى الجمهورية العام قسم الباطنة، ومجمع المعلا ومستشفى الصداقة قسم الأطفال.
قطاع خاص
التحقت بعدها للعمل لذا القطاع الخاص نظرا لعدم توفر الوظائف الحكومية وقتها وفي نفس الوقت تطوعت للعمل بمستشفى الوهط بمحافظة لحج لأكثر من عام الى ان تم تعيني بعد معاناة في ظل بلد يعاني من المحسوبية والوساطة.
العمل في لحج
عملت في مديرية الوهط بلحج لعدة سنوات وكنت عضوه في نقابة الاطباء وحصلت على العديد من شهادات التقدير وحسن السيرة والسلوك.
مغادرة لحج
وفي ظل سوء الاوضاع الأمنية وتدهورها في م. لحج في ٢٠١١ اضطررت للبحث عن فرصة عمل اخرى في عدن فالتحقت في منظمة حماية الاطفال Save the children وعملت كمسؤولة فريق طبي يقدم خدمة ورعاية طبية لنازحي ابين في العام ٢٠١١، الذين تعرضوا للتهجير جراء الحرب حينها.
العمل مع الهجرة الدولية
في نفس العام انتقلت للعمل مع المنظمة الدولية للهجرة ضمن مشروع صحة المهاجرين وهي احدى منظمات الامم المتحدة التي تعتني بالمهاجرين الاقتصادين غير الشرعيين وكانت بالنسبة لي تجربه جيده للعمل ضمن فريق الامم المتحدة وكذا في المجال الانساني وحقوق الانسان حيث كنت أشرف على فرق طبيه تقدم المساعدات الطبيه الأولية للمستضعفين من الواصلين الجدد.
وخلال عملي تحصلت على عدة دورات داخلية وخارجية في مجال عملي وكذا في مجال حقوق المهاجرين واللاجئين وساهمت في تطوير نفسي بشكل ذاتي من خلال المشاركة في بعض الدورات والتدريبات المباشرة على الانترنت. كما شاركت في تدريب العديد من القطاعات الحكومية وخاصة الأمنية والصحية
المثابرة وبناء الشخصية
استطعت خلال هذه السنوات ان ابني شخصيتي المستقلة برغم المعوقات التي واجهتني من البعض خاصة من ينظرون للمرأة بنظره عنصريه ويحاولون التقزيم من دورها في المجتمع. وبعتقادي أكثر شيء ساعدني في حياتي المهنية هو الاخلاص والمثابرة في تأدية عملي وكذا امتلاكي لروح المبادرة والعمل ضمن الفريق الواحد وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية والحمدلله هذا اكسبني محبة واحترام الناس وزملائي في العمل.
خدمة المجتمع صحيا
في حرب ٢٠١٥ وقبل نزوحي انا وعائلتي من مدينة المعلا حاولنا انا ومجموعة من صديقاتي الطبيبات بامكانياتنا المتواضعه مع مجموعه من الممرضين والمسعفين ان نقدم المساعدات اللازمه لجرحى الحرب في ضل الحصار الذي كانت تفرضه قوات صالح والحوثين على مدينة المعلا وقتها
كطبيبه احب ان اقدم المساعده لاي انسان ولكن اجد نفسي اكثر في المجالات التي تهتم بصحة المجتمع ككل ومراعاة احترام حقوق الانسان في الحصول على الرعاية الصحية التي كفلها لهم الدستور والقوانين الدولية سواء في حالة الحرب او السلم وخاصة المستضعفين منهم كالنساء والاطفال وكبار السن
ياسفني ان ارى التدهور الذي وصلت له القطاعات الصحيه في عدن وفي اليمن كافه وكذا عجز الناس في الحصول على الدواء وتفشي الاوبئه وحالات سوى التغديه على نطاق واسع
السياسة
بالنسبة للسياسة لا مفر من الحديث عنها ومتابعة اخر المستجدات على الساحة وابداء الراي مع مراعاة عدم التطرف في بعض الامور خاصة في ضل واقعنا المؤلم وصراع الاحزاب الذي راح ضحيته المواطن البسيط شمالاً وجنوباً
مغادرة عدن إلى هولندا
غادرت عدن في ٢٠١٧ وذهبت للعيش مع اخي المقيم في هولندا مند فترة طويلة ، كانت الاسباب كثيرة ومتداخلة على المستوى الشخصي والامني والعملي واعتذر عن الخوض فيها
يقال new language is new life
بمعنى ان تتعلم لغة جديدة يعني ان تقبل على حياة جديدة هنا في هولندا جميع اللاجئين من كل الجنسيات مطالبين بجتياز امتحان اللغة وكوني طبيبه يجب ان احصل على مستوى عالي في اللغة وهذا يتطلب جهد ومثابره بعكس الوظائف المهنية الاخرى التي تتطلب مستويات اقل في اللغه لذا التحقت بمدرسه لتعليم اللغة الهولندية بشكل مؤقت حتى بداية العام الدراسي الجديد حيث سأبدأ دورة مكثفه في اللغة الهولندية في جامعة Vrije University
الحمدلله لدي عائله هنا وكذا حظيت ببعض الاصدقاء الهولنديين الرائعين الذين يساعدونني في تعلم اللغة الهولندية وكذا بعض الاصدقاء اليمنين داخل وخارج هولندا من اعتز بصداقتهم ومعرفتهم
حالياً احاول ان اصب تركيزي في كيفية تخطى امتحان اللغة بنجاح كي احصل على فرصة عمل مناسبة اما على المستوى البعيد فاطمح في الحصول على مجستير في طب المجتمع ان سنحت لي الظروف مالم سأكرس جهدي لتطوير نفسي في مجال تخصصي طب الباطنة.
حلم العودة
يقال (ان الوطن حين يستقر قلب المرء وليس جسده وان وطنك الحقيقي هو حيث تسكن روحك ويهدا خاطرك) افتقد لكل شيء في عدن لذكرياتي الجميلة فيها، لأهلي، لأصدقائي، للجلسات العدنية اتمنى من الله ان تنتهي هذه الحرب الظالمة وتنتهي معها معاناة الناس شمالاً وجنوباً وان تنصف القضية الجنوبية ويعم السلام كل ارجاء اليمن فخير لنا ان نكون بلدين تجمعنا حسن الجوار والأخوة أفضل من ان نكون بلدين متناحرين وتستمر معاناة الناس الى مالا نهاية.