محاولات النزع الأخير..

"الصرخة".. الورقة الأخيرة للحوثيين في اليمن

حوثيون في شمال اليمن

علي رجب

تواصل ميليشيا الحوثي محاولات النزع الأخير في اليمن، إذ تسعى لفرض الرؤية المذهبية الضيقة للجماعة، على مشايخ وعلماء ومساجد اليمن، الأمر الذي أدى إلى ثورة غضب مكتومة، واعتزال اليمنيين الذهاب إلى المساجد التي يُسيطر عليها الحوثيون، بعد أن شنَّت الميليشيا حملة اختطافات عقب صلاة الجمعة 30 نوفمبر، في قرى «التريبة والزريبة ومحوى الناظر»، شرق مديرية زبيد بمحافظة «الحديدة» بالساحل الغربي لليمن، بسبب امتناع الأهالي عن حضور صلاة الجمعة في المساجد التي تفرض الميليشيا سيطرتها عليها، كما أرغمت الميليشيا المصلين على ترديد الصرخة الحوثية.

والصرخة الحوثية هي «الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام»؛ وهي شعارات تنتشر على الحوائط وفي كل المناطق التي يُسيطر عليها الحوثيون، بل إن المسلح الحوثي لمن لا يعرفه من هيئته، يُستدل عليه من سلاحه الذي يُلصق عليه ذلك الشعار.

وفي وقت سابق، أجبر المصلون في أحد مساجد صنعاء، خطيب الجمعة الموالي للحوثيين على النزول من المنبر بعد ترديده الصرخة، والهجوم على بعض صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وفي شهر رمضان الماضي، نفذت ميليشيا الحوثي حملة خطف لعدد من أئمة المساجد في العاصمة اليمنية صنعاء، بعد مداهمة المساجد، في أثناء صلاة التراويح، بحجة عدم التزامهم بالتعليمات الأخيرة الصادرة من مكتب الأوقاف حول إغلاق مكبرات الصوت في صلاة التراويح.

وزير الأوقاف والإرشاد اليمني، أحمد عطية

كما تقوم الميليشيا بتنظيم دورات لعلماء ومشايخ، يتلقون فيها دروسًا مكثفة من ملازم مؤسس الميليشيا، حسين بدر الدين الحوثي، تتضمن دروسًا ومحاضرات تتوافق مع النهج الإيراني المتشيع في العقيدة والمذهب، كما استهدفت الميليشيا مدارس تحفيظ القرآن الكريم، سواء عبر إغلاق هذه المدارس بدعوى أنها تنشر الفكر المتطرف، أو تحويلها إلى مدارس تحمل الهوية الحوثية.

وقد دمرت ميليشيا الحوثي أكثر من 50 مسجدًا و12 دارًا للقرآن من صعدة وحتى لحج جنوب اليمن، كان آخرها مسجد كوفل بمأرب، بحسب تصريحات وكيل وزارة الأوقاف اليمنية، الشيخ محمد شبيبة.

وقال وزير الأوقاف والإرشاد اليمني، أحمد عطية، إن هدف الحرب التي يشنها الانقلابيون الحوثيون هو تغيير الهوية اليمنية، داعيًا العلماء والخطباء والمرشدين لمواجهة الإرهاب بكل أشكاله وصوره.

الناشط والسياسي اليمني، عبد الكريم المدي

تغير الهوية 

يقول الناشط والسياسي اليمني، عبدالكريم المدي، إن ميليشيا الحوثي، تسعى لتغيير الهوية الدينية والمذهبية لليمن، من أجل تحقيق رؤية ضيقة ومتطرفة للتمكين من مشروعها الكهنوتي.

وأضاف المدي، في تصريح لـ«المرجع» أن الحوثيين لديهم مشروع واضح وظاهر للعيان، وهو «حوثنة اليمن» وصبغه بالصبغة الطائفية المذهبية وفقًا لولاية الفقيه الإيرانية، متابعًا أن المخطط يشمل كل القطاعات في اليمن، من المسجد، إلى المدارس، والجامعات، والأسواق، والتجارة والمؤسسات الحكومية والعسكرية، لم يتركوا شيئًا إلا وحاولوا فرض هويته الحوثية التي تؤكد أن هذه الجماعة، هي مشروع طائفي تسعى قوى إقليمية لفرضه على الشعب اليمني.

وشدد الناشط اليمني على أن الشعب اليمني قادر على إفشال مخططات الحوثي المذهبية والطائفية، وسينتصر لعروبته وتاريخه العربي العريق في مواجهة مخططات تغيير الهوية، وإبقاء اليمن نموذجًا للتعايش بين المذاهب منذ مئات السنين.

المصدر