الأزمة في الجنوب..
"حكومة بن دغر" تضع جنوب اليمن على حافة الانفجار
يشهد جنوب اليمن غليانا شعبيا نتيجة ما وصفه المجلس الانتقالي الجنوبي بأنه سياسات كارثية للحكومة اليمنية فاقمت الأزمات في المناطق الجنوبية.
ودعا الجنوبيون اليوم الأربعاء سكان هذه المناطق إلى دعم "انتفاضة شعبية" ضد حكومة أحمد بن دغر مع تصاعد التظاهرات احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة وتردي مستوى الخدمات من مرافق صحية وتعليمية وغيرها في ظل تجاهل حكومي لمشاغل تلك المناطق وأدنى متطلبات الحياة الكريمة.
وأكد المجلس الانتقالي الجنوبي في بيان أن "محافظات الجنوب كافة مناطق منكوبة نتيجة للسياسات الكارثية" التي تنتهجها حكومة بن دغر.
كما اتهم البيان الحكومة بالعبث والفساد، معربا عن دعمه "لانتفاضة شعبية تزيل كل هذا العناء" وشدد على ضرورة أن تكون الاحتجاجات سلمية.
وسبق أن قمعت القوات الحكومية احتجاجات سابقة على تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في جنوب اليمن ولجأت إلى العنف المفرط في مواجهة مظاهرات سلمية، ما دفع المجلس الانتقالي الجنوبي للتدخل بتحذير حكومة بن دغر من الاستمرار في نهج القمع بدلا من معالجة المشاكل المتفاقمة لأهالي الجنوب.
واتهم المجلس مرارا حكومة بن دغر بالفساد وطالب الرئيس عبدربه منصور هادي بعزلها لفشلها ولعجزها عن الاستجابة لمطالب الجنوبيين.
واختار بن دغر الهروب إلى الأمام بالقفز على مسببات الأزمة في جنوب اليمن مدعيا وجود مؤامرة خارجية حركت الجنوبيين.
ولم يقتصر بن دغر على كيل الاتهامات جزافا حتى لبعض دول التحالف ومن ضمنها الإمارات منكرا الجهود التي بذلتها ولا تزال في المحافظات الجنوبية المحررة من إعادة اعمار وتنمية وتهيئة للبنية التحتية وتطويرا للمرافق الصحية والتعليمية بما خفف عن أهالي تلك المحافظات وطأة وتبعات انقلاب الحوثيين على السلطة بقوة السلاح.
وبدل المحافظة على المكاسب التي تحققت في الجنوب اليمني وتطويرها في مواجهة انقلاب الحوثيين، لم تتحرك حكومة بن دغر لتحسين الأوضاع هناك.
وطالب المجلس الانتقالي اليمنيين بأن "يحافظوا على الممتلكات العامة والخاصة ويمنعوا المندسين الذين سيسعون إلى إثارة الفوضى والتخريب"، معربا عن أمله في الحصول على دعم من التحالف الذي تقوده السعودية منذ 2015 ضد الحوثيين المدعومين من إيران.
واعتبر أن الحصول على دعم سيؤدي إلى "اتخاذ الإجراءات العملية التي تساعد على إنهاء الحرب وتأمين حل عادل"، أي إقامة دولة مستقلة في الجنوب.
وتأتي هذه الدعوة بينما يشهد جنوب اليمن احتجاجات شعبية ضد ارتفاع الأسعار وتراجع قيمة العملة الوطنية.
ويشهد اليمن منذ العام 2014 حربًا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعد سيطرة المتمردين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
واندلعت مواجهات دامية في يناير/كانون الثاني بين المقاتلين الجنوبيين والقوات الحكومية في عدن بعد أن واجهت الأخيرة مظاهرات سلمية خرجت احتجاجا على الفساد وسوء الخدمات، بالقمع.
وكان الجنوب دولة مستقلة حتى الوحدة مع الشمال عام 1990 إبان حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي بقي في السلطة حتى 2012.
ويشعر سكان جنوب اليمن بالتهميش منذ عقود وتفاقم هذا الشعور في السنوات الأخيرة بعد انخراطهم بكل ثقلهم في مواجهة انقلاب الحوثيين ومؤامرات حزب الإصلاح الاخواني الذي يعتبره بن دغر من الداعمين لحكومته وقال عنه في تصريحات سابقة إنه ساند القوات الحكومية على خطوط التماس، في اشارة إلى المواجهات مع المتمردين الحوثيين.
ويتحرك اخوان اليمن للسيطرة على الحكومة اليمنية وتمرير أجندتهم في الجنوب وطالبوا مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث بأن يأخذ في اعتبارهم أنهم جزء من السلطة وأنهم القوة الوحيدة القادرة على التفاوض وحل الأزمات المتراكمة.