جريفث ولوليسجارد في صنعاء..
تقرير: عجلة المفاوضات تواصل دوارنها البائس في اليمن
واصلت عجلة المفاوضات دوارنها البائس في محاولة مستميتة؛ لإنقاذ اليمن من الحرب الطاحنة، في ظل استمرار ميليشيا الحوثي في مراوغتها للأمم المتحدة والحكومة اليمنية في تسليم مواقعها في الحديدة، وفقًا لاتفاق السويد في ديسمبر الماضي.
وقد وصل الجنرال مايكل لوليسجارد، رئيس فريق المراقبين الأمميين في لجنة إعادة الانتشار، إلى العاصمة اليمنية صنعاء قادمًا من عدن، كما متوقع أيضًا أن يصل اليوم الإثنين11 فبراير2019، مارتن جريفيث، المبعوث الأممي؛ للقاء لوليسجارد وقيادات في جماعة الحوثي الانقلابية؛ للتباحث بشأن الخطة الجديدة؛ لإعادة الانتشار في الحديدة، وفقًا لاتفاق السويد بين الحكومة اليمنية والحوثيين.
تعديلات على اتفاق السويد
يأتي ذلك مع وجود تعديلات على اتفاق السويد؛ حيث اقترحت الأمم المتحدة تعديلًا على الآلية التنفيذية لاتفاق الحديدة؛ حيث تتضمن الخطة تسلم المراقبين الدوليين المعابر البرية، وكل الممرات الإنسانية المؤدية إلى المدينة وخارجها، بما في ذلك مطاحن البحرالأحمر، مع انسحاب قوات كلا الطرفين من هذه المعابر بحسب صحيفة «البيان» الإماراتية.
وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن ممثلي الحكومة اليمنية الشرعية والمتمردين الحوثيين «وافقوا على تسوية أولية»؛ لبدء إعادة انتشار المسلحين في مدينة الحديدة وفتح ممرات إنسانية.
التحرك الأممي إلى صنعاء، يأتي مع تسريع ميليشيا الحوثي، برامج التجنيد القائمة واستحدثت برامج ومسارات تجنيد جديدة في الحديدة، بينما تنفذ عملية تجنيد إجباري في مديرية الجراحي، وأُفِيد بملاحقات وحملات مطاردة تستهدف المتهربين والمتخفين الرافضين للتجنيد.
وذكرت مصادر يمنية، لـ«المرجع» ميليشيا الحوثي، سرَّعت من حوثنة الحديدة وإسكان مسلَّحيها والتابعين لها محل القوات اليمنية، بحيث يكون ميناء الحديدة تحت سيطرة الميليشيا، بزي مدني أو تابع بحري لهم.
أنفاق الحوثي
وأضافت المصادر، أن الميليشيا تُسرِّع أيضًا من عمليات حفر الأنفاق داخل الحديد تحسُّبًا لأي تغير في جهود الأمم المتحدة؛ بحيث تكون جاهزة لأي عمليات عسكرية، في ظل استمرار خروقات الميليشيا في الحديدة والأحياء المتاخمة لها والمديريات التابعة لها وخاصةً في التحيتا.
وقالت الحكومة اليمنية: إنها حريصة على تنفيذ اتفاق السويد كمنظومة متكاملة، وأن مهمة المبعوث الأممي هي إعلان الطرف المتسبب في المعاناة الإنسانية.
التفاوض بـ«لغة الرصاص»
وقال فريق الحكومة اليمنية المفاوض: «الحديث عن أي اتفاق توصلت له لجنة الانتشار برئاسة الأمم المتحدة، مع الحوثيين الذين لازالوا يعرقلون تنفيذ اتفاق السويد، يُعَدُّ سابقًا لأوانه».
واعتبر سياسيون ومحللون، أن زيارة المسؤولين الأمميين إلى صنعاء، ولقاء قاة الميليشيا ليس مضيعةً للوقت، فالحوثيون لن ينفذوا اتفاق السويد، لا يعرفون إلا لغة القوة، ولغة السلاح هي أكثر ما تعرفه وتفهمه الميليشيا.
وقال السياسي اليمني، عبدالوهاب طواف، في تصريحات صحيفة اليوم «اليوم مارتن جريفيث وللمرة العاشرة إلى صنعاء؛ لمحاولة إقناع الحوثي بالإفراج عن مواطنين، تم اختطافهم من منازلهم ومقار أعمالهم ومن مساجدهم، كما سيحاول إقناعه بالسماح بإخراج القمح من مطاحن البحر الأحمر وتوزيعها للمواطنين في صنعاء وعمران بحُجَّة قبل أن تتلف في المطاحن».
من جانبه طالب مستشار وزير الدفاع اليمني والخبير العسكري، العقيد يحي أبو حاتم، الحكومة الشرعية بإنهاء ما وصفه بـ«سذاجه ومثالية» في التعامل مع المفاوضات؛ حيث إن الميليشيا لا تفهم إلا لغة الرصاص.
وأضاف أبوحاتم في تصريح لـ"مرجع" «يكفينا سذاجة ومثالية احسموها فالوقت ليس في صالحنا»، مطالبًا بدعم قبائل اليمن في ثورتهم وغضبهم ضد ميليشيا الحوثي.
وشدد الخبير العسكري، على ضرورة توحُّد اليمنيين في وجه الميليشيا، فوحدة الصف والموقف والبندقية، مفتاح النصر ضد الميليشيا.
وأشاد أبوحاتم بالدعم العسكري والاقتصادي والإعلامي من قبل التحالف العربي، بقيادة السعودية والإمارات، قائلا: «قدمت دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية كل الدعم اللازم لليمنيين عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا، ولازالت بنفس الوتيرة من أجل دحْر الحوثي وإنقاذ اليمن من عصابة سلالية».