إبداء القلق..

هذا أقصى ما تملكه الأمم المتحدة في أزمة اليمن

مجلس الأمن

إسلام محمد

في اختبار جديد، يفشل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيت في اجتيازه، لم يستطع الرجل إنفاذ وعوده، التي قطعها على نفسه والقدرات ،التي ادّعاها بشأن حمل الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران على الالتزام بمقررات اتفاق السويد، وغادر العاصمة اليمنية صنعاء صباح اليوم الثلاثاء 12 فبراير2019 متوجهًا إلى الرياض، يجر أذيال الخيبة، كما حدث في جميع المرات السابقة بلا استثناء.

حبر على ورق

وكان المبعوث الأممي، أكد من قبل سوء الوضع الإنساني؛ بسبب تعنت الميليشيات الحوثية، ومنعها الطعام عن الملايين من السكان؛ بحصارها لمطاحن الغلال فى ميناء الحديدة غربى اليمن؛ قائلًا إن الحاجة الملحة للوصول إلى مخازن الحبوب المحاصرة على خط الجبهة فى مدينة الحديدة الساحلية تتزايد، وأن مخازن الحبوب التابعة لبرنامج الأغذية العالمى فى المطاحن المطلة على البحر الأحمر، لا يمكن الوصول إليها منذ أكثر من 5 أشهر، وهي معرضة للتعفن.

 

ورغم ضيق الوقت وحرج الموقف إلا أن المبعوث الأممي ظل يتعامل بنفس هدوئه المعهود وتسامحه المفرط مع الميليشيات، تاركًا أمامهم الكثير من الفرص للمراوغة والتحلل من التزاماتهم، في الوقت الذي يقف فيه بالمرصاد للتحالف العربي والحكومة اليمنية الشرعية.

مماطلة الحوثي

وقد وصل الجنرال مايكل لوليسجارد، رئيس فريق المراقبين الأمميين في لجنة إعادة الانتشار، إلى العاصمة اليمنية صنعاء، وتبعه مارتن غريفيث؛ للقاء قيادات في جماعة الحوثي الانقلابية؛ للتباحث بشأن إعادة الانتشار في الحديدة، وفقًا لاتفاق السويد بين الحكومة اليمنية والحوثيين.

 

لكن ما حدث هو مماطلة من جانب الميليشيات؛ لكسب الوقت بالترافق مع تسريع برامج التجنيد في الحديدة، ومديرية الجراحي، وملاحقة المتهربين من التجنيد.

عدم جدية الأمم المتحدة

من جهته أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني ،«عدم جدية» الأمم المتحدة، بالتعامل الحازم مع المليشيات الانقلابية، معلنًا بأن صبر الشرعية على هذا التلاعب لن يطول.

 

و انتقد في تغريدة له عبر حسابه الرسمي في موقع «تويتر»، البيان الصادر بالأمس، عن المبعوث الأممي، بالاشتراك مع منسّق الشؤون الإنسانية والإغاثة مارك لوكوك، وقال: «لبيان يؤكد عدم جدية الأمم المتحدة بالتعامل الحازم مع المليشيات الحوثية، وصبر الحكومة على هذا التلاعب لن يطول».

 

وأضاف: «البيان المشترك الصادر عن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، والوكيل للشؤون الإنسانية حول الأوضاع في اليمن، يناقض التصريحات السابقة للسيد مارك لوكوك، الذي حمل المليشيات الحوثية المسؤولية عن منع تفريغ مخزون القمح في مطاحن البحر الأحمر، وعرقلة فتح خطوط آمنه للإمدادات الغذائية».

 

واعتبر أن البيان يظهر «انحيازًا واضحًا وفاضحًا لا يجب السكوت عنه، كونه يخالف الواقع على الأرض؛ حيث تستمر مليشيات الحوثي منذ شهرين في تعطيل تنفيذ اتفاقية السويد بشأن الوضع في الحديدة، إعادة الانتشار»، مضيفًا: «كما أنه يتجاهل كل الجهود والتنازلات، التي قدمتها الحكومة والتحالف لتنفيذ الاتفاق».

فشل جديد

وفي ضوء فشل مهمة المبعوث الأممي تعود إلى الواجهة سيناريوهات تم استبعادها مؤقتا خلال الفترة الماضية، وعلى رأسها إعادة الاعتماد على الحسم العسكري؛ للقضاء على آخر بؤرة سيطرة للحوثيين في الحديدة، وهي السياسة التي أثبتت جدواها قبل أن يتوقف القتال من أجل المباحثات.

 

من جانبه أكد الباحث المتخصص في شئون الحركات الشيعية محمد عبادي، أن المنظمة الدولية متكفلة بتوفير المساعدات لنحو 12 مليون شخص فى جميع أنحاء اليمن؛ يكافحون لتلبية احتياجاتهم اليومية من الغذاء، ولكن الميليشيات المدعومة من إيران تمنع موظفي الأمم المتحدة من ممارسة عملهم، ومع ذلك لا يأخذ المبعوث الأممي أي تصرف حاسم في الأمر، ما يُلقي بظلال من الشك على الدور الذي يقوم به ويطرح علامات استفهام كبيرة حول مهمته الحقيقية في اليمن.

 

وتابع في تصريحات للمرجع، أن  جريفيث اكتفى بإبداء قلقه إزاء إمكانية الوصول إلى المطاحن، المحاصرة من ميليشيات الحوثي، فى ميناء الحديدة، قائلاً: إن ضمان الوصول إلى المطاحن هو مسئولية مشتركة بين أطراف الصراع، وهو ما يعني أنه يسوي في خطاباته بين الضحية والجلاد وبين المعتدين الإرهابيين من جهة وبين الشعب اليمني والشرعية من جهة أخرى وهذا حياد بدرجة تواطؤ، لأنه يسوي بين من التزم بالاتفاقات والمواثيق الدولية ومن انتهكها مرارًا.