نقل المساعدات وبيعها في المناطق الخاضعة للميليشيات..
تقرير: "بالأدلة".. الحوثيون يسرقون الغذاء من أفواه اليمنيين
كشف برنامج الأغذية العالمي، الاثنين، أن مساعدات غذائية مخصصة ليمنيين يعانون من الجوع الشديد تُسرق وتباع في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثيين.
وقال ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي في البرنامج "هذا الفعل يصل إلى سرقة الطعام من أفواه الجائعين... في وقت يموت فيه الأطفال في اليمن لأنهم لا يملكون ما يكفي من طعام، يعد هذا فعلا شائنا. يجب أن يتوقف هذا السلوك الإجرامي على الفور".
ويسيطر الحوثيون على معظم البلدات والمدن بما في ذلك العاصمة صنعاء التي أطاحوا فيها بحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي في عام 2014.
وتدخل التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية ضد الحوثيين في عام 2015 بهدف إعادة حكومة هادي إلى السلطة. وبعد سماع أن مساعدات غذائية إنسانية تباع في السوق المفتوحة في صنعاء، قال برنامج الأغذية العالمي إنه وجد أن كثيرا من الأشخاص لم يتسلموا حصص الغذاء المستحقة لهم وإن منظمة واحدة على الأقل من الشركاء المحليين تابعة لوزارة التعليم الحوثية تمارس احتيالا.
وأفاد مسح هذا الشهر بأن حرب اليمن والانهيار الاقتصادي الناجم عنها جعلا 15.9 مليون شخص، أي 53 في المئة من السكان، يواجهون "انعدام أمن غذائي شديدا وحادا" وبأن المجاعة تشكل خطرا إذا لم يُتخذ إجراء لمنعها فورا.
ويحاول برنامج الأغذية العالمي توصيل مساعدات غذائية لما يصل إلى 12 مليون شخص يعانون الجوع الشديد.
وقال إن مراقبيه جمعوا صورا وأدلة أخرى تثبت نقل الطعام بشكل غير مشروع على متن شاحنات من مراكز مخصصة لتوزيع الطعام وإن مسؤولين محليين يزيفون السجلات ويتلاعبون في اختيار المستفيدين.
وأضاف البرنامج في بيان "تم اكتشاف أن بعض مواد الإغاثة الغذائية تُمنح لأشخاص ليسوا مستحقين لها ويباع بعضها لتحقيق مكاسب في أسواق العاصمة".
وقال بيزلي إنه يطالب السلطات الحوثية بوقف تحويل وجهة الطعام والتأكد من وصوله إلى من يحتاجونه.
وقال إيرفيه فيروسيل، المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي في جنيف، إن البرنامج ينظر في إمكانية توزيع نقود على المحتاجين إذا أمكن إدخال نظام لتحديد الهوية بالاستدلال البيولوجي يستخدم بيانات شخصية تشمل مسح قزحية العين وبصمات الأصابع.
وقال إن بيزلي كتب قبل عدة أيام إلى قيادة الحوثيين يخبرهم بما توصل إليه برنامج الأغذية العالمي.
ويعتمد الملايين من اليمنيين على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة في اليمن الذي مزقته الحرب. وبدون تلك المساعدات، قد يواجه ما يصل إلى 20 مليون شخص أزمة غذائية في البلد، حسبما أفاد البرنامج.
ولفت برنامج الغذاء العالمي إلى أن المساعدات الغذائية التي يقدمها كانت من العوامل الأساسية في تفادي حدوث المجاعة في اليمن.
جدير بالذكر أن محادثات السلام قد جرت مؤخرا بين الأطراف المتحاربة أسفرت عن اتفاقيات بشأن تبادل الأسرى وميناء الحديدة ، ومن المقرر استئنافها قريباً.
وهناك آمال حقيقية بأن تجلب السنة الجديدة سلاماً دائماً في اليمن، مما يسمح بدخول المزيد من المواد الغذائية عبر ميناء الحديدة (غرب اليمن) وإتاحة الفرصة للمنظمات الإنسانية للوصول إلى المناطق التي لم تتمكن من الوصول إليها بسبب القتال والعرقلة البيروقراطية.