دعم إماراتي لمحادثات سلام يمنية في السويد..

الإمارات: ندعم التسوية السياسية في اليمن

حرص اماراتي على حقن الدماء في اليمن

أبوظبي

أكّدت الإمارات الشريك الرئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية دعما للشرعية في اليمن، تأييدها عقد محادثات سلام يمنية في السويد في أقرب وقت ممكن، رغم العملية العسكرية الجارية في مدينة الحديدة.

وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة على تويتر اليوم الأربعاء "نرحّب بمحادثات تقودها الأمم المتحدة في السويد في أقرب وقت ممكن"، مضيفا أن التحالف يدعو للاستفادة من هذه "الفرصة" لإعادة إطلاق المسار السياسي.

وتخضع مدينة الحديدة لسيطرة المتمرّدين منذ 2014 وتتحرك القوات الحكومية بدعم من التحالف العسكري العربي لتحريرها في عملية عسكرية منذ يونيو/حزيران الماضي  واشتدّت المواجهات في بداية الشهر الحالي ضمن تحرك عسكري شامل يستهدف تخليص المدينة الإستراتيجية ومينائها على الساحل الغربي لليمن، من قبضة المتمردين المدعومين من إيران.

وبعد أسبوعين من الاشتباكات العنيفة، قتل فيها نحو 600 شخص غالبيتهم من المتمردين، تباطأت وتيرة المعارك مساء الاثنين، قبل أن تتحول إلى اشتباكات متقطعة الثلاثاء وتتوقف الأربعاء.

وكتب قرقاش "الحديدة هادئة والميناء يعمل"، مشيرا إلى أن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث سيزور أبوظبي هذا الأسبوع.

وتقود الإمارات القوات الحكومية في معاركها مع المتمردين الحوثيين في مدينة الحديدة. وكانت جمعت في بداية العام ثلاث قوى عسكرية غير متجانسة ودرّبتها لشن الهجوم على ساحل البحر الأحمر باتجاه ميناء الحديدة.

وكانت الإمارات قد أعلنت مرارا دعمها للتسوية السياسية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، لكنّها شدّدت أيضا على إبقاء الضغط العسكري على الحوثيين لدفعهم للتجاوب مع مجمل القرارات والتخلي عن أسلحتهم حقنا للدماء في اليمن.

وقوض المتمردون الحوثيون مرارا جولات مفاوضات رعتها الأمم المتحدة كانت تستهدف إطلاق عملية سلام وتسوية سياسية للأزمة.

وقبل العملية العسكرية الأخيرة في الحديدة ، كانت الإمارات والشركاء في التحالف العربي قد أوقفوا هجوما على الحديدة لإتاحة المجال أمام استئناف مفاوضات السلام، لكن الحوثيين استغلوا التهدئة لتحصين مواقعهم وحفر خنادق واستقدام تعزيزات للمدينة، في تحرك أثبت مرّة أخرى جنوحهم للحرب.

 ونجاح أي جهود في سياق إطلاق مسار التفاوض مجددا على طريق التسوية السياسية للأزمة يبقى رهينا بمدى التزام الحوثيين بوقف التصعيد من جهة والتجاوب مع الجهود الأممية للسلام من جهة ثانية.

وأي جهد دولي لا ينهي استغلال الحوثيين لميناء الحديدة في إدخال إمدادات الأسلحة الإيرانية وتوظيف إيراداته في قمع اليمنيين، سيكون جهدا منقوصا، ما يهدد في أي لحظة باستئناف المواجهات.

وتركز منظمات دولية اغاثية وحقوقية ودول غربية على أن ميناء الحديدة يشكل الشريان الحيوي لإمدادات الإغاثة، إلا أنها تتناسى على الأرجح أنه يشكل أيضا منفذا حيويا لإمدادات الأسلحة الإيرانية للمتمردين.  وبقاء الميناء تحت سيطرتهم يعني بقاء أسباب التوتر.  

وأوقفت القوات الموالية للحكومة اليمنية الأربعاء هجومها في مدينة الحديدة (غرب. وأكد ثلاثة قادة ميدانيين في القوات الموالية للحكومة أنهم تلقوا أوامر من رؤسائهم تفيد بوقف إطلاق النار ووقف "أي تصعيد عسكري" و"أي تقدم"، في المدينة التي تضم ميناء يشكل شريان حياة لملايين السكان.

وعلى الأرض في الحديدة، قالت مصادر في المدينة "الوضع هادئ اليوم. لم تكن هناك اشتباكات خلال الليل على ما يبدو، ولا هذا الصباح، لكن أصوات الطائرات يمكن سماعها باستمرار".

ولليوم الثاني، لم يعلن المتمردون الحوثيون عبر وسائل الإعلام المتحدثة باسمهم عن تطورات ميدانية جديدة في مدينة الحديدة.

وشوهدت شاحنات وحافلات وسيارات محترقة وإطارات في وسط الشوارع عند المدخل الشرقي للمدينة حيث دارت معارك عنيفة في نهاية الأسبوع الماضي.

وكان مسؤول في القوات الموالية للحكومة قال قبل الإعلان عن توقف الهجوم إن "العمليات الهجومية توقّفت مؤقتا لإتاحة الفرصة للمنظمات الإنسانية لإجلاء كوادرها ونقل بعض الجرحى وفتح ممرات آمنة لمن يرغب من السكان بالنزوح إلى خارج المدينة".

وقد شدّد مسؤول عسكري آخر في القوات الحكومية على أنّ الهجوم على المدينة لن يتوقف تماما "إلا بتحرير الحديدة والساحل الغربي بالكامل"، مضيفا "سيشهد الجميع مفاجآت عسكرية خلال الأيام المقبلة".

وكان متحدّث باسم المتمردين قال في مؤتمر صحافي في صنعاء الثلاثاء إنه إذا حاولت القوات الموالية للحكومة التقدم نحو وسط الحديدة "فنحن جاهزون وحاضرون ولدينا خطط معدّة"، مضيفا "نحن جاهزون لحرب مدن".

وهدأت المعارك في ظل جهود دبلوماسية تقودها لندن وواشنطن والأمم المتحدة لعقد محادثات سلام قد تستضيفها السويد في الأسابيع المقبلة في مسعى لإنهاء النزاع.

وبدأت هذه الجهود على وقع اشتداد المعارك في نهاية الأسبوع الماضي وتحوّلها إلى حرب شوارع في حي سكني في شرق المدينة.