جريفث ولجنة الخبراء يريدون البنك المركزي وميناء الحديدة..
من يدفع للعالم لإيذاء “اليمن”
في الوقت الذي نشرت فيه وكالة أسوشيتد برس تقرير الصحفية الاستقصائية ماجي ميخائيل حول تعذيب الحوثيين للمعتقلين حتى الموت، كان مارتن جريفنث والأمم المتحدة قد أخرجوا 50 جريحاً من قيادات الحوثيين لتلقي العلاج خارج اليمن في طائرة خاصة وبكل عوامل الرفاهية والراحة.
عندما نشرت نفس الوكالة (أسوشيتد برس) ونفس الصحفية (ماجي ميخائيل) تقريراً مشابهاً قبل أشهر عن ممارسات التحالف، حظي التقرير باهتمام بالغ على كل المستويات بدءاً من أصغر مفسبك حوثي ووصولاً للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، وعندما نشرتا تقريرهما الأخير عن تعذيب الحوثيين الوحشي للمعتقلين مر الأمر كأن لم يكن!!
صحيح أن الآلة الإعلامية للحوثيين وحلفائهم في الإقليم فعالة، ولكنها ليست أكبر ولا أقوى من وسائل إعلام دول التحالف، لكن غباء وإهمال هذه الوسائل جعل الحوثيين يتفوقون إعلامياً بشكل واضح، ويغطون على أغلب كوارثهم وأقذر ممارساتهم.
الأمم المتحدة ولجنة خبرائها الحقوقيين بشأن اليمن متورطون بدرجة كافية لاتهامهم بخدمة الحوثيين، فهم يبحثون عن أي خطأ للتحالف، ويتعامون عن خطايا غير مسبوقة للحوثيين، ويبدو أن الأمر متعلق بمن يدفع، ومن يقبل الابتزاز، وأن الحوثيين مجرد أداة لابتزاز التحالف في هذا الإطار، وبالتالي لا يمكن الاقتراب من تعريتهم وإظهار حقيقتهم للعالم، حتى لا تظهر معهم حقيقة الأمم المتحدة في نفس الوقت.
المبعوث الأممي المبجل بدوره، أضاف البنك المركزي اليمني لقائمة المؤسسات التي يمكن وضعها تحت إشراف الأمم المتحدة كميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي، في مباحثات السويد المستمرة.
البنك المركزي اليمني واحد من أهم المؤسسات السيادية للدولة اليمنية أو ما تبقى منها، ومؤخراً حقق البنك نجاحاً كبيراً وملموساً في تعافي العملة الوطنية وتراجع قيمة الريال أمام الدولار والعملات، بعد اتهامه لفترة طويلة بالعجز عن ممارسة دوره في ضبط العملة، وعندما حقق هذا النجاح، وبعد أن رفضت لندن وما زالت ترفض رفع الحظر عن أموال البنك لديها، يقترح المبعوث الأممي الخاص ذو الجنسية البريطانية وضع البنك تحت إشراف أممي بكل بساطة، وهذا يجرد الشرعية من أبرز عوامل قوتها المعنوية والاقتصادية لمصلحة الحوثيين.
قال تقرير ماجي ميخائيل إن الحوثيين داهموا مستشفى الرشيد بالحديدة واعتقلوا طبيباً وسجنوه شهوراً طويلة، قبل أن يتركوه معلقاً في القلعة، داخل ما يسمى بـ(الضغاطة) الغرفة شديدة الحرارة منعدمة التهوية ذات روائح مرعبة لجثث القطط، نتيجة لأنه عالج أحد المعتقلين الذين أفرجوا عنه وهو على وشك مفارقة الحياة، فقام الطبيب بعكر برعايته على مدار 8 أشهر، وهذا ذنبه العظيم الذي اعتقل بسببه وعومل بتلك البشاعة، ويبدو أن البنك المركزي هو السبب وليس الحوثيين، فأراد المبعوث الأممي تحييده.
قام الحوثيون بصب مادة الأسيد الحمضية الحارقة على جسد رجل عجوز ذي لحية بيضاء، وقاموا بتعليق آخر من أعضائه التناسلية حتى عجز بعد تركه عن التبول واحتبست سوائله داخله، ويبدو أن البنك المركزي هو السبب وليس الحوثيين، فأراد المبعوث الأممي تحييده.
قام الحوثيون بضرب معتقل حتى أصيب بالشلل وعجز عن الذهاب إلى الحمام فكان يقضي حاجته على جسده العاجز المنهك، بينما يقوم الحوثيون بالضغط على جروحه للمزيد من الألم، في ممارسات لا يعرفها اليمنيون من قبل، ويبدو أن البنك المركزي هو السبب وليس الحوثيين، فأراد المبعوث الأممي تحييده.
قام الحوثيون بتعذيب المعتقلين عن طريق إذابة علب بلاستيكية بالحرق، ثم تقطير البلاستيك الذائب على أجساد المعتقلين، ويبدو أن البنك المركزي هو السبب وليس الحوثيين، فأراد المبعوث الأممي تحييده.
قال تقرير الأسوشيتد برس أيضاً إن المتمردين عملوا على إزالة المعارضة وإسكات الصحافيين لذلك كانت انتهاكاتهم أقل وضوحاً للعالم الخارجي، ويبدو أن البنك المركزي هو السبب وليس الحوثيين، فأراد المبعوث الأممي تحييده.
عندما كان الطبيب المعتقل يطلب منهم السماح له بمعالجة أحد المعتقلين، كان ردهم:
"دعه يموت".
لكن الأمم المتحدة لم تترك حوثياً يموت، وهو جريح بفعل الحرب وفي جبهة قتال، وليس معتقلاً ضعيفاً تحت رحمة جماعة لا تعرف الرحمة ولا الإنسانية.
تقوم جماعة الحوثيين حسب التقرير، أن جماعة الحوثيين تقوم باعتقال مواطنين بهدف الحصول على فدية، وقد دفعت أسرة الطبيب بعكر مبلغ (5,5 مليون ريال، أو قرابة 8 آلاف دولار بسعر الصرف حينها)، مقابل إفراج الحوثيين عن الطبيب بعكر المعتقل لديهم، ولم يقم أحد بمحاسبتهم ولا حتى مجرد الكشف عن ممارساتهم معه ومع قرابة (18 ألف معتقل في سجونهم) حسب التقرير، ويبدو أن البنك المركزي هو السبب وليس الحوثيين، فأراد المبعوث الأممي تحييده.