متهم بالتورط في تصفية ضباط إماراتيين..
تقرير: لماذا منع وزير الرياضة نائف البكري من العودة إلى عدن
لا تزال ملابسات قضية اغتيال النقيب في الجيش الإماراتي، هادف حميد الشامسي الذي تم تصفيته في مدينة عدن، جنوبي اليمن، في 17 أكتوبر عام 2015 حبيسة لأدراج التحقيقات والتحريات الأمنية رغم مرور أكثر من ثلاثة أعوام على الحادثة.
تصفية الشامسي، التي وثقتها إحدى كاميرات المراقبة في مكان الحادثة لم تكن بالقدر الكافي الذي يسمح بالتعرف على منفذي العملية، فيما ما تزال الأجهزة الأمنية تتحفظ على إعلان نتائج التحقيقات حتى اليوم.
عقب عملية الاغتيال، تحدثت مصادر إعلامية عن مقتل ضابط إماراتي في عدن، وهو ما خالف الرواية الأمنية المحلية آنذاك والتي وصفت الرجل بالموظف في الهلال الأحمر الإماراتي وبأنه قتل على يد مسلحين مجهولين.
لاحقا أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة استشهاد أحد جنودها، النقيب هادف حميد الشامسي، المشارك ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في عملية "إعادة الأمل" باليمن، غدرا برصاص مجهولين في مدينة عدن.
الضابط الشامسي صورة عن البيان الإماراتية |
البكري ..متهم رئيس!
ونقلت وكالة "ديبريفر" الدولية للأنباء عن مصادر تأكيدها نايف صالح البكري وزير الشباب والرياضة الحالي، محافظ عدن الأسبق، هو المتهم الرئيس في قضية مقتل الضابط الإماراتي الشامسي، عبر مجموعات جهادية تتبع "أبى جهاد" الكنية التي اشتهر بها الوزير البكري نسبة إلى ولده جهاد.
وتؤكد أطراف سياسية ونشطاء في اليمن أن "أبو جهاد" له علاقة واسعة بالتنظيمات الإرهابية لاسيما تنظيم القاعدة في جنوبي اليمن.
وتداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي مقاطعا للمحافظ السابق لمدينة عدن "أبو جهاد" وهو يردد الأهازيج والأناشيد الجهادية التي تظهر عادة في عمليات الاغتيالات والاعدامات التي توزعها التنظيمات الإرهابية، وهو ما أثار جدلاً واسعاً بين مدافع ومهاجم عن ظهور نائف البكري بتلك الصورة التي توحي بتأييده للإرهابيين.
القيادي السلفي في المقاومة الجنوبية هاشم السيد اتهم في لقاء تلفزيوني على قناة أبو ظبي البكري بـ"التقية" وإخفاء ما يبطنه من ولاء لجماعة الأخوان المسلمين التي ينتمي إليها رغم أن الأخير كتب براءته من الأخوان مرتين، إلا أن أفعاله تناقض أقواله حد وصف السيد.
وما تزال قيادة التحالف العربي في اليمن تمنع وزير الشباب والرياضة في الحكومة اليمنية "الشرعية"، نائف البكري من العودة إلى عدن، في وقت شهد عودة معظم وزراء هذه الحكومة إلى هذه المدينة التي تتخذها عاصمة مؤقتة للبلاد.
وتؤكد مصادر "ديبريفر" أن مقتل الضابط في صفوف القوات المسلحة الإماراتية الشامسي، هو سبب عدم منح التحالف للوزير البكري بالعودة إلى اليمن، والإقامة الجبرية في العاصمة السعودية الرياض التي لايستطيع أن يغادرها إلا بإذن السلطات في المملكة.
أحداث عدن
مصدر مقرب من الوزير البكري كشف لوكالة "ديبريفر" الدولية، السر وراء الاهتمام الخاص الذي يحظى به نائف البكري من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وأكد المصدر أن البكري دفع بمجاميع مسلحة بعضها ينتمي لتنظيم القاعدة، للدفاع عن القصر الرئاسي في منطقة "معاشيق" خلال أحداث يناير 2018 حين حاولت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي القيام بانقلاب عسكري للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء السابق الدكتور احمد عبيد بن دغر، وذلك ما جعل الرئيس هادي يولي اهتمام خاص بالبكري.
الدعم المالي للبكري
شقيق نائف البكري، الشيخ علي صالح البكري وهو مستثمر يمني معروف في الإمارات |
وكشفت "ديبريفر" عن المصدر الرئيسي للدعم المالي الذي يتلقاه نائف البكري، مؤكدةً أن هناك تناقض غريب في مسألة المصدر المالي للبكري الذي يعادي دولة الإمارات العربية المتحدة، لكن مصدر تمويله الرئيسي يأتي من الإمارات ذاتها، حيث يقيم شقيق نائف البكري، الشيخ علي صالح البكري وهو مستثمر يمني معروف في الإمارات، ومدير مجموعة البكري التجارية، ويتنقل بين العاصمة السعودية الرياض والعاصمة الامارتية أبو ظبي.
وهاجم البكري التحالف العربي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك على خلفية عمليات الاغتيالات التي طالت عدداً من أئمة المساجد والدعاة في العاصمة المؤقتة عدن، قبل أن يستدرك ذلك الهجوم بتوضيح لم يستطع به استغفال قيادات التحالف العربي.
ومن الواضح أن نائف البكري الشخصية السياسية التي تنتمي لحزب الإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن)، ستطول إقامته خارج اليمن ولن يستطيع العودة إلى بلاده خلال الفترة القادمة، خصوصاً وأن موجة عداء واسعة له في صفوف القوى السياسية المؤثرة في جنوب اليمن، والتي تتهمه بالتورط في بعض العمليات الإرهابية التي سقط فيها ضباط وجنود إماراتيين.