بناء أول مفاعل نووي في الرياض..
تقرير: واشنطن توضع خطوط حمراء أمام النووي السعودي

بلومبيرغ: السعودية قريبة من إتمام بناء أول مفاعل نووي في الرياض
سارعت الولايات المتّحدة الأميركية إلى وضع خطوط حمراء أمام مساعي المملكة العربية السعودية إلى امتلاك التكنولوجيا النووية، وذلك بمجرّد رواج أنباء مدعّمة بما يفترض أنّه صور أقمار صناعية عن قرب استكمال المملكة بناء مفاعل نووي قرب العاصمة الرياض.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الجمعة، في حوار مع قناة “سي.بي.أس” الأميركية إنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب لن تسمح للسعودية بأن تصبح قوة نووية وتهدّد إسرائيل.
ولم يبيّن بومبيو ما إذا كانت واشنطن تسعى إلى منع امتلاك السعودية للتكنولوجيا النووية بالمطلق، أي أن المنع ينسحب على الاستخدامات السلمية للنووي، لكنّ مصادر علّقت على الخبر، قالت إنّ تصريحات الوزير الأميركي تتوافق مع خطاب إدارة ترامب في الوقت الحالي والذي تحرص من خلاله على التشديد على دعمها المطلق لتلّ أبيب والتزامها الكامل بأمنها.
كما لا يُستبعد أن يكون الكلام موجّها للداخل الأميركي في ظل الصراع الذي يخوضه البيت الأبيض مع الكونغرس حول تمكين السعودية من التكنولوجيا النووية، حيث عبر العضوان بمجلس الشيوخ بوب مينينديز وماركو روبيو بيري عن قلقهما من تطوير الرياض لأسلحة نووية.
وكان موقع بلومبيرغ قد نشر قبل يومين تقريرا بناء على ما قال إنّه صور للأقمار الصناعية بيّن من خلاله أن السعودية قريبة من إتمام بناء أول مفاعل نووي لها غرب مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا في الرياض.
وصرّح المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، روبرت كيلي، للموقع ذاته، بأن هناك احتمالا كبيرا للغاية بأن هذه الصور تظهر أول منشأة نووية في السعودية، فيما كانت وزارة الطاقة السعودية قد أعلنت في بيان لها أن الغرض من المنشأة هو المشاركة في أنشطة علمية وبحثية وتعليمية وسلمية، وأن بناء المفاعل يجري بشفافية، وأن المملكة وقّعت على كل الاتفاقيات الدولية المتعلقة بعدم الانتشار النووي، مؤكدة أن المنشأة مفتوحة للزوّار.
وكشفت مصادر مطلعة في وقت سابق أن السعودية تعتزم طرح عطاء بمليارات الدولارات في العام المقبل لبناء أول مفاعل كهرباء نووية لها، وأنها تجري مناقشات بشأن المشروع مع الولايات المتحدة وموردين آخرين محتملين.
ويريد أكبر بلد مصدر للنفط في العالم تنويع مزيج الطاقة لديه، مضيفا الكهرباء النووية لكي يستطيع إتاحة المزيد من الخام للتصدير، لكن الخطط تواجه تدقيقا من واشنطن بسبب الاستخدامات العسكرية المحتملة للتكنولوجيا.
وتقول السعودية، الطامحة لتعدين اليورانيوم، إن خططها سلمية، لكن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أشار العام الماضي إلى أن بلاده ستصنع أسلحة نووية إذا فعلت إيران.
وقال أحد المصادر المطلعة على خطط السعودية في مجال الطاقة النووية لوكالة رويترز إن “المملكة تواصل اتخاذ خطوات مدروسة تماما للأمام ولكن بوتيرة أبطأ مما كان متوقعا بادئ الأمر”. وسبق أن قال المسؤولون السعوديون إنهم يستهدفون اختيار مورد في أواخر 2018 ثم تأجل الموعد إلى العام الحالي.
وحدد المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية روبرت كيلي موقع المفاعل السعودي الأول، قائلا لوكالة بلومبيرغ إنه “عبارة عن مفاعل أبحاث صغير بقدرة 30 كيلوواط، وأنه على وشك الاكتمال”. ويعتقد كيلي، الذي قاد مختبر الاستشعار عن بعد التابع لوزارة الطاقة الأميركية، أن المشروع سيكون جاهزا خلال عام واحد.