تواطؤ وخيانة..
تقرير: مخاوف من مواءمات للإخوان مع الحوثيين في تعز

عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي الانقلابية

شهدت مدينة «تعز» وسط غرب اليمن، تعزيزات عسكرية مكثفة من قِبَل ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وسط مخاوف من تكرار خيانة ميليشيا حزب التجمع اليمني للإصلاح «إخوان اليمن»، بتسليم مواقع في المحافظة لميليشيا الحوثي ضمن سياسة المواءمات التي تتبعها ميليشيا الحوثي والإخوان في اليمن، بما يهدد جهود التحالف العربي بالسيطرة على المحافظة، ويجعل موقف التحالف والحكومة ضعيفًا في الحديدة.
وأفادت تقارير يمنية بنقل ميليشيا الحوثي تعزيزات عسكرية ضخمة على مشارف تعز، في ظلِّ معارك في جبهة «صرواح» بصنعاء وخسائر فادحة للحوثي في «صعدة»، وهدوء في «الحديدة» ومناوشات في «الضالع» و«البيضاء».
وأرجع مصدر عسكري يمني، في تصريح لـ«المرجع» محاولات الحوثي، السيطرة على تعز، كونها تكتسب أهمية استراتيجية بسبب تمتعها بموقع جغرافي استراتيجي، فهي تبعد عن العاصمة صنعاء حوالي 256 كلم، في حين تطل مناطقها الغربية على البحر الأحمر، كميناء «المخا» الذي يقع على منفذ بحري استراتيجي، والذي يعتبر حلقة وصل جغرافية بمحافظة الحديدة الساحلية، موضحًا أن قوات الجيش الوطني اليمني تفرض سيطرة كاملة على 12 مديرية في محافظة تعز، من أصل 22 مديرية، إضافة إلى سيطرة جزئية على 5 أخرى، فيما تفرض ميليشيا الحوثي سيطرتها على 5 مديريات من مديريات المحافظة.
ولفت إلى أن ميليشيا الحوثي تركز قواتها في مديريتي ماوية وخدير شرق تعز، إلى جانب مديريات شرعب الرونة، وشرعب السلام في شمال المحافظة، وتفرض سيطرة جزئية على مديريتي الصلو وحيفان جنوب تعز.
وحول أهداف سيطرة الحوثي على تعز، أرجع مصدر عسكري يمني ذلك، إلى عدة أهداف في مقدمتها الالتفاف على القوات المشتركة في الحديدة، وقطع الطريق بين الحديدة وعدن وتهديد الملاحة في باب المندب، بما يمكن الميليشيا الإرهابية من فرض قرارها على الساحة اليمنية والإقليمية والدولية.
الخيانة الإخوانية
أبدى مراقبون تخوفهم من خيانة إخوانية للحكومة الشرعية وقوات التحالف في تعز، في ظل المواءمات بين الإخوان وميليشيا الحوثي، والدور «القطري ـ التركي ـ الإيراني»، في فرض علاقات جيدة بين الحوثي والإخوان، بما يمكن تحالف «قوى الشر» من السيطرة على اليمن عبر الحوثي والإخوان.
وقد سلمت ميليشيا الإصلاح الإخوانية في نوفمبر 2015، منطقة «الشريجة» جنوب مدينة تعز إلى ميليشيا الحوثي، وهو الأمر الذي تكرر في أكتوبر 2017؛ حيث سلمت ميليشيا الإخوان في تعز «جبل هان» المنفذ الوحيد الرابط بين تعز وعدن، لميليشيا الحوثي.
وقبيل أيام، وجهت مصادر عسكرية يمنية، اتهامات لتنظيم الإخوان في اليمن، بتسليم مدينة «صرواح» في محافظة مأرب النفطية شرق صنعاء، لميليشيا الحوثي، الأمر الذي أدى إلى استنفار عسكري من قبل الجيش اليمني، والتحالف لاستعادة صرواح، لما تشكله من أهمية استراتيجية في المعارك ضد الميليشيا، الأمر الذي أدى إلى استنزاف جهد قوات الجيش الوطني اليمني.
تواطؤ وخيانة
من جانبه، قال نزار هيثم، القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي اليمني، إن تجارب الإخوان بتسليم ميليشيا الحوثي مواقع عسكرية واستراتيجية في تعز أو الجبهات المشتعلة، متكررة، وتكشف مدى التواطؤ والخيانة من قبل الإخوان، للتحالف العربي وقوات المقاومة والجيش اليمنى.
وأضاف في تصريح لـ«المرجع» أن معركة تعز يمكن حسمها سريعًا، لكن وجود ميليشيا الإصلاح الاخوانية عامل معطل لهذه المعارك، بل ويهددها، مطالبًا قوات الشرعية بإبعاد الإخوان عن جبهات المعارك، ووقتها سوف تتغير المعادلة في تعز وصنعاء ومأرب، كما تغيرت في الحديدة.
وأكد القيادي بالمجلس الانتقالي الجنوبي اليمني، أن أهالي تعز عانوا كثيرًا في ظل وجود جماعة الحوثي والإخوان، إذ تُمارس ضدهم جميع الانتهاكات الحقوقية المتمثلة في الخطف، والنهب، وسرقة المنازل، والأسواق، وفرض الإتاوات، وغيرها من الانتهاكات.