عقوبة أمريكا على إيران..
اليمن: ميليشيا "الحوثي" بانتظار أوقات عصيبة
كشف تقريرُ لوكالة "أسوشييتد برس" عن الجهاتِ التي سوف تتضرر بفعلِ العقوبات الأمريكية ضد إيران، وسيكون "حزب الله" أكبر المتضررين من العقوبات، يليه ميليشيا "الحوثي" المتمردة في اليمن.
وفقاً للتقرير فإن أكثرَ من ستةِ عشر مليار دولار أنفقتها إيران على حلفائِها الإقليميين في المنطقةِ العربية، منذ عام 2012، حتى اليوم لتنفيذ مخططها الصفوي التخريبي، مستغلين في ذلك حالة الإنفلات الأمني في هذه البلدان.
أوقات عصيبة
يستعد حلفاء إيران في اليمن أو من تصفهم الوكالة بـ"المتمردين" لأوقات عصيبة بعد استئناف العقوبات الأمريكية ضد نظام الملالي مطلع نوفمبر.
يكمن القلق الحوثي من أن فرض هذه العقوبات قد يؤدي إلى توسع الأزمة المالية التي تعانيها إيران وهو ما يشكّل ضغوطاً خطيرة على الموارد المالية للحوثي خصوصاً وأن إيران تعاني أزمة اقتصادية عميقة.
لكن القلق الحوثي يتسع أكثر وأكثر مع إمكانية فرض عقوبات أمريكية مباشرة على جماعة الحوثي نفسها، خصوصاً وأن واشنطن بدأت بالفعل فرض عقوبات على ميليشيا حزب الله، عبر استهداف رجال أعمال موالين للحزب وشركات مالية تموله بالإضافة إلى توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشريعاً لفرض عقوبات على من يتعامل مع ميليشيا حزب الله.
ميناء الحديدة وحصار الحوثي
الأزمة المالية التي يتوقع أن تتسع في إيران بسبب العقوبات الأمريكية المحتملة والميليشيات التابعة لها في لبنان والعراق واليمن وسوريا، جعل الوكالة الأمريكية تتوقع دخول ميليشيا الحوثي في اليمن في أزمة مالية خطيرة لا سيما إذا فقدت المصدر الرئيسي لاقتصادها المتمثل في ميناء الحديدة.
يتعبر ميناء الحديدة ثاني أكبر الموانئ اليمنية بعد ميناء عدن، وخط ملاحى عالمي كونه يقع قرب خطوط الملاحة العالمية عبر البحر الأحمر وتمر عبره معظم الواردات والشحنات الغذائية، فضلاً عن دخول المساعدات الدولية الإغاثية لعدد من المحافظات من خلاله.
هذا ما جعل ميليشيا الحوثي تسيطر عليه منتصف إكتوبر 2014 ليتحول بعدها مركزاً لتهريب الأسلحة الإيرانية والصواريخ الباليستية لمتمردي الحوثي باليمن، فضلاً عن أنها قاعدة للأعمال الإرهابية البحرية ضد حركة الملاحة العالمية وزرع الألغام بالبحر الأحمر.
لذلك يبقى تحرير الميناء من أيدي المتمردين ضرورة ملحة لإنهاء معاناة الملايين من أبناء الشعب اليمني وفتح الأبواب أمام دخول
المساعدات الدولية الإغاثية وتأمين حركة الملاحة العالمية في البحر الأحمر.
إيران.. تناقض المواقف والتصريحات
النائب الأول للرئيس الإيراني إسحق جهانغيري حاول التقليل من أثر الموجة الجديدة من العقوبات الأمريكية، قبل أسبوع من دخول العقوبات الجديدة حيز التنفيذ، إلا أن تصريحاته جاءت متضاربة.
في الوقت الذي قال فيه جهانغيري أن الولايات المتحدة لن تستطيع إيقاف صادرات بلده من النفط، وفي نفس التصريح قال إن بلاده تستطيع أن تحصل على نفس الإيرادات بتصدير أرقام أقل من النفط.
حسب أرقام المسؤول الإيراني فإن الانخفاض في مستوى الصادرات عن بضعة مئات الآلاف من البراميل عن مستواها الحالي الذي وصل لمليونين ونصف المليون برميل يومياً.
وفقاً لتصريحا المسؤول الإيراني فإن الزيادة في أسعار النفط سوف تغطي أي نقص في كمية الصادرات.
تصريحات التطمينات الأخيرة تتناقض مع تصريحات المرشد الأعلى علي خامنئي قبل أيام من أن إيران تواجه أزمة اقتصادية. كما تناقض تلك التصريحات، خطوات مالية اتخذتها الحكومة الإيرانية لتغيير الطاقم المسؤول عن إدارة الوضع الاقتصادي في البلاد.