الجمعية العامة للأمم المتحدة..
تقرير: خطابات هادي.. بعيدة عن الواقعة قريبة من الابتزاز

الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي مع مجموعة من قياداته في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة

ألقى الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي خطابا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، جدد فيها مطالبته بتدخل دولي لمحاربة التدخل الإيراني في البلاد، الأمر الذي اثار حالة من الجدل والسخرية بين اليمنيين الذين اعتبر كثيرون خطاب الرئيس الانتقالي بانه بعيدا عن الواقع، فيما قال أخرون انه خطاب ابتزاز تمارسه بعض القوى اليمنية المتحالفة مع الشرعية ضد بعض دول التحالف العربي التي تجاهل الرئيس شكرها في خطابه.
طالب هادي المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في الضغط على إيران لإيقاف تدخلها في اليمن، ودعمها للمليشيات الحوثية التابعة لها لكي تنصاع للقرارات الدولية ولجهود السلام.
وشار إلى ما تقوم به إيران من تدخلات سافرة في اليمن ابتداءً بتمويلها للمليشيا الحوثية بالسلاح والصواريخ والمعدات والخبراء، مروراً باستهداف المياه الإقليمية والدولية وتعريض الملاحة الدولية للخطر وانتهاء بسياسة اغراق البلدان بالمخدرات وتجارتها ودعم الإرهاب بشقيه الحوثي والقاعدة وداعش.
أضاف هادي "إننا نتصارع مع جماعة دينية معقدة ، فهي سياسياً تؤمن بحقها الحصري في الحكم، باعتباره حقاً إلهياً وترمي بكل القيم العصرية من الديموقراطية وحقوق الإنسان عرض الحائط ، وهي اجتماعياً ترى نفسها عرقاً مميزاً يطالب الشعب بالتبجيل والتقديس ، وهي جماعة تستخدم كل أساليب العنف الذي مزق المجتمع وخلق الكراهية في الشعب ، وهي وطنياً جماعة باعت ولاءها الوطني وتعمل كوكيل حرب لصالح إيران وحزب الله .
وأشار إلى أنه من هنا تفشل كل محاولات السلام المتعددة مع هذه الجماعة بالرغم من محاولاتنا وتنازلاتنا الكبيرة من أجل إحلال السلام في اليمن".
وأثارت تصريحات هادي جدلا واسعا خاصة وانه لم يتطرق إلى حالة الفقر والمجاعة والأزمات التي اجتاحت الجنوب المحرر من الحوثيين، وانعدام المشتقات النفطية، فيما كشفت مصادر دبلوماسية ان كلمة الرئيس اليمني التي أعدها مدير مكتبه السابق أحمد عوض بن مبارك تجاهل فيها ذكر دور الإمارات العربية المتحدة الشريك الفاعل في التحالف العربي والتي تقود قواتها معركة تحرير الحديدة الاستراتيجية، فيما تدعم أخرى الحرب على الإرهاب في محافظات أبين.
ويناهض الإخوان المسلمون في اليمن، دولة الإمارات التي اخذت على عاتقها الحرب على الجماعات الإرهابية، التي تقول تقارير إخبارية انها تابعة لتنظيم الإخوان في اليمن وتتمول قطرياً.
ويبدو ان إدارة الرئيس هادي ارادت توصيل رسالة سياسية إلى الإمارات باننا غير معترفين بكل ادواركم مهما كبرت، وهو اجراء قد يسبب ارباكا للرئيس الشرعي للبلاد، ويدخله في دوامة صراع هو ليس في حاجة لها خاصة وانه لم يتمكن من استعادة أي من المدن الشمالية.
وتقدم الإمارات جهود عسكرية واغاثية كبيرة، غير ان تحملها ملف الإرهاب جعل تقوبل بغضب إخواني قطري، قدم عن طريق خطاب الرئيس بان الإمارات لا وجود لها في اليمن، وهو توجه تبحث عنه قطري التي تريد زرع الشقاق في صف التحالف العربي خدمة لإيران التي طالب هادي بمحاربتها.
وقال الصحافي فتحي بن لزرق تعليقا على خطاب هادي "إن مشكلة الرئيس هادي منذ زمن طويل وتحديدا منذ توليه الرئاسة انه كان ولايزال منفصلا عن الواقع لذا تجد اغلب خطاباته بعيدة عن الواقع".
ووصف بن لزرق خطاب هادي في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقول "تحدث الرجل وكأنه مواطن سعودي يتحدث عن النزاع مع ايران".
وقال "بعد 4 سنوات من الحرب والدمار لم يعد الانقلاب الحوثي اولوية لكثير من اليمنيين بقدر مابات رغيف الخبز والجوع وغياب الخدمات والتدهور في كل شيء هو همهم الاول لكن هادي بدأ بعيدا عن كل هذا لم تعد قذائف الحوثي تهدد احد بقدر مايهدد الناس فقرهم وعوزهم وعذابهم وضعفهم".
وأضاف "كان الاولى بالرئيس ان يحدث العالم عن ملايين الجوعى في اليمن الذين يواجهون خطر الموت جوعا في القرن الواحد والعشرين".
وقال "إن خطاب هادي لم يكن معبرا عن اليمنيين باي شكل من الاشكال، الجوع يعصف بملايين من الناس والرجل يتحدث عن اشياء غير واقعية".
وقال الصحافي عدنان الأعجم " السؤال الأهم هل هناك من أخبر الرئيس هادي بكم سعر الصرف اليوم وهل هناك من أبلغه بأن الكهرباء بعدن تعمل ساعتين وأربع ساعات طافي لعدم قدرت الحكومة على توفير مادة الديزل ؟".
أضاف في تساؤل أخر "هل هناك من همس في إذن هادي وهو في امريكا أن الجوع يفتك بمئات الأسر في المناطق الجنوبية التي هزمت المشروع الإيراني ؟".
وقال "هل هناك من صارح الرئيس هادي بأن المواطن البسيط الذي لم يجد قوت يوم لأسرته أصبح يترحم على عفاش وعهد عفاش".
وأضاف "لا اعتقد أن الرئيس هادي لم يبلغه أحد بكل تلك المآسي التي غابت عن كلمته في الأمم المتحدة .ولا غربه لأن من كتب الكلمة يعيش في أرقى فنادق الرياض وحزبه هو المتسيد على القرار في الشرعية".
وقال الأعجم "أصبح الرئيس هادي على مايبدو بعيد كل البعد عن الشعب الذي عاد له شرعيته المنهوبة".