نقاش مهم في الرياض..
اليمن: وصفة سعودية لـ"إصلاح بيت الشرعية" من الداخل
الكثير من الإمكانات، مالية ونوعية، الكثير جداً منها أتيح وتوافر لقيادة الشرعية اليمنية في السنوات الأربع الأخيرة، لإنجاز هدف مزدوج اقتصادي وعسكري. وبعد أربع سنوات لا يزال على الشرعية أن تفكر في إجابة شافية أين وكيف ذهبت وتذهب الإمكانات هدراً من دون عوائد ميدانية واقتصادية تنعكس على جبهات التحرير والاقتصاد.
إذا لم تكن المشكلة في الأموال فإنها تكمن في الأعمال أو في العمل ارتجالاً، وانعدام الرؤية والشفافية، وجدول أعمال مرحلي بأولويات محددة والتزام صارم وتقييم وتقويم مستمرين. وهذا يشمل انعدام شروط العمل وطنياً بجماعية وشراكة، والتعافي من الأنانية والتهميش والاستئثار الفئوي والحزبي بالوظيفة العامة وجاء هذا غالباً على حساب الكفاءة والجودة والإنجاز.
في أجواء هذه المعطيات والنقاشات على خلفية ما مضى وما هو كائن واستشرافاً لما ينبغي أن يكون لتغيير المعطيات وتحريك دولاب التحرير والإدارة الحكومية والاقتصادية في آن، يكتب ويقدم عضو مجلس الشورى السعودي عبدالله السعدون رؤية موجزة ومكثفة أو ما يمكن اعتبارها وصفة عملية للبناء عليها تحدد معالم طريق ومهام أولويات على صفة الاستعجال والضرورة أمام الشرعية والحكومة اليمنية.
النقاش والمقال مهم من كاتب ومسئول سعودي، ونشرته صحيفة الرياض وهي الجريدة الرسمية الأولى في المملكة، وأهمية زائدة من كونه عضواً في مجلس الشورى وعلى صلة برسم السياسات وبالنقاش في الدوائر السعودية واليمنية حول إعادة تقييم العمل وتشخيص المشاكل والعلل ومكامن الاختلالات بصدد ما يسميه "إصلاح بيت الشرعية من الداخل".
ومن ثم فهو يقدم مقترحات محددة ومهام واضحة على جدول أعمال القيادة الشرعية والحكومة اليمنية: "على الحكومة الشرعية أن تصلح بيتها من الداخل، وتبدأ بتأهيل كوادرها فنياً وإدارياً، واختيار أفضل الكفاءات وأكثرها نزاهة وحباً لليمن، مع الحرص على من يتمتع بالحس الوطني بعيداً عن الأنانية أو المصالح الشخصية".
يمر على ذكريات جميلة من عمله كمدرب طيران في صنعاء وذكرياته في اليمن من صنعاء إلى تعز ومن زاوية "طير مالك والبكا" يكتب معنوناً "يا شعب ما لك والشقاء؟" وهو يعرض عناوين أزمات ومشاكل يمنية متراكمة من المياه إلى القات والريال والعلاقات مع الجيران. لكنه يصل إلى الفكرة والغرض من موضوعه قيد الكتابة والعرض مسترشداً أو مستشهداً بالمثل "إذا وجدت نفسك في حفرة فأفضل شيء هو أن تتوقف عن المزيد من الحفر".
وقبل أن نعرف ما يحتاجه اليمن الآن، لنعرف ما لا يحتاج إليه اليمن، بحسب الكاتب وعضو مجلس الشورى في المملكة، فاليمن لا يحتاج إلى: جلب المزيد من المذاهب التي تؤصل للفرقة والتناحر والبغضاء بين أبناء الشعب الواحد. ولا إلى إحياء متناقضات الماضي لتتصارع على أرض اليمن نيابة عن شيوخ مؤدلجة أو ملالٍ فقدت حسها الإنساني؟ ولا إلى المزيد من زرع الألغام التي تتربص بأبنائه ومواشيه سنين طويلة، ولا إلى صواريخ أو طائرات مسيرة يرسلها لجيرانه.
و.. "اليمن ليس بحاجة إلى حكومة داخل حكومة كما هو في لبنان حيث اختطف حزب الله القرار السياسي والاقتصادي، واليمن ليس بحاجة إلى إيران ولا حتى لدول الغرب أو الشرق بمقدار حاجته لجيرانه الأغنياء الذين لديهم القدرة على التنمية واستيعاب المزيد من أبناء اليمن، وزيادة التبادل التجاري، والعمل على دخول مجلس التعاون."
وعلى جدول أعمال وطاولة المرحلة نقتبس بالنص:
اليمن بحاجة إلى أشياء كثيرة لكنني أرى أن من أهمها:
أولاً: الحكومة الشرعية هي الأمل في بسط نفوذ الشرعية وتجريد الحوثيين من أسلحتهم مع بقائهم مكونًا من مكونات المجتمع اليمني، وجعل دورهم يتناسب ونسبتهم من الشعب اليمني وهي تقارب 5 % فقط فكيف تتحكم بمقدرات اليمن وترتهنه لحكومة خارجية طامعة، وهذا يتطلب أن تصلح الحكومة الشرعية بيتها من الداخل وتبدأ بتأهيل كوادرها فنياً وإدارياً واختيار أفضل الكفاءات وأكثرها نزاهة وحباً لليمن، مع الحرص على من يتمتع بالحس الوطني بعيداً عن الأنانية أو المصالح الشخصية، والعمل على إيجاد ائتلاف سياسي موحد يجمع كل الأحزاب في اليمن لمواجهة المد الحوثي ومحاصرته، ومن أهم الخطوات توحيد جبهة المواجهة في كيان واحد يحسم الحرب على أرض الواقع ويقنع الحوثيين أنه لا طائل من المماطلة ومواصلة التعنت.
ثانياً: لا بد من التأكيد على أن أمن اليمن من أمن جيرانه، وأن اليمن عاش أفضل فترات أمنه وقوة اقتصاده حين كانت علاقته بالمملكة مميزة، ومنها على سبيل المثال قيمة الريال اليمني، حيث كانت تساوي ريالاً سعودياً إلا ربعاً، وتغيرت كثيراً بعد غزو الكويت وبدء الجفاء مع دول مجلس التعاون. اليوم تبذل المملكة والإمارات العربية المتحدة جهوداً كثيرة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني، لكن يجب أن يدرك كل إنسان في اليمن أن التعاون الحقيقي والتنمية سيأتيان بعد وقف الحرب وزوال أسبابها.
في الحديث إشارات مهمة إلى مآخذ واختلالات كثيرة وكبيرة تؤخذ على أداء وطريقة عمل وارتجال الشرعية/ عرض لها بالإشارة مستغنياً بها عن العبارة، واللبيب مخاطب بالفهم.