مواجهات دامية تخلف 20 قتيلا..
تقرير: "معارك صعدة".. محاربة الحوثي ام الدفاع عن الزيدية

زعماء قبائل زيدية يحيطون بقائد عسكري سعودي

قالت وسائل إعلام عربية إن نحو 20 مسلحا قتلوا في اشتباكات بين الداعية الزيدي محمد عبدالعظيم الحوثي وانصار زعيم المتمردين الموالين لإيران عبدالملك الحوثي، في بلدة سحار بصعدة في اقصى الشمال الزيدي.
والأحد.. اندلعت اشتباكات بين مليشيا الحوثي الإرهابية الموالية لإيران وأتباع محمد عبدالعظيم الحوثي، أحد علماء المذهب الزيدي،، في بلدة سحار بمحافظة صعدة؛ ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصا من الطرفين.
وشدد الداعية الزيدي محمد عبدالعظيم ، مساء الإثنين، على أنصاره التصدي لمليشيا زعيم الانقلاب عبدالملك الحوثي، ووصفهم بـ"المجرمين اللصوص"
ودعا الداعية محمد عبدالعظيم، في بيان صحفي، جميع أنصاره للتدخل السريع لانقاذ أهالي منطقة "آل حميدان" في مديرية مجز من عدوان الحوثيين الغدر والغاشم الجبان.
وقال محمد عبدالعظيم إن عدوان مليشيا عبدالملك الحوثي " سيكون وبالا عليهم وسيتم التنكيل بهم".
ووفقا للبيان، فقد شنت مليشيا الحوثي، قصفا مدفعيا على منطقة "آل حميدان" ودمرت مساكن الناس بدون شفقة.
وفشلت يوم أمس الوساطات القبلية التي أوفدها زعيم الانقلاب، عبدالملك الحوثي، في سبيل احتواء المواجهات التي تشكل الانتفاضة الأولى ضد الانقلابيين داخل معاقلهم بصعدة منذ أربع سنوات.
وقالت مصادر يمنية "إن رقعة المعارك في طريقها للتوسع إلى مناطق أخرى خارج مديرية "مجز" بعد تداعي القبائل من مديريات متفرقة لنصرة الداعية محمد عبدالعظيم الحوثي، من عدوان مليشيا عبدالملك الحوثي".
وأشتهر الداعية محمد عبدالعظيم الحوثي بمناهضته لمليشيا الحوثي منذ العام 2004، وجراء ذلك، تعرض للتهجير وتدمير منازله ومنازل أنصاره في ضحيان بصعدة.
محاربة الحوثي ام الدفاع عن الزيدية؟
واستبعدت مصادر قبلية في صعدة لـ(اليوم الثامن) "إن تكون المواجهات ضمن الحرب ضد الحوثيين".. مشيرة الى ان فئة من الزيود تتهم عبدالملك الحوثي بإقحام الزيود في حرب خاسرة قد تتسبب بهزيمة للزيدية كلل.
وقال مصدر قبلي في بلدة حرف سفيان عبر الهاتف "نحن لم نكن مع عبدالملك الحوثي، لكنه استطاع ان يفرض سلطة أمر واقع ونحن كقبائل زيدية لم ندخل معه في حرب، لأنه كان قد قدم وعودا للقبائل بأنه يقاتل من اجل الدفاع عن الزيدية".
وأكد ان الكثير من قبائل العصيمات وغيرها من القبائل الأخرى ليست مع عبدالملك الحوثي ومشروعه، لكنها قد تضطر للدفاع عن مستقبلها في حال وجر الحوثي القبائل الزيدية نحو الهزيمة.
وكشف المصدر عن وجود علاقة وثيقة تربط القبائل الزيدية بحكومة المملكة العربية السعودية وان الكثير من زعماء القبائل يستطيعون زيارة السعودية في أي وقت دون ان يعترضهم أحد.
في هذا السياق قال الصحفي هاني مسهور: إن الصراع الحالي بين محمد عبدالعظيم الحوثي المعتدل، وعبدالملك الحوثي المتطرف، هو صراع أجنحة نتيجة شعور المعتدلين أن هزيمة الحركة باتت قريبة بعد اختراق التحالف العربي لجبهتي صعدة معقل الحوثيين والحديدة الرئة التي يتنفسون منها، مؤكداً أن الصراع احتدم خشية على مصير المذهب الزيدي من التصفية الكاملة في حال انهزمت من قِبل طبقات المجتمع في شمال اليمن.
أوضح مسهور في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن بذور الصراعات داخل المذهب الزيدي هي جزء من التكوين المذهبي نتيجة التعصب القبلي في شمال اليمن وانحراف الزيدية كمذهب لم يعرف إلا في السنوات الأخيرة بعد عودة شقيق عبدالملك الحوثي من إيران، قائلًا: "لقد لعب حسين بدر الدين الحوثي في تغيير المذهب الزيدي إلى الاثني عشري وقام بتسييس الحركة الحوثية التي خاضت مع المجتمع اليمني صراعا تحول لصراع مسلح أدى إلى مقتل حسين الحوثي، وتواصل الحروب الحوثية بدعم إيراني وقطري".
يعود الصراع بين أتباع عبدالملك الحوثي الموالين لإيران، وجماعة محمد عبدالعظيم الحوثي إلى عام 2004؛ إذ يرفض الأخير تبعية عبدالملك الحوثي لطهران وفرضها ما تمليه بالقوة على أبناء محافظة صعدة.
منذ سقوط العاصمة اليمنية في أيدي المليشيا الإرهابية الموالية لإيران، يوم 21 سبتمبر عام 2014، عمل الحوثيون على نسخ المظاهر الإيرانية ذات الطابعين الديني والسياسي، ليصنعوا من أنفسهم حصان طروادة لنفوذ طهران في اليمن.