تعامل بانفصالية مع عدن..
تقرير: الإعلام.. حقيبة وزارية لا يعترف وزيرها بالرئيس اليمني
كشفت مصادر اعلامية مقربة من مكتب وزير الاعلام اليمني معمر الارياني عن أن الأخير يرفض الاعتراف بتوجيهات الرئيس هادي ورئيس الحكومة السابق أحمد عبيد بن دغر والحالي معين عبدالملك، وانه بات يتعامل مع توجيهات نائب الرئيس علي محسن الأحمر.
وقال مصادر قريب من الوزارة لـ(اليوم الثامن) "إن نائب الرئيس اليمني أوكل مسؤولية الإعلام لوزير السياحة معمر الارياني وسحب كل الصلاحيات من الوزير محمد قباطي، قبل ان يضع الأول في حقيبة وزارة الإعلام بدلا عن قباطي الذي تم منحه منصب وزارة السياحة مقابل مبلغ مالي قدم له عن طريق دبلوماسي يمني مقرب من الأحمر للقباطي في القاهرة.
وأكد المصدر ان الرئيس هادي وجه بعودة قناة وإذاعة عدن للبث من العاصمة، الا ان الأحمر اعترض على ذلك بدعوى انه قد تسقط في قبضة من وصفهم بالانفصاليين الجنوبيين.
وبحسب المصدر فأن مقترح قدم كحل وسط، قضى بان يتم انشاء استيديو للقناة في قصر معاشيق الا ان تم عرقلة ذلك مرة أخرى، لدواع سياسية، ابقت على عمل القناة من السعودية بطاقم إعلامي ليسوا من ابناء عدن التي تحمل القناة اسم مدينتهم.
وكشف المصدر عن استياء الرئيس هادي من تصرفات نائبه تجاه الإعلام، الا ان مصدرا أخر أكد ان نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر أكد على ضرورة ان يتم تعطيل الاعلام الرسمي والحكومي في عدن الى ان يتم السيطرة على المدينة بواسطة قوات عسكرية وأمنية تدين بالولاء للحكومة اليمنية.
وقال المصدر وهو موظف في مؤسسة الـ14 من أكتوبر "إن رئيس مجلس الادارة في المؤسسة تلقى توجيهات رسمية من الأحمر بعدم تفعيل عمل المطابع الحكومية وايقاف طباعة الصحف الاهلية".. مشيرا الى ان رئيس مجلس ادارة مؤسسة أكتوبر عقد سلسلة اجتماعات مع وكيل وزارة الإعلام حسين باسليم، بعد مطالبة الأول بدعم المطابع لإعادة عملها من جديد، مع التأكيد ان المطابع قد تعود بالفائدة المالية على المؤسسة التي تعاني من ظروف مالية صعبة، وان 70 من عائدات المؤسسة ستكون عبر طباعة الصحف الأهلية والخاصة، الا ان الوكيل باسليم أكد ان حظرا مفروضا على المؤسسة من طباعة الصحف الأهلية في عدن، على اعتبار ان ذلك يسهم في دعم من تصفهم الحكومة اليمنية بالانفصاليين".
وقال مصدر أخر في المؤسسة ان وكيل سابق في الوزارة شدد على ضرورة ان يتم منح ترخيص لكل الصحف الاهلية في عدن، مقابل اشتراطات سياسية من بينها عدم الحديث عن الحكومة او انتقادها، لكن ذلك لم يتم البت فيه نتيجة ان القرار كان ايقاف طباعة الصحف الاهلية بشكل كامل.
وكشفت مصادر يمنية في السعودية ان وزير الاعلام قدم سلسة تقارير لما يعرف باللجنة الخاصة التي تدير الشأن اليمني في الرياض، من بينها تقارير تبرير رفض الحكومة عودة بث قناة عدن الفضائية من جدة الى عدن، وتقارير أخرى ضد صحافيين واعلاميين جنوبيين بدعوى انهم يحرضون ضد الشرعية، الأمر الذي دفع السعودية الى حظر ظهورهم على شاشات قنواتها.
وفي الوقت الذي يرفض فيه الوزير اليمني عودة الاعلام الرسمي الى عدن، يطالب بنقل المنظمات الدولية والهيئات العاملة في مجال الاغاثة مكاتبها وتنفيذ برامجها انطلاقا من العاصمة عدن ولكنه اشترط ان يكون ذلك بالتنسيق مع الحكومة الشرعية.
وقال وكيل في وزارة الاعلام اليمنية –طلب عدم الاشارة الى اسمه - لـ(اليوم الثامن) "ان وزير الإعلام معمر الارياني يعمل وفق توجيهات عليا".. منتقدا ان يتم وضعه في فوهة البندقية، لأنه لا يستطيع ان يعمل أي شيء دون دعم وتوجيه من الرئاسة".
وعن عدم عودة تلفزيون واذاعة عدن قال المصدر "هذا الأمر سبق وتحدث عنه الكثير، المسألة سياسية بحتة ولن يعود التلفزيون في ظل هكذا اوضاع، الا في حالة وان الشرعية بسطت نفوذها على كامل تراب عدن، وقتها يمكن يعود بث التلفزيون من العاصمة دون أي مخاوف".