حزب الله والحوثي..
الزيت الإيراني في الدقيق اليمني لإنتاج كعكة الدم
يشكل حزب الله اللبناني، أحد أذرع إيران الطويلة في المنطقة، ويلعب الحزب دورًا كبيرًا في مد وبقاء نفوذ ايران عبر التلاعب بالمقاومة، فيما يخوض حروبًا ميليشاويةً في سوريا، ويلعب دورًا كبيرًا في دعم الحوثيين في اليمن، وكذلك نقل خبراته العسكرية للميليشيات الموالية لإيران في العراق ودول الخليج، ومنها البحرين.
وقد أبلغت الولايات المتحدة الأمريكية الحكومة اللبنانية رسميًّا قلقها من الدور المتزايد لحزب الله في تغذية الصراعات المسلحة في 3 دول عربية، منها اليمن.
بيان أمريكي
وأوضحت السفارة الأمريكية في بيروت، في بيان لها أمس الثلاثاء، أنّ السفيرة الأمريكية لدى لبنان إليزابيث ريتشارد أبلغت رئيس الوزراء سعد الحريري خلال لقائها به، أن الدور المتزايد لجماعة حزب الله في الحكومة اللبنانية يثير قلق الولايات المتحدة.
ويشارك حزب الله، بـ3 حقائب وزارية في مجلس وزراء الحريري الجديد الذي يضم 30 وزارة، وهو أكبر عدد على الإطلاق تسيطر عليه الجماعة التي تصنفها الولايات كمنظمة إرهابية. ومن بين تلك الحقائب وزارة الصحة التي تعد ميزانيتها رابع أكبر ميزانية في الدولة.
وقال البيان: «إن السفيرة إليزابيث ريتشارد قالت عقب لقاء الحريري إنها كانت صريحة جدًّا.. فيما يتعلق بقلق الولايات المتحدة من الدور المتزايد في مجلس الوزراء لتنظيم يواصل الاحتفاظ بميليشيا لا تخضع لسيطرة الحكومة».
وأضافت، دون أن تذكر حزب الله بالاسم: «إن هذه الجماعة تواصل اتخاذ القرارات الأمنية الوطنية الخاصة بها والتي تعرض باقي البلاد للخطر».
وأردفت السفيرة الأمريكية قائلة: هذه الجماعة «تواصل خرق سياسة النأي بالنفس التي تنتهجها الحكومة اللبنانية؛ من خلال المشاركة في صراع مسلح فيما لا يقل عن 3 دول»، في إشارة إلى تدخل الحزب في تغذية الحروب في كل من اليمن، وسوريا، والعراق.
الحكومة اليمنية
وفي وقت سابق اتهمت الحكومة اليمنية، الأربعاء الماضي، حزب الله اللبناني بتدريب الحوثيين والقتال إلى جانبهم في هجمات على الحدود مع السعودية.
ودعا وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الحكومة اللبنانية الجديدة إلى وقف تدخلات حزب الله في الشأن اليمني وسحب خبرائه ومقاتليه من اليمن.
ونشر الإرياني، على حسابه في «تويتر» فيديو للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، يعترف فيه بوجود عناصر من حزب الله في اليمن، وعلق الوزير اليمني كاتبًا: «التدخل الصارخ في الشأن اليمني والدعم المباشر الذي يقدمه حزب الله اللبناني للميليشيا الحوثية واضح، ليس في مثل هذه التصريحات فقط، بل من خلال وجود خبراء تطوير الصواريخ وصناعة الألغام والعبوات الناسفة والمدربين واحتضان الضاحية الجنوبية لإعلام للميليشيا من قناة المسيرة والساحات».
وأضاف الإرياني، في تغريدة أخرى: «ندعو الحكومة اللبنانية لوقف تدخلات حزب الله في الشأن اليمني وسحب خبرائه ومقاتليه من اليمن، ووقف كل أشكال الدعم الذي يقدمه للميليشيا الحوثية، بما فيها إيقاف قنوات التحريض والفتنة، باعتبارها أنشطة عدائية ضد اليمن وخروج عن مبدأ النأي بالنفس الذي أعلنته لبنان إزاء أزمات المنطقة».
في أغسطس الماضي، زار وفد من ميليشيا الحوثي حزب الله اللبناني، والتقيى الأمين العام للحزب حسن نصرالله في العاصمة اللبنانية بيروت، وهو ما اعتبرته السفارة اليمنية لدى واشنطن؛ لأنه «دليل دامغ على دور حزب الله المزعزع باليمن»، وضمن وفد الحوثيين، والذي تكون من المتحدث الرسمي للحوثيين، محمد عبدالسلام، وعضو المجلس السياسي للميليشيا عبدالملك العجري، ومدير قناة «المسيرة» الحوثية إبراهيم الديلمي.
وقالت السفارة اليمنية في واشنطن، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إن زيارة الوفد الحوثي الأخيرة لزعيم حزب الله، دليل آخر دامغ يُضاف إلى الأدلة الكثيرة الأخرى لدور حزب الله المزعزع للاستقرار في اليمن ودعمه للحوثيين؛ إذ تأتي هذه الزيارة قبل أسبوعين جولة محادثات سلام جديدة في جنيف».
وتناول اللقاء الوضع السياسي في اليمن، والمستجدات الإقليمية والتحولات الدولية، بحسب قناة «المسيرة» الحوثية.
ويعد اللقاء تتويج لدعم حزب الله، لجماعة الحوثي في اليمن؛ حيث يقوم بالإشراف العسكري على الجماعة، وكذلك يتم تدريب الكوادر الإعلامية للحوثيين في قناة «المنار» التابعة للحزب، كما يعد الحزب داعمًا أساسيًّا في تهريب السلاح للحوثيين؛ نظرًا لعلاقة الحزب القوية بحركة تجارة الأسلحة حول العالم.
دعم الخبراء والسلاح
وحسب تقارير استخبارتية وبحثية، يدعم حزب الله ميليشيا الحوثي بالخبراء العسكريين، والسلاح والدعم اللوجستي، وكذلك الدعم الإعلامي والتخطيط السياسي.
وبحسب تقرير صادر عن «مركز أبحاث التسليح في الصراعات» ومقره لندن، فإنه تم العثور على العبوات الناسفة على شكل صخور في اليمن، مشيرًا إلى أنها تحمل أوجه تشابه مع قنابل أخرى استخدمها حزب الله في جنوب لبنان ومتمردون في العراق والبحرين؛ ما يُشير إلى بصمة إيرانية في صنعها، وهو ما يؤكد استمرار الدعم الإيراني لجرائم الميليشيا التي ترتكبها بحق المدنيين، وقوات الجيش الوطني اليمني.
من جانبه، قال كامل الخوداني، المحلل السياسي اليمني، القيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام: إن دور حزب الله التخريبي في اليمن ودعمه ميليشيات الحوثي متعدد الأوجه، ومتصاعد منذ سنوات طويلة، ويلعب الحزب دورًا كبيرًا في تدريب الكوادر العسكرية للحوثيين، وتهريب السلاح لهم، وتقديم الدعم الاستخباراتي والإعلامي والأمني.
وأضاف «الخوداني» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن العلاقات بين الحوثيين وحزب الله، تمتد لأكثر من عقد من الزمن؛ بهدف تأسيس نموذج للحزب في اليمن، وسيطرة الميليشيا على القرار اليمني، بما يخدم المخططات والمشروعات الإيرانية في المنطقة.
وقال: إن لقاء نصر الله والوفد الحوثي، هو دليل على تناغم الجماعات المسلحة التابعة لإيران في المنطقة، فإذا كان حزب الله أعلن صراحةً دعمه للحوثيين، فهناك أيضًا جماعات عراقية مسلحة أعلنت ذلك، وهو ما يشير إلى أن المعركة مع الحوثيين في اليمن تشكل معركة مع إيران، وميليشياتها المسلحة التي تستهدف إسقاط الدولة اليمنية تحت حكم المرشد علي خامنئي.
وطالب المحلل السياسي اليمني، الحكومة اليمنية بالتحرك لدى الدولة اللبنانية والجامعة العربية والمؤسسات الدولية؛ من أجل وقف دعم حزب الله للحوثيين، ووقف دوره التخريبي في اليمن.