الإمارات تصدرت قائمة المساعدات..
تقرير: كيف ساهمت "إعادة الأمل" في تلافي كارثة اليمن؟
أعلنت السعودية والإمارات عن تقديم مليار دولار لخطة الاستجابة الإنسانية التي أطلقتها الأمم المتحدة لعام 2019، لإنقاذ واقع الحياة في اليمن جراء الحرب المستمرة ضد جماعة الحوثيين التي انقلبت على الحكم في البلاد، وذلك كجزء من حملة إماراتية سعودية مكثفة بدأت خلال السنوات الأخيرة لدفع عجلة الحياة في المناطق والمدن المحررة.
وجاء الإعلان بالتزامن مع المؤتمر المنعقد في مدينة جنيف السويسرية، حيث انطلق مؤتمر المانحين لدعم اليمن برعاية أممية. وكانت الأمم المتحدة قد دعت الدول الأعضاء والمؤسسات الحكومية والأهلية إلى الإسهام في المؤتمر بهدف دعم الشعب اليمني.
وقالت الأمم المتحدة إن “خطة الاستجابة الإنسانية لليمن” تدور حول 5 أهداف ذات أولوية أساسية هي مساعدة ملايين السكان على التغلب على الجوع، والعمل على الحد من تفشّي الكوليرا والأمراض المُعدية، وتعزيز كرامة الأسر النازحة، بينما يتمثل الهدف الرابع في تقلیل مخاطر النزوح والعنف ضد المدنيين، أما الهدف الخامس فيتمثل بالحفاظ على قدرة مؤسسات القطاع العام على تقدیم الخدمات الأساسية المنقذة للأرواح.
أكبر نداء استغاثة
وتصف الأمم المتحدة المؤتمر الحالي لحشد الدعم لليمن بأكبر نداء استغاثة إنساني موحد للبلد الذي دمرته الحرب.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي: “إن الأمم المتحدة وشركاءها في العمل الإنساني أطلقوا، في 18 فبرایر/شباط الجاري، خطة الاستجابة الإنسانية لليمن، التي تسعى إلى الحصول على 4.2 مليارات دولار لتوفير المساعدات المنقذة للأرواح إلى 21.4 مليون شخص هذا العام”.
وأضافت: “هذا هو أكبر نداء استغاثة إنساني موحّد لليمن تمت الدعوة إليه على الإطلاق”، وتابعت: “أسهمت 4 سنوات من الصراع المتواصل في تحويل اليمن إلى أسوأ أزمة إنسانیة في عصرنا”.
ويعقد مؤتمر المانحين برعاية الأمم المتحدة وسويسرا والسويد، وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ووزيرة خارجية السويد مارجو وولستروم، والمستشارة الفيدرالية سيمونيتش سوماروجا، وعدد كبير من الوزراء والمسؤولين من أنحاء العالم، وبمشاركة رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك.
السعودية والإمارات تستعدان بالحصة الأكبر
وعدت دولتا السعودية والإمارات -اللتان تقودان الحملة العسكرية لإعادة الشرعية في اليمن، بعد أن سلبها الحوثيون- بالحصة الأكبر من المبلغ المقترح لإنقاذ الواقع الإنساني المتردي في البلاد، بالتزامن مع جهود أممية مريرة لإحلال السلام، ورغم رفض الحوثيين حتى اللحظة الاستجابة لنداء الاستقرار بالانسحاب من أهم مدن البلاد – الحديدة.
وقال عبد الملك إن الحوثيين يتعمدون نهب المساعدات الإنسانية المتعاقبة على اليمن.
وأعلن مدير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، عبدالله الربيعة، عن تبرع السعودية بمبلغ 500 مليون دولار، لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية.
وبالمثل، قالت وزيرة الدولة الإماراتية للتعاون الدولي ريم الهاشمي إن الإمارات تتخذ كل الخطوات الممكنة لمساعدة اليمنيين للتغلب على محنتهم، وأعلنت تقديم بلادها مبلغ 500 مليون دولار لمساعدة اليمنيين.
فيما أعلنت الكويت تخصيص 250 مليون دولار لصالح الخطة.
الإمارات في ريادة الإغاثة
المبلغ الإماراتي المعلن لصالح الحملة الأممية الجديدة ليس إلا جزءًا بسيطًا من حجم المساعدات الإنسانية الإماراتية لصالح الشعب اليمني خلال سنوات الصراع.
ووفقًا لتقارير عام 2018، حصلت الإمارات على المركز الأول عالميًا كأكبر دولة مانحة في تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة إلى الشعب اليمني، كمساعدات تنفذ بشكل مباشر، فيما حلت السعودية في المركز الثاني في كبرى الدول المانحة لدعم خطة الأمم المتحدة الإنسانية لليمن للعام ذاته.
وبلغت المساعدات الإنسانية الإماراتية المقدمة لليمن من بداية عام 2018 إلى 5 أغسطس/آب 2018 ما مجموعه 1.02 مليار دولار أمريكي.
ومن ضمن هذه المساعدات الإماراتية 466.5 مليون دولار كاستجابة لخطة الأمم المتحدة الإنسانية لليمن و198.8 مليون دولار كمساعدات إنسانية مباشرة.
ومنذ إبريل/نيسان 2015 إلى يوليو/تموز 2018، بلغت مساعدات أبو ظبي لليمن 3.81 مليار دولار، تنوعت على قطاعات عدة أبرزها المساعدات الإنسانية العاجلة، إضافة الى المساعدات التنموية، وجهود إعادة الإعمار في عدد من المحافظات اليمنية المحررة، وتوفير سبل المعيشة والاستقرار في العديد من المجالات.
وأخذت الإمارات على عاتقها مهمة التنمية وتحسين سبل العيش الكريم لليمنيين منذ بداية الصراع ضد الحوثيين وذلك عبر أذرعها المختلفة، أبرزها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي نفذت على مدار الأعوام الفائتة حتى وقتنا هذا آلاف المهمات الإنسانية والتنموية لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي يتم تحريرها من قبضة الحوثيين.
وتشير أرقام آخر السنوات إلى استحواذ كل من الإمارات والسعودية على الصدارة في مساعدة اليمن ماليًا، عبر برامج الأمم المتحدة.
ووفقًا لإعلان إماراتي خلال العام الفائت، تجاوزت المساعدات المقدمة من السعودية والإمارات، منذ بداية عاصفة الحزم وإعادة الأمل 16 مليار دولار.