بعد مشاورات السويد..
تقرير: هل يكون «طريق الحرير» أول مكاسب اليمن ؟
قبل 5 أشهر تقريبًا، وتحديدًا في الثاني عشر من يوليو الماضي، بحث وزير الخارجية اليمني «خالد اليماني»، مع نظيره الصيني «وانغ لي»، مسألة انضمام بلاده إلى مبادرة طريق الحرير البحري؛ إذ أكدّ «اليماني» خلال زيارته لـ«بكين»، أن بلاده من أوائل الدول التي تجاوبت مع مبادرة «الحزام والطريق»، وأن موقع اليمن الجغرافي وموانئه الطبيعية سيمثلان إضافة مهمة في هذا المشروع العالمي.
وأشاد «اليماني»، -آنذاك- بموقف الصين الثابت في دعم حكومته، والحل السياسي للصراع الدائر باليمن، تحت مظلة الأمم المتحدة؛ انطلاقًا من المرجعيات المتوافق عليها، مؤكدًا أن أي خروج عن مسار الأمم المتحدة أو هذه المرجعيات لن يؤسس لسلام مستدام.
وفي الوقت الذي يعدّ ميناء «عدن»، محوريًّا ضمن مبادرة «الحزام والطريق» الصينية، أكد وزير الخارجية الصيني، دعم بلاده للشرعية، وجهود الأمم المتحدة لتحقيق السلام في اليمن، بناءً على قرارات المنظمة الدولية في هذا الشأن، مشددًا على أن «بكين» ستستمر في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للتخفيف من معاناة اليمنيين.
جهود دعم السلام
وفي الثاني والعشرين من ديسمبر الجاري، وبالتزامن مع وصول فريق فني من الأمم المتحدة، للإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة؛ تنفيذًا لاتفاق مشاورات السويد، دعت الصين، المجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز عملية السلام في اليمن.
وقال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، «ما تشاو شيوي»: إنه يتعين على المجتمع الدولي أن يثمن نتيجة المحادثات الأخيرة التي جرت في السويد، وأن يسهل تنفيذها بشكل فعال»، مضيفًا: «ينبغي على مجلس الأمن أن ينظر ويحترم بشكل كامل آراء البلاد وشواغلها، ويقدم الدعم للعملية السياسية».
كما أعلن «ما تشاو شيوي»، استعداد بلاده لمواصلة دورها البنّاء في البحث عن حل سياسي شامل، موضحًا أن الوسائل السياسية هي السبيل الوحيد لحل الأزمة، وينبغي على المجتمع الدولي حماية سيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي اليمن ودعم مثل هذه الجهود.
عودة «اليمن السعيد»
يوم الجمعة الماضي، وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع، على مشروع قرار «بريطاني – أمريكي» يدعو إلى نشر فريق من الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة غربي اليمن.
وتشمل بنود وفقرات مشروع القرار التصديق على اتفاقيات ستوكهولم، وتضم اتفاق تبادل السجناء، واتفاق الحديدة، وتفاهم تعز، وتؤكد مجددًا بأن الأزمة لا حل لها، إلا من خلال عملية سياسية شاملة، ويطالب بها القرار 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
قرارات مجلس الأمن، تشير إلى بداية نهاية الصراع الدائر هناك، خاصة عقب التوصل إلى اتفاق في محادثات للسلام في السويد برعاية الأمم المتحدة، بين وفدي الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا والحركة المتمردة الحوثية، ما يشير إلى أن اليمن قد يعود سعيدًا في المستقبل القريب.
طريق الحرير
وعلى صعيد متصل، وفي إطار دعم الصين الدائم للحكومة الشرعية في اليمن، تتأكد جدية مساعي «بكين» لتفعيل الاتفاقية المبرمة بين البلدين عام 2013، لتطوير الميناء الاستراتيجي في مشروع تبلغ تكلفته 507 ملايين دولار بتمويل صيني؛ ما يوضح أن اليمن في المسار الصحيح للعودة من جديد.
ويتضمن المشروع الذي تم توقيعه في نوفمبر 2013 بـ«بكين»، - بين مؤسسة موانئ خليج عدن والشركة الصينية لهندسة الموانئ-، توسيع وتعميق محطة الحاويات بميناء عدن، وبناء رصيف إضافي بطول ألف متر، وعمق 18 مترًا، وتعميق وتوسعة القناة الملاحية الخارجية بطول 7400 متر، وعرض 250 مترًا وعمق 18 مترًا، إضافة إلى القناة الملاحية الداخلية بطول 3800 متر وعرض 230 مترًا وعمق 18 مترًا.