لمواجهة العصابات الحوثية الإرهابية..
انتفاضة القبائل اليمنية ضد مليشيات الحوثي تتمدد
تتوالى الضربات التي تستهدف مليشيا الحوثي الموالية لإيران، فبعد انتفاضة قبائل حجور في محافظة حجة وثباتها في معارك ضد الحوثيين، هبت قبيلة "بني مفتاح" ومعها قبائل أخرى في محافظة إب لمواجهة العصابات الحوثية الإرهابية.
آل مفتاح
حيث شهدت مديرية القفر بمحافظة إب اليمنية، اليوم، مواجهات عنيفة بين قبيلة بني مفتاح وميليشيا الحوثي الانقلابية الموالية لإيران، بعد أن حاولت تجنيد أبناء القبيلة بالقوة لتزج بهم في المعركة ضد قوات الشرعية في منطقة الحشا محافظة الضالع.
الحملة الحوثية داهمت منازل المواطنين في عزلة بني مفتاح التابعة لمديرية القفر، بقيادة مشرف المليشيات بمديرية القفر المكنى أبو العباس، وأطلقت الرصاص الحي على المنازل، وأرعبت النساء والأطفال، واعتقلت محمد الحبيشي وهو رئيس منظمة إغاثة إنسانية خلال توزيع مواد غذائية في المنطقة.
وفي الوقت الذي حشدت فيه المليشيات الموالية لإيران قواتها لاستهداف "بني مفتاح"، أعلنت قبائل أخرى النفير العام ووقوفها إلى جانب أبناء بني مفتاح، ورفضهم لسلوك المليشيا الحوثية الذين يحاولون تجنيد أبناء المنطقة بالقوة، خصوصا أن قبائل محافظة إب الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فقدت الكثير من أبنائها بعدما زجت بهم تلك المليشيات في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
ونقل عن شيخ قبائل آل مفتاح نعمان البرح أن القبائل المجاورة أبدت استعداها لمناصرة قبائل آل مفتاح، وأن الانتفاضة ستستمر حتى تحرير المنطقة من مليشيا الحوثي الإرهابية وتخليص البلاد من شرورها.
وأشارت المصادر إلى أن أطقماً حوثية قدمت من محافظة إب دعماً للحملة التي داهمت منطقة بني مفتاح تعرضت لكمين مسلح في منطقة مفرق رهيش سقط على إثرها أحد أفراد المليشيات قتيلاً.
وقد جرت اشتباكات أسفرت عن مقتل ثلاثة من مسلحي الحوثي أحدهم يدعى "بازل التمساح".
وبينت المصادر الصحفية اليمنية، أن المليشيات الحوثية انسحبت من عزلة بني مفتاح بوساطة قبلية قام بها الشيخ عبدالمغني الحافي، قضت بانسحاب الحملة مقابل تسليم المطلوبين إلى مركز مديرية القفر الكائن في منطقة رحاب، والذين لا يزالون يرفضون تسليم أنفسهم.. ولا تزال الأوضاع تشهد توتراً بين الطرفين وسط تحشيدات مسلحة.
قبائل حجور
في سياق متصل، واستمرارا لانتفاضة القبائل ضد الحوثيين الدائرة منذ أسابيع، في منطقة "حجور" بمحافظة حجة شمال غرب اليمن والتي يشن عليها المتمردون الحوثيون حملة عسكرية مكثفة بكافة أنواع الأسلحة، لإخضاعها لسيطرتهم، في مقابل مقاومة شرسة تبديها القبائل لهذه الحملة.
قال مصدر ميداني إن مقاتلي قبائل حجور تصدوا لهجوم شنه المسلحون الحوثيون على جبل النحر شرق منطقة العبيسة في مديرية كشر شمال محافظة حجة (شمال غربي البلاد)، المعارك تزامنت مع غارات جوية شنتها مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، نتج عنها مقتل قيادات حوثية من أبناء منطقة العبيسة.
وأشار إلى أن القادة الحوثيين القتلى سبق وأن تعاونوا مع الحوثيين في السيطرة على المنطقة، وهم يوسف طاهر الدريني وعلي بن ناصر جابر، كما أُصيب زيد حامس الدريني وعبد الله علي حزام الدريني.
كما أسفرت إحدى الغارات عن تدمير عربة مدرعة للحوثيين من نوع BMB، وفي السياق، أسر رجال القبائل ثلاثة مصورين حوثيين يتبعون "الإعلام الحربي" في قناة "المسيرة" المتحدثة باسم الحوثيين، من أجل تصوير مناطق في المديرية والإعلان عن كونها أصبحت تحت سيطرة الحوثيين.
وقد وصل إجرام تلك المليشيات أنها اختطفت امرأة حجورية نزحت وأطفالها الأربعة من منزلهم الواقع شرق كشر إلى منطقة آل عمار بصعدة.
وأكدت مصادر قبلية لـ"يمن الغد" إن الطفل محمد منصور عمير " 10 أعوام" وأمه وثلاث من أخواته نزحوا إلى منزل أخته الكبرى المتزوجة في صعدة، فقامت مليشيات الحوثي باختطافهم.
أهمية حجور
وبحسب مراقبون فإنه في سبتمبر 2014 تمكن الحوثيون من دخول صنعاء بعد سيطرتهم على المناطق ذاتها في حجة وعمران. وبسير التاريخ على هذا المنوال يرى الحوثيون أنه للاحتفاظ بصنعاء، يتحتم عليهم إخضاع حجور، خوفاً من تأثير صمودها على قبائل عمران، والتي لو تحركت، فإن وضع الحوثيين في صنعاء سيكون خطيراً.
وقد سادت لدى الباحثين في الشأن اليمني مسلمة تؤكد أن "عمران هي بوابة صنعاء، وأن من يسيطر على عمران يحكم صنعاء. ونظراً لما لقبائل عمران من صلات وشيجة بقبائل حجور التي تنتمي إلى قبيلة حاشد في عمران، يخشى الحوثيون من تمرد قبيلة حاشد في عمران نصرة لبني عمومتهم في حجور، الأمر الذي سيجعل وضع المتمردين في عمران وصنعاء حرجاً للغاية".
الرسالة واضحة المعالم التي ترسلها هذه القبائل عبر هذه الانتفاضات، أن على الباغي تدور الدوائر وأن الظالم قد ينتصر بشكل مؤقت، ولكنه حتما سينتهي به المطاف مهزوما مدحورا، وهذه هي سنة التاريخ.