الرياض تتصدى لحرب سياسية وإعلامية شرسة..
تقرير: ما مصير اللجنة السعودية الخاصة باليمن؟
تصدت المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفا عربيا لمحاربة مليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن، وتحالفا إسلاميا لمحاربة التنظيمات الإرهابية، لحملة سياسية وإعلامية شنتها تحالف قطر وايران وتركيا، وذلك على خلفية وفاة صحافي سعودية في قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، قبل ان تعلن السعودية ان وفاته وقع نتيجة شجار مع اشخاص احيلوا للتحقيق.
وعبر ناشطون عرب عن ادانتهم للحملة الشرسة التي تشن على السعودية، ودعوا الى ضرورة التصدي لها لأنها حملة تستهدف مستقبل المشروع العربي في مواجهة التحالفات المضادة.
هيكلة جهاز الاستخبارات
وقام ملك المملكة العربية السعودية بعملية هيكلة لجهاز الاستخبارات السعودية، حيث إعفاء اللواء أحمد عسيري من منصب نائب رئيس الاستخبارات العامة، كما تم إعفاء المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني من منصبه".
وجاءت القرارات الملكية في اعقاب اعلان النائب العام السعودي عن وفاة جمال خاشقجي عقب شجار مع ثمانية عشر من موظفي السفارة بتهمة قتل خاشقجي، فيما يبدو ان الأمر السعودية باتت تخوض حروبا عدة ضد العديد من الأطراف الإقليمية والدولية التي تريد ابتزاز الرياض للحصول على مكاسب مالية.
اللجنة الخاصة السعودية
قوبل قرار إعادة الهيكلة لجهاز الاستخبارات السعودية بترحيب في الأوساط اليمنية الذين طالب البعض بإعادة ترتيب البيت السعودي في ظل وجود جناح يقول سياسيون يمنيون انه موالٍ للإخوان ويسعى لخدمة الاجندة القطرية.
وعلى الرغم من عزل الملك سلمان لولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف المحسوب على تنظيم الإخوان الدولي.
وقال ناشطون يمنيون انهم كانوا يأملون لو ان الملك السعودي وضع حلا لما يسمى باللجنة الخاصة والتي قالوا انها باتت تعبث باليمن وبالأموال السعودية.
عمل اللجنة الخاصة السعودية
بدأ عمل اللجنة الخاصة السعودية في اليمن، في اعقاب الثورة اليمنية التي أطاحت بحكم الامام واتت بالنظام الجمهوري، غير ان هذه اللجنة قد قوبلت برفض يمني في العام 2005، حيث اعلن اليمن رفضه لتلك اللجنة التي قال النظام حينها تعمل عن طريق زعماء قبائل وتحالفات شمالية على زعزعة استقرار اليمن.
وذكر حينها "أن السعودية ترصد لـ(اللجنة الخاصة) ميزانية سنوية تقدر بأكثر من 300 مليون دولار (أكثر من مليار ريال سعودي) تخصص لشراء ذمم اليمنيين وكسب ولاء الشخصيات القبلية والسياسية المؤثرة، ومحاولة استخدامهم للتأثير علي القرار اليمني، وعلي خلق جو من عدم الاستقرار في اليمن".. وفقا لوسائل اعلام عربية.
نداءات متكررة
ووفقا لما نشر في العام 2005م، فقد تكررت النداءات اليمنية بشأن مطالبة الرياض بإعادة النظر في مسألة (اللجنة الخاصة) وجدوي وجودها، والمطالبة بتحويلها إلي (لجنة عامة) عبر تحويل مخصصاتها المالية الكبيرة إلي تمويل مشاريع خدمية (عامة) في اليمن يستفيد منها أكثر من 20 مليون مواطن بدلا من صرفها علي أناس مخصوصين لا يتجاوزون سكان منطقة واحدة، حيث استخدمها أغلبهم للنفوذ الشخصي والاستقواء بل والخروج علي سلطة الدولة والقانون كما أن بعض هذه المبالغ كانت تتحول لتمويل الأعمال التخريبية في اليمن بشكل لا يقبلها أحد في اليمن أو في السعودية.
السعودية .. بين الوحدة والانفصال
وعلى الرغم من تسمية اللجنة السعودية الخاصة باليمن، الا انها وخلال أكثر من 50 عاما ظلت تمارس الانفصال في اليمن من خلال دعم زعماء قبائل شمالية واحرمت الجنوب من أي دعم، وهو ما جعل قبائل الشمال تستقوي بالمال السعودي لمواصلة الهيمنة على الجنوب، الامر الذي يؤكد ان الجنوبيين أكثر المطالبين بإنهاء عمل اللجنة الخاصة السعودية.
وتعتقد السعودية انها من ضخ تلك الاموال لزعماء القبائل في شمال اليمن قد يجعلها تكسب تحالفات لمنع اي تهديد على المملكة، غير ان الحرب الأخيرة التي شنها الحوثيون كشفت ضعف وهشاشة تلك القبائل ناهيك ان البعض من تلك القبائل الزيدية ذهب إلى التحالف مع الحوثيين.
ولم يتصدى للحوثيين غير الجنوبيين الذين تقول العديد من المصادر ان السعودية مولت قبائل الشمال لمواصلة الهيمنة على الجنوب المهزوم في الحرب التي شنتها صنعاء على عدن منتصف تسعينات القرن الماضي.
المال السعودي والإخوان
وطبقا لمعلومات حصلت عليها (اليوم الثامن) "فقد ساهم المال السعودي في بناء امبراطورية حزب الإصلاح اليمني الإخواني الذي جزء منه بات يقود حربا شعواء ضد الرياض، ناهيك عن ان القوات التي ساهمت السعودية في تجميعها وتسليحها قد تصبح تهدد المملكة خدمة للأجندة القطرية.
وعرف عن عبدالله بن حسين الأحمر المؤسس الأول لتنظيم الإخوان في اليمن، بأن ظل رجل السعودية الأول إلى ان توفي ليخلفه نجله صادق الأحمر الذي لا تزال السعودية تموله عن طريق اللجنة الخاصة على الرغم من اتخاذه موقف الحياد او على الأقل الصمت مقابل عدم التعرض له من قبل الحوثيين.
ويأمل يمنيون وجنوبيون في ان يتخذ الملك السعودية قرارا ينهي عمل اللجنة الخاصة اليت تقول العديد من المصادر انها باتت تعمل وفق الاجندة الإخوانية، فيما شدد سياسيون على ضرورة الإطاحة بالسفير السعودي في اليمن محمد آل الجابر المتهم بالتورط في اثارة الفوضى في جزيرة سقطرى.
وثائق تكشف أسماء الشخصيات المرتبطة بالسعودية
وأظهرت كشوفات نشرت في مطلع العام 2017م، أسماء (216) شخصية يمنية، بالإضافة الى شخصية سعودية تظهر دعم السعودية لأحزاب “وليدة” كحزب التضامن الوطني الذي شكله حسين بن عبدالله الأحمر، نجل الزعيم القبلي الراحل والمؤسس لتنظيم الإخوان عبدالله بن حسين الأحمر.
وقالت تقارير إخبارية يمنية "إن السعودية بدأت في تقليص مخصصاتها المالية التابعة لمشائخ وقيادات تابعة لحزب الإصلاح واتجهت لدعم أحزاب “وليدة” من المحتمل أن تكون رديفاً لحزب الإصلاح، حيث تخصص السعودية من أموال اللجنة الخاصة التابعة لمجلس الوزراء مبلغ (6) ملايين ريال سعودي للشيخ صادق عبدالله الأحمر منها بحسب الكشف (3) ملايين مخصصة لحزب الإصلاح.
وبدأت السعودي في دعم حسين عبدالله الأحمر أكثر من دعمها للرعيل الأول الجنرال علي محسن الأحمر حيث اتضح أن مخصصات اللجنة لحسين الأحمر تبلغ (5) ملايين ومائتين ألف ريال سعودي في حين تخصص للجنرال محسن مبلغ (3) ملايين وخمسمائة ألف ريال فقط، ما يشير إلى أن السعودية بدأت تتجه نحو دعم كيانات سياسية جديدة تسعى من خلالها لأن تكون رديفاً عن حزب الإصلاح.
وبحسب موقع المساء برس اليمني فأنه "في العام 2014 شكل حسين الأحمر حزب التضامن الوطني وهو حزب يضم مشائخ وشخصيات سياسية لا تحظى بتأثير سياسي في الوسط اليمني ويعتمد الحزب في الترويج لنفسه عبر الإعلانات والملصقات المتوزعة في شوارع العاصمة والمدن الرئيسية في اليمن بالإضافة إلى إعلاناته الممولة في صفحات التواصل الاجتماعي.
ويأمل يمنيون من السعودية التي تتعرض لحرب شعواء ان تعيد النظر في اللجنة الخاصة السعودية وان تعمل مع اليمنيين بالتساوي لكي يقف الجميع معها في وجه التحالفات المضادة.