الإعلان عن تظاهرات مرتقبة الخميس القادم..

تقرير: قطر نيابة عن إيران.. مرة أخرى في عاصمة الجنوب

تسعى قطر تمكين خصوم الجنوبيين من عدن

بثينة عوض
محررة سابقة في صحيفة اليوم الثامن.

أعلن قيادي في تنظيم حزب النهضة الإخواني الموالي لقطر عن الانتهاء من الاعداد لتظاهرات مناوئة للتحالف العربي، بدعوى انتهاك السيادة في أول اعلان من نوعه يؤكد اقتراب عزم قطر مناهضة خصومها في الجنوب بمساندة إيرانية.

وقال القيادي في حزب النهضة هاني اليزيدي في تصريحات نشرتها وسائل إعلام موالية "إنهم انتهوا من الاعداد لتظاهرة مؤيدة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ومنددة بالتحالف العربي الذي ينتهك سيادة اليمن"، في اشارة الى دولة الامارات العربية المتحدة والسعودية اللتين تقودان حربا ضد التنظيمات الارهابية والمليشيات الحوثية.

وقال اليزيدي انه تم الاعداد لهذه التظاهرة التي قال انها تهدف في الاساس الى التنديد بانتهاك السيادة ومؤيدة للرئيس هادي، فيما انها تبدو اشارة واضحة من قطر بأنها أصبحت تمتلك حاضنة شعبية قادرة على مواجهة جيرانها في الخليج الذين اعلنوا مقاطعتهم لنظام الدوحة على خلفية تورطه في دعم الارهاب في العديد من البلدان العربية.

وقالت مصادر حزبية لـ(اليوم الثامن) "ان قطر قدمت تمويلا ضخما للقيادي المقال من الحركة الشبابية والطلابية فادي باعوم لتنظيم تظاهرات في شبوة وحضرموت، قبل ان يعلن اليزيدي عن تنظيم تظاهرة مشابهة في مديرية البريقة بعدن، وهي تظاهرات تهدف قطر من خلالها إلى ارباك خصومها وعرقلة معركة تحرير الحديدة التي يجري العمل عليها.

وأطلق قائد قوات التحالف العربي في جبهة الساحل الغربي تصريحات أكد فيها على الانتهاء من الاستعداد لعملية عسكرية واسعة لاستعادة ميناء الحديدة الاستراتيجي، فيما يبدو ان قطر وتنظيم الإخوان في اليمن لا يريدان اي تحرير للحديدة.

وأعلنت القيادية الإخوانية توكل كرمان قبل عام ونيف استعداد الدوحة لتمويل الاجهزة الأمنية في عدن شريطة ان يتم تسليم الجنوب لحلفائها، وهو ما لم يتم قبل ان يعلن التحالف العربي بقيادة السعودية مقاطعته للدوحة وانهاء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

وبالتزامن مع التحركات القطرية، كشفت مصادر في حكومة بن دغر عن خلافات عاصفة بين حلفاء السعودية وحلفاء قطر في الحكومة الشرعية، حيث ألغى رئيس الحكومة اليمنية المقرب من السعودية أحمد عبيد بن دغر قرارات اتخذها الوزير صالح الجبواني المحسوب على معسكر الدوحة، الأمر الذي أكدت فيه مصادر سعي بن دغر للدفع بالجبواني لتقديم استقالته.

ويبدو ان السعودية تسعى لإقصاء الموالين لقطر، غير ان الحكومة الشرعية تريد الاحتفاظ بالورقة القطرية لاتزاز الرياض التي ترعى الحكومة وتقدم لها كل شبل الدعم، وهي اجندة قطرية تقوم بها نكاية بجيرانها ونيابة عن ايران الخصم اللدود لدول المنطقة.

عودة قطر الى الجنوب ليس الهدف منها مواجهة خصومها بقدر ما هي مساعي جدية لتمكين الإخوان الذين يخوضون صراعا مع المجلس الانتقالي الجنوبي للسيطرة على البلاد التي يطالب الجنوبيون باستعادتها والعودة الى وضع الدولتين.

ويعتقد حلفاء الدوحة ان بمقدورهم اقصاء الاطراف الجنوبية والسيطرة على الجنوب بذريعة مناهضة من يناهضون الرئيس هادي، لكن تظاهرة البريقة المزمع تنظيمها الخميس ربما قد تدفع بالأمور نحو التأزيم، خاصة في ظل رفض كل القوى الجنوبية اي دور لإيران او قطر في بلادهم المحررة.