بوادر عودة مؤسسات الدولة..
الرئيس اليمني: لهذا السبب الانقلاب الحوثي يتآكل
أكد اجتماع مجلس النواب اليمني الذي عقد السبت لأول مرة منذ أربع سنوات، أن بوادر عودة مؤسسات الدولة في اليمن بدأت تلوح في أفق الأزمة التي يغرق فيها اليمن منذ سنوات، إذ قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إن هذا الاجتماع إشارة إلى أن المشروع التخريبي للجماعة الحوثية المتمردة “بدأ يتآكل يوما بعد آخر”.
واجتمع في مدينة سيئون، ثانية كبرى مدن محافظة حضرموت شرقي البلاد، نواب البرلمان وهو الاجتماع الأول لهم منذ ربيع العام 2015، حيث لم يجدد أعضاء البرلمان اليمني البالغ عددهم 301، المنتخبون في 2009 لولاية من ست سنوات، بسبب الحرب بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين.
وأكد وزير الإعلام معمر الأرياني، على تويتر، أن 145 نائبا شاركوا في جلسة السبت في سيئون بحضور الرئيس اليمني.
١-انعقاد جلسة #مجلس_النواب في دورة انعقاد غير اعتيادية صباح اليوم بسيئون محافظة حضرموت وانتخاب رئيس وهيئة رئاسة المجلس حدث وطني وتاريخي وخطوة مفصلية في معركة استكمال بناء مؤسسات الدولة وإسقاط الانقلاب،وقيام المؤسسات الدستورية بدورها الوطني في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ اليمن
وأكد الرئيس هادي، في خطاب ألقاه خلال الجلسة الافتتاحية للبرلمان، أن دورة مجلس النواب الاستثنائية “تعقد في لحظة تاريخية بالغة الأهمية”. واعتبر أن “اليمنيين اليوم يستعيدون إحدى أهم مؤسسات دولتهم”.
وخلال جلسة السبت، تم اختيار سلطان البركاني رئيسا للبرلمان بالإجماع. وعقب اختياره، أعلن البركاني فتح باب الترشح لانتخاب هيئة رئاسة البرلمان.
وطلب البركاني من كافة الوزراء والمسؤولين والقيادات العودة وإدارة شؤون البلاد من العاصمة المؤقتة. كما دعا الرئيس هادي إلى إصدار قرار بالعودة إلى كافة قيادات الدولة للقيام بمهامها من عدن. وطالبها بحشد جميع الإمكانات لرفع المعاناة عن الشعب اليمني.
ويعتبر مراقبون أن اجتماع مجلس النواب السبت، دليل واضح على بداية عودة المؤسسات في اليمن، وإحدى بوادر استعادة أركان الدولة في اليمن بعد غيابها منذ سنوات. وأرجع هؤلاء أسباب تفاؤلهم بعودة الدولة في اليمن إلى الاهتمام الكبير باجتماع مجلس النواب إلى جانب الحضور الإعلامي العربي والعالمي لتغطيته.
وحضر الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب اليمني رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي ومبعوث الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي لليمن وسفراء السعودية والإمارات والبحرين وكوريا الجنوبية وممثلة منظمة التعاون الإسلامي وعدد من وزراء الحكومة اليمنية.
ويواصل مجلس النواب جلساته، الأحد، لاستكمال انتخاب اللجان الفرعية، ومناقشة موازنة الحكومة لعام 2019 وإقرارها.
واتهم الرئيس هادي جماعة أنصار الله الحوثية بـ”تجاهل دعوات السلام” وبـ”التعنت والمناورة ووضع العراقيل لإفشال جهود إنجاز سلام شامل”.
وأشار إلى أن “تعنت الحوثيين يؤكد حقيقة المشروع المدمر الذي تحمله الجماعة التي رهنت نفسها للخارج”.
وقال إن “انعقاد المجلس يشير بوضوح إلى أن هذا مشروع الحوثيين المدمر يتآكل يوما بعد آخر، وأن عنصريتهم قد عزلتهم عن جموع الشعب وتياراته، ولم يعد معهم أحد إلا من كان تحت الإكراه”.
ودعا الرئيس هادي “المجتمع الدولي ورعاة السلام في اليمن، إلى وقف مماطلة ورفض الحوثيين لجهود السلام، والضغط لإيقاف الحرب”.
وأضاف “جهودكم على المحك، نحن نريد السلام، ونسعى من أجله، لكن هذه الميليشيات لا تفهم لغة السلام”.
رئيس مجلس النواب اليمني يطلب من الوزراء والمسؤولين والقيادات العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن، وإدارة شؤون البلاد على أرض الواقع، وحشد جميع الإمكانات لرفع المعاناة عن الشعب اليمني
من جانبه، أكد البركاني أن إيران تسعى عبر المشروع الحوثي إلى تثبيت نفوذها من اليمن إلى لبنان.
وأضاف “مصممون على هزيمة انقلاب الحوثيين ليستعيد الشعب اليمني دولته”، مشيدا بدور التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية في وجه الانقلاب.
ويتأكد تعنت المتمردين وتقويضهم لكل جهود إحلال الأمن والسلام في اليمن من خلال عقد مجلس مواز يضم أنصار الحوثيين لجلسات منتظمة في صنعاء.
ونظم الحوثيون السبت، انتخابات جزئية لاستبدال 24 نائبا بعد وفاة وانشقاق نواب سابقين. وتجري انتخابات الحوثيين في صنعاء ومناطق أخرى تحت سيطرة المتمردين.
وكان الحوثيون قد خرقوا اتفاقا مع الحكومة يقضي بوقف إطلاق النار وسحب القوات من ميناء الحديدة وتبادل للأسرى تم توقيعه في ديسمبر الماضي، ويهدف إلى تمهيد الطريق لمفاوضات سياسية أوسع وتشكيل حكومة انتقالية لإنهاء الحرب.
والحرب في اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربيّة، مستمرة منذ 2014 بين المتمرّدين الحوثيّين المدعومين من إيران، والقوّات الموالية للحكومة المدعومة من التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية وبمشاركة القوات الإماراتية.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، السبت، إن “3.3 ملايين شخص أصبحوا نازحين في بلدهم”، وأن 25 بالمئة من الأطفال باتوا خارج مدارسهم