مهاجمة التحالف العربي..

تقرير: "عادل الحسني" كيف تحاول الجزيرة صناعته إعلاميًا؟

عادل الحسني

القاهرة

سقوط إعلامي جديد لقناة الجزيرة القطرية، وهذه المرة عبر استضافتها لأحد عناصر تنظيم القاعدة؛ بهدف مهاجمة التحالف العربي وتأجيج الوضع في اليمن. 

بتاريخ 19 ديسمبر/كانون الأول، ضمن حلقة خاصة لبرنامج بلا حدود الذي يقدمه الإعلامي زين العابدين توفيق، ظهر على شاشة الجزيرة المدعو “عادل الحسني”، القيادي في تنظيم القاعدة، الذي ادعى أنه أحد قيادات المقاومة الجنوبية التي شُكلت لمساندة الجيش اليمني في حربه ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية خلال العام 2015.

لكن على عكس ما ادعى الحسيني، فقد حصل موقع كيو بوست على وثائق من شقيق البرلماني اليمني طارق العواضي تثبت تَواصل قطر مع رئيس المحكمة العليا، القيادي في حزب الإصلاح، حمود الهتار، من أجل الإفراج عن عادل الحسني بمقابل مالي. 

وتظهر وثيقة أخرى أن الهتار حصل على مبلغ مالي قدره 5 مليون دولار من دولة قطر مقابل التفاهمات الأخيرة مع الدوحة، التي أفضت إلى الإفراج عن عادل الحسني. 

ومما يؤكد صحة الوثائق، فيديو منشور على موقع المجلس الانتقالي الجنوبي، حول حقيقة شخصية عادل الحسني، الملقب بأبي حذيفة، وهو أخطر قيادات تنظيم القاعدة في أبين؛ فبعد انقلاب الحوثي، وتشكل لجان المقاومة الشعبية في أبين، التي اشتركت مع الجيش والتحالف في تحرير المدينة من ميليشيا الحوثي، انضم عادل الحسني للمقاومة مدعيًا أنه أحد عناصرها، لكن وبعد دحر ميليشيا الحوثي، كان الحسني يقوم بسرقة السلاح الحكومي وتوصيله لعناصر التنظيم في أبين.

صدقية الوثائق أعلاه التي تؤكد الدعم القطري لعادل الحسني وميليشيا الحوثي، تؤكدها الوثائق نفسها، التي تقول إن الدعم للمتمردين كان يصلهم من قطر عبر “جمعية الحكمة اليمانية”، الممولة بشكل مباشر من مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية القطرية، المعروفة بتمويلها للإرهاب.

ويبدو أن الجزيرة التي حاولت أن تظهر الحسني بمشهد الضحية، وادعت تعرضه للتعذيب في السجون اليمنية، كذبت؛ لأنه لم يظهر على جسده تعذيب، فيما حملت الجزيرة نفسها دليل إدانة الحسني وانتسابه للقاعدة حينما عرضت له مقطعًا وهو ينشد نشيد “غرباء” الذي ينشده عادة عناصر القاعدة.

الحسني ليس قياديًا في المقاومة

تعليقًا على ظهور “عادل الحسني” على الجزيرة، قال محمود سالم، قائد ألوية الدعم والإسناد بعدن: “إن المدعو الحسني ليس قياديًا في المقاومة الجنوبية، ولم نعرفه من قبل، فلماذا قدمته الجزيرة على أنه قيادي جنوبي؟!”.

يقول “السالم” في تصريح إلى كيو بوست، بأن ظهور الحسني على قناة الجزيرة له هدف أساسي هو تشويه الدور الإماراتي المساند للشرعية في اليمن.

فقد ظهر “عادل الحسني” على شاشة الجزيرة مدعيًا أنه تعرض للتعذيب في السجن حينما كان معتقلًا، وأن ضباطًا إماراتيين طلبوا منه اغتيال مسؤولين في الحكومة الشرعية. 

لكن المصادر الأمنية اليمنية تقول إن الحسيني اعتقل من قبل السلطات اليمنية بتهمة الارتباط بتنظيم القاعدة لمدة سنة وثمانية أشهر في سجن بئر أحمد الذي تشرف عليه مصلحة السجون اليمنية. 

 

إيجاد شرخ داخل التحالف العربي 

تسعى قناة الجزيرة من وراء استضافتها للمدعو عادل الحسني إلى محاولة إيجاد صدع داخل التحالف العربي بين السعودية والإمارات، خصوصًا بعد المقاطعة الخليجية للدوحة وانكشاف أدوارها التآمرية في اليمن؛ إذ نشرت الجزيرة مئات التقارير الصحفية التي تهاجم التحالف العربي في اليمن، وتبرأ الحوثي ومختلف الميليشيات المدعومة إيرانيًا من دماء اليمنيين. 

من جانبه، قال رئيس رابطة المعونة لحقوق الإنسان والهجرة، محمد علاو، إنَّ ما ورد في قناة الجزيرة على لسان المدعو عادل الحسني يأتي في إطار الاستغلال السياسي، وهو كلام لا أساس له من الصحة.

وأضاف علاو في حديث خاص لكيو بوست: “إنَّ الرسالة التي تريد الدوحة إيصالها من خلال هذا الإرهابي هي محاولة إثارة الخلافات داخل التحالف العربي بين السعودية والإمارات والشركاء اليمنيين، وهي تنفذ بذلك -أي الجزيرة- الدور المرسوم لها من قبل اللاعبين الإقليميين، تركيا وإيران، للسيطرة على البلاد العربية، إذ تعتبر الدوحة رأس الحربة لهذا المشروع الذي تقوده أنقرة وطهران”.

وأشار إلى أن “ما بثته قناة الجزيرة يأتي في إطار الكذب الذي تعود عليه تنظيم الإخوان المسلمين الذي يدار من قبل قطر منذُ نكبة الربيع العربي”. 

 

من هو عادل الحسني؟

هو عادل سالم ناصر موفجة الجعمي الحسني. من مواليد أورمة – مودية – أبين، معقل تنظيم القاعدة، عام 1983.

اعتقل من قبل السلطات اليمنية من أمام سجن المنصورة، وبقي معتقلًا قرابة سنتين، ثم أطلق سراحه، فغادر البلاد بالتعاون مع شقيقه المقيم في ماليزيا الذي ينتمي لحزب الإصلاح -فرع الإخوان المسلمين في اليمن- قبل أن يظهر مجددًا على شاشة الجزيرة، ويقدم نفسه على أنه قيادي جنوبي.