جلسة البرلمان اليمني..

اليمن: الحوثي في ورطة وبشائر نهاية الانقلاب تقترب

أهمية جلسة مجلس النواب اليمني هذه في أنها الأولى بعد انقطاع استمر 4 سنوات

حسام السبكي

لأول مرة، منذ 4 سنوات، تلت الانقلاب، الذي قامت به ميليشيات إيران المتمردة، انعقدت جلسة تاريخية للبرلمان اليمني، متخذة من مدينة سيئون في محافظة حضرموت، بمشاركة القيادة السياسية العليا في البلاد، ممثلة في الرئيس اليمني الانتقالي عبد ربه منصور هادي، والتي وصفت بالتحدي الكبير للحوثي ومؤامراته على الدولة اليمنية.

جلسة تاريخية


مع صبيحة اليوم السبت، الموافق للثالث عشر من أبريل من العام 2019، انعقدت أولى جلسات البرلمان اليمني، التي توقفت منذ عام 2015، عقب الانقلاب المفاجئ والغادر الذي قامت به ميليشيا الحوثي الانقلابية، والذي أسفر عن احتلالهم للعاصمة اليمنية صنعاء.

وفي جلسة، وصفت بـ "غير الاعتيادية"، اجتمع 141 نائبًا في البرلمان اليمني، بقرار من الرئيس اليمني الانتقالي عبد ربه منصور هادي، احتضنتها مدينة سيئون في محافظة حضرموت، شهدت انتخاب سلطان البركاني رئيسًا للمجلس بالاقتراع المباشر من الأعضاء الحاضرين.

ويأتي انعقاد هذه الجلسة بعد اكتمال النصاب القانوني للبرلمان المكون من 301 مقعدا.

وتكمن أهمية جلسة مجلس النواب اليمني هذه في أنها الأولى بعد انقطاع استمر 4 سنوات، عقب اندلاع الحرب بين القوات الشرعية في البلاد وميليشيات الحوثي الإيرانية التي انقلبت على الشرعية في العام 2014.

ويعد انعقاد الجلسة الاستثنائية للبرلمان، وعودته للحياة، صفعة قوية لميليشيات الحوثي الانقلابية، التي ظلت على مدى 4 أعوام تختطف العشرات من أعضاء البرلمان، وتعقد جلسات شكلية في صنعاء.

واستبق المتمردون الحوثيون التئام البرلمان في سيئون، باقتحام منازل بعض أعضاء البرلمان، على رأسهم منزل البركاني نفسه، لكن تهديدات الحوثيين باقتحام منازل النواب ومصادرة أملاكهم، لم يمنعهم من التوجه الى حضرموت والمشاركة في الجلسة.

من المفيد هنا، الإشارة إلى أن مصادر برلمانية في العاصمة صنعاء، تتحدث حول كون أكثر من 30 نائباً يرغبون في مغادرة صنعاء، غير أن الميليشيات الحوثية فرضت عليهم الإقامة الإجبارية، وهددت باستهداف ممتلكاتهم واعتقال أقاربهم، إذا غادروا إلى مناطق سيطرة القوات الشرعية.

البركاني رئيسًا


كما ذكرنا، فقد شهدت الجلسة الاستثنائية لمجلس النواب اليمني، انتخاب سلطان البركاني رئيسًا للبرلمان، والذي بدوره، أكد أن اجتماع المجلس اليوم في مدينة سيئون في محافظة حضرموت، يعد إسهاما في تطبيع الأوضاع بالمناطق المحررة في اليمن.

وخلال كلمته أمام أعضاء البرلمان، أشار البركاني أن الانقلاب الحوثي يسعى لإخضاع اليمنيين تنفيذًا للمشروع الإيراني.

وحذر البركاني من أن المشروع الحوثي يهدد كل دول المنطقة، داعيا الدول العربية إلى دعم المجهود الحربي للشرعية في اليمن، قائلا في الوقت نفسه: "نمد يدنا للسلام باعتباره الخيار الاستراتيجي الأصيل".

وأعرب رئيس البرلمان اليمني عن شكره للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لنصرة الشعب اليمني، مشيدا بالدور الملتزم الذي تؤديه دول التحالف.

ووجه رئيس البرلمان اليمني، دعوته إلى الوزراء والمسؤولين للعودة الى عدن والقيام بمهامهم من العاصمة المؤقتة للبلاد.

كما دعا البركاني رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي الى إصدار قرار بالعودة لكافة قيادات الدولة للقيام بمهامهم من العاصمة المؤقتة للبلاد.

رسائل هادي


حرص الرئيس اليمني الانتقالي عبد ربه منصور هادي، الذي قاد الجلسة التاريخية للبرلمان اليمني، اليوم السبت، على توجيه جملة من الرسائل إلى الداخل والخارج، بشأن الأوضاع في البلاد، ومستقبل العملية السياسية.

وفي مستهل كلمته، أكد هادي إن انعقاد جلسة البرلمان اليمني، يأتي في لحظة فارقة، ويعكس تآكل المشروع الحوثي وعزلته عن الشعب.

وبحسب "سكاي نيوز"، أضاف هادي، أن ميليشيا الحوثي الإيرانية لا تفهم لغة السلام وتمارس الخداع والتضليل.

ودعا الرئيس اليمني الانتقالي ، أعضاء البرلمان، إلى العمل على فضح جرائم الانقلاب الحوثي، مبينًا إن الحوثيين اختاروا طريق الشر ودمروا مؤسسات الدولة اليمنية ومنها البرلمان.

وأضاف هادي: "الحرب ليست خيارنا، بل واجبنا تجاه وطننا وشعبنا، وعلينا أن ندافع عن أمننا واستقرارنا"، داعيًا أبناء الشعب اليمني إلى عدم فقدان الأمل من جراء الممارسات الحوثية.

وطالب  المجتمع الدولي بالعمل من أجل إنهاء رفض المتمردين الحوثيين لجهود السلام، والعمل على وقف انتهاكاتهم، مشيرا إلى تعنت الحوثيين بشكل متكرر ومساعيهم في عرقلة جهود السلام.

ردود الأفعال


حظيت الجلسة التاريخية لمجلس النواب اليمني، بزخم كبير، على مستوى ردود الأفعال، اليمنية والعربية، جاءت أولها من السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، الذي اعتبر انعقاد البرلمان اليمني خطوة تؤكد عزيمة الشعب اليمني على استعادة دولته وإنهاء مشروع ميليشيا الحوثي.

وقال آل جابر في تغريدة: "أهنئ فخامة الرئيس اليمني الانتقالي ونائبه وحكومتة، والشعب اليمني الكريم على انعقاد جلسة مجلس النواب اليمني بعدد فاق النصاب القانوني،كما أهنئ رئيس مجلس النواب وهيئة رئاسته على انتخابهم. وفي خطوة تؤكد عزيمة الشعب اليمني على استعادة دولته وإنهاء مشروع الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران".

من جانبه، طالب رئيس البرلمان العربي، مشعل السلمي، السبت، بإجراءات عاجلة وعملية لحماية أطفال اليمن من جرائم الحوثيين.

وقال السلمي، في أول اجتماع للبرلمان اليمني منذ انقلاب الحوثيين: "نطالب المجتمع الدولي بمواجهة العدوان الإيراني السافر على اليمن".

وهنأت وزارة الخارجية الأمريكية، البرلمان اليمني لانعقاده اليوم للمرة الأولى منذ عام 2014، مؤكدة أن انعقاد الجلسة خطوة مهمة من قبل الحكومة اليمنية لتقوية الحكومة الشرعية وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة.

بدوره قال المحلل السياسي "علي البخيتي": "مجلس النواب هو الرافعة لأي تغييرات مستقبلية؛ ومن سيمنح الشرعية لأي تعديلات في السلطة والقيادة؛ ومن سيمنح الثقة للحكومة ويراقب سير عملها ولو بالقدر اليسير".

‏وأضاف في تغريدة له: "انعقاد المجلس هو الطريق الأمثل للبدء باستعادة دولة المؤسسات؛ وهو من سيسحب البساط من مطرقة الراعي التي منحت الحوثيين شرعية ما".

وأكد المحلل السياسي "يحيي التليدي"، أن انعقاد البرلمان اليمني اليوم في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت هو انتصار للشرعية اليمنية بسحب آخر مؤسسة دستورية من مناطق الانقلاب الحوثي بصنعاء.

وفي السياق ذاته قال الإعلامي السوري عبدالجليل السعيد، إن "مؤسسات الشرعية اليمنية بفضل التحالف العربي تقوى يوماً بعد يوم ...الحوثة يندحرون و ينكسرون بعد أن إنعقدت جلسة البرلمان اليمني لأول مرة منذ أربع سنوات