فرص الحل السياسي..
اليمن.. هل يُنقِذ «اجتماع البحر» اتفاق السويد من الغرق؟
باتت تحركات ميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، تمهد إلى دفن اتفاق السويد، وإنهاء أي فرص حقيقية للحل السياسي، عبر مواصلة العناد بالخروقات المستمرة في «الحديدة».
وبدأت لجنة التنسيق المشتركة لمراقبة تنفيذ اتفاق السويد، اجتماعها صباح اليوم برئاسة الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت، على متن سفينة «فوس أبولو»، التابعة للأمم المتحدة في البحر قبالة ميناء الحديدة، بحضور ممثلي الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين.
وتبحث اللجنة على مدى أربعة أيام، آليات تنفيذ اتفاق ستوكهولم على ضوء التمديد الزمني الذي أقره مجلس الأمن لتنفيذ الاتفاق بموجب قراره 2452، وتعيين بعثة أممية من 75 عضوًا، لمراقبة تنفيذ بنود الاتفاق في الحديدة خلال ستة أشهر قابلة للتمديد، وإعادة انتشار الميليشيات إلى خارج موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، وانسحاب القوات المتصارعة إلى خارج حدود مدينة الحديدة، وفتح ممرات آمنة لعبور المساعدات الإنسانية.
وذكرت مصادر إعلامية أن ممثلي ميليشيا الحوثي رفضوا خلال جلسة المناقشات الأولى بحث موضوع تثبيت وقف إطلاق النار، الذي طرحه رئيس اللجنة الفريق كاميرت كأول بند في جدول الاجتماعات، متذرعين باستمرار الغارات الجوية.
وتزامنًا مع اجتماع لجنة التنسيق المشتركة لمراقبة تنفيذ اتفاق السويد، واصلت الميليشيا تحركاتها التي تشير إلى مواقفها المقبلة في اليمن من التصعيد العسكري وعدم إتاحة الفرصة للحل السياسي، إذ أقدمت الميليشيا على حجز أموال وممتلكات نحو 1140 شخصًا أغلبهم من أعضاء البرلمان اليمني وقيادات ووزراء في الحكومة الشرعية ومسؤولين سابقين وقيادات حزبية وسياسية مناهضة للجماعة، تمهيدًا لمصادرتها، وهي خطوات لا توحي برغبة الجماعة في تحقيق سلام أو اتفاق يضمن عودة النسيج اليمني إلى سابق عهده قبل الانقلاب، كما أصدرت الميليشيا أوامرها للجنة العليا للانتخابات والاستفتاء الخاضعة لها في صنعاء، بالاستعداد لإجراء انتخابات برلمانية من أجل ملء المقاعد الشاغرة بمجلس النواب وفقا للقانون.
مماطلة
يوضح الخبير العسكري اليمني، العقيد يحيى أبوحاتم، أن لغة التحالف الجديدة مع الميليشيا والتحرك لفضح خروقاتها أمام المجتمع الدولي تؤكد أن اتفاق السويد انتهى، وأن الإعلان عنه مسألة وقت، قائلًا: «هذه هي اللغة التي تفهمها جماعة الحوثي الإرهابية».
وأضاف في تصريحات لـ«المرجع» أن ميليشيا الحوثي وحلفاءها عملوا على كسب المزيد من الوقت، عن طريق المماطلة، والدخول في مشاورات جانبية من شأنها إطالة الوقت، وتمييع القرارات الدولية ذات الصلة، مستغلًا تماهي الأمم المتحدة وتدليل مارتن لها، وكذلك مثالية الشرعية والتحالف، مؤكدًا أن المستفيد من مرحلة «اتفاق السويد» وإطالة الهدنة هي ميليشيا الحوثي.
وشدد مستشار وزير الدفاع اليمني، على أن العودة إلى القوة مع ميليشيا الحوثي، هو أفضل طريق لإنهاء مكاسبهم الميدانية، مضيفًا أن الوقت ليس في صالح الشرعية والتحالف، فكل يوم يمر دون حسم عسكري، هو استمرار لمعاناة الشعب اليمني، واستمرار لتهريب السلاح، واستمرار لتطوير القدرات للعدو، وجلب المغرر بهم في عملية التجريف الممنهج لأبناء القبائل اليمنية في حروبها العبثية.