دعم الشرعية وإدانة التدخلات الإيرانية

ماذا يريد اليمن من القمة العربية؟

تأتي الدورة الجديدة من القمة في وقت يعيش فيه الوطن العربي حالة غليان واضطرابات غير مسبوقة

وكالات (عمان)

يعلق اليمن آمالًا عريضة على القمة العربية المنعقدة في الأردن، للخروج بقرارات تنهي الحرب المندلعة فيه منذ أعوام، إذ يضع حزمة من المطالب على طاولة الزعماء الذين سيجتمعون غدًا الأربعاء في البحر الميت.


وتأتي الدورة الجديدة من القمة، في وقت يعيش فيه الوطن العربي حالة غليان واضطرابات غير مسبوقة، فيما يحل الملف اليمني على رأس تلك الأزمات، نظرًا لحجم التعقيدات التي تحيط به.


دعم الشرعية


وقال وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي: “يأتي التأكيد على أمن واستقرار ووحدة اليمن وسلامة وسيادة أراضيه، ودعم ومساندة الشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، على رأس مطالب بلاده من القمة العربية، خصوصًا في ظل الحلول الأممية المطروحة التي تستهدف المساس بمنصب الرئيس، وتحويل صلاحياته إلى نائب رئيس توافقي يقبل به كل فرقاء الأزمة”.


وقال المخلافي: “سنؤكد خلال القمة أن الحل السلمي في اليمن يستند إلى المرجعيات الثلاث المتفق عليها، والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار 2216، كما سنجدد دعمنا للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد”.


وأضاف أنه “سيطالب القمة بالإدانة الحازمة للإجراءات الأحادية الجانب التي أقدم عليها الحوثيون وصالح، ومنها تشكيل ما يسمى بالمجلس السياسي والحكومة غير الشرعية، ورفضهم المستمر لإجراءات بناء الثقة وعدم إطلاق سراح المعتقلين، وعرقلة جهود المبعوث الأممي”.


كما سيطالب اليمن القمة بـ”الإدانة الحازمة للانتهاكات كافة التي يرتكبها الحوثيون بحق النسيج الاجتماعي اليمني من اغتيالات واعتقالات وتجنيد قسري للأطفال للزج بهم في ميادين القتال، وحصار المدن، وتفجير المساكن ودور العبادة، ومنع تدفق الاحتياجات الإنسانية للمحتاجين والمحاصرين، وزرع الألغام، وعمليات التهجير القسري للسكان، وبيع المواد الإغاثية، ونهب الأموال من البنوك وصناديق المتقاعدين وتسخير ذلك لاستمرار الحرب والدمار”.


وتابع المخلافي أنه في ظل “إصرار الحوثيين على استمرار العمليات العسكرية داخل اليمن، وتهديد حركة النقل والملاحة في الممرات والمياه الإقليمية والدولية، وغيرها من الممارسات التي ترقى إلى جرائم الحرب والتي يعاقب عليها القانون الدولي، سنطالب القمة والمجتمع الدولي باتخاذ موقف سريع وصارم إزاء هذه الانتهاكات، واعتبار أفعال القوى الانقلابية في اليمن، انتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني والمواثيق الحقوقية الدولية كافة”.


إدانة التدخلات الإيرانية


التدخلات الإيرانية الداعمة للحوثيين، ستكون -أيضًا- واحدة من المطالب التي سيقدمها اليمن للقمة العربية لإدانتها.


وذكر المخلافي، أن بلاده ستطالب الدول الأعضاء بـ”إدانة استمرار التدخلات الإيرانية التي تنتهك أمن واستقرار وسيادة اليمن، ودعوة المجتمع الدولي، ممثلاً بمجلس الأمن للضغط على إيران من أجل وقف نشاطها المعادي للشعب اليمني، واحترام سيادة الدولة اليمنية.


وفي مقابل انتقاد الدور الإيراني، سيشيد اليمن في اجتماعات القمة بـ”الدور الذي تؤديه دول التحالف العربي والدول العربية كافة الداعمة للقيادة الشرعية”، حسب وزير الخارجية.


ورغم الدعم السعودي الكبير، ستطالب اليمن بقية الدول العربية والمجتمع الدولي “بتوفير الدعم اللازم في الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية، ليتمكن من مواجهة التحديات العاجلة وخاصة الاحتياجات الإنسانية وبشكل عاجل، لضمان استقرار الأوضاع واستكمال الترتيبات المتعلقة بإنجاز المرحلة الانتقالية”، وفقًا للمخلافي.


ومن المقرر، أن يقدم اليمن خلال اجتماعات وزراء الخارجية وكذلك اجتماعات القمة على مستوى القادة، الأربعاء، عرضها لجهودها المبذولة في مشاورات السلام ومساعيها بإيقاف الحرب وإيصال المساعدات وصرف رواتب الموظفين.


وتحل عقدة إعمار ما دمرته الحرب كواحدة من أبرز الأزمات التي ستعرض على القمة العربية، ووفقًا لتقارير دولية أولية، يحتاج اليمن إلى قرابة 20 مليار دولار لإعمار ما دمرته الحرب.


كما ستعرض الحكومة جهودها لمحاربة التطرف والإرهاب، خصوصًا بعد عودة هجمات تنظيم القاعدة في بعض المحافظات، وكذلك جهودها في إعادة بناء مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية في المناطق المحررة من سيطرة الحوثيين وقوات صالح، جنوب البلاد.


ويشهد اليمن حربًا منذ أكثر من عامين بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي من جهة، ومسلحي الحوثي وأتباع صالح من جهة أخرى، خلفت أوضاعًا إنسانية صعبة جعلت معظم السكان بحاجة لمساعدات، فضلاً عن تسببها بمقتل وجرح آلاف المواطنين، حسب تقديرات للأمم المتحدة.