عبرت عن خيبة أملها تجاه الأمم المتحدة..
الحكومة اليمنية ترفض التحايل الحوثي في الحديدة
طغى عاملا المفاجأة والغموض على إعلان الحوثيين سحب ميليشياتهم من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى بغرب اليمن في ظلّ تساؤلات عن التقدّم الذي يمكن لهذه الخطوة الشكلية أن تحدثه في إطلاق مسار السلام المنشود باليمن، وفي تحسين الأوضاع السيئة لسكان مدينة الحديدة البلد عموما.
وأكّدت بعثة الأمم المتحدة المكلّفة الإشراف على تنفيذ اتفاقات ستوكهولم بشأن الحديدة، الأحد أن عملية “إعادة الانتشار” تسير وفق “الخطط الموضوعة”.
وقالت البعثة في بيان “جرت مراقبة موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى في وقت واحد من قبل فرق الأمم المتحدة عند خروج القوات العسكرية من الموانئ وتولى خفر السواحل مسؤولية الأمن فيها”، مشيرة إلى أن الأيام التالية ستركز على إزالة المظاهر المسلحة والألغام.
ووصف الناطق الرسمي باسم الحوثيين ورئيس وفدهم التفاوضي محمد عبدالسلام، الخطوة التي قال إنها تمت “من جانب واحد وبإشراف أممي” بأنها تأتي “تنفيذا لاتفاق ستوكهولم الذي ينص على التنفيذ بخطوات متزامنة من كلا الطرفين”.
وفي محاولة لعكس اتجاه الضغوط الدولية باتجاه الحكومة الشرعية، قال عبدالسلام في تغريدات على تويتر “أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن فرصة لإجبار الطرف الآخر على تنفيذ ما يلزمه دون مماطلة”.
وأكدت تصريحات صادرة عن مسؤولين سياسيين وعسكريين تمسك الحكومة اليمنية برفض الخطوة الحوثية، باعتبارها تحايلا على اتفاقات السويد و“مسرحية” سبق للحوثيين أن لجأوا إليها كلّما اشتدّت الضغوط الدولية عليهم.
الحكومة اليمنية تصف الانسحاب الحوثي من موانئ الحديدة بأنه مجرد "مسرحية هزلية" لذر الرماد في عيون المجتمع الدولي |
وعلق رئيس الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار اللواء صغير بن عزيز على إعلان الحوثيين انسحابهم من موانئ الحديدة بالتأكيد على أن الأمم المتحدة ستوضح أن “انتشار الميليشيات في الموانئ هو جزء من المرحلة الأولى المتفق عليها بكل تفاصيلها” والتي تشتمل على آليات “للرقابة والتحقق والموارد وإزالة كل المظاهر والعوائق والمشرفين وفقا لاتفاق ستوكهولم”. مشيرا إلى أنه إذا لم يتم ذلك “فما بني على باطل فهو باطل ولن نقبل به”. وفي تصريحات صحافية، قال محافظ محافظة الحديدة المعين من قبل الحكومة الشرعية الحسن طاهر إن موافقة كبير المراقبين الدوليين الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد على خطوة الانسحاب الأحادي التي نفذها الحوثيون، بأنها محاولة “لتأكيد مزاعم نجاح اتفاق ستوكهولم”.
وفيما تبدو استجابة لمطالب الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار، أكد لوليسغارد في بيان صحافي أنّه “يتعين أن ينظر إلى هذه الخطوة الأولية بوصفها الجزء الأول من المفهوم المتفق عليه للمرحلة الأولى من عمليات إعادة الانتشار الأوسع في الحديدة وفقا لاتفاقية ستوكهولم” وكشف لوليسغارد عن إعراب الحكومة اليمنية “عن التزامها بتنفيذ الجزء الخاص بها من المرحلة الأولى عند طلب الأمم المتحدة ذلك”.
وتتشبث تصريحات المسؤولين في الحكومة اليمنية بوصف الانسحاب الحوثي من موانئ الحديدة بأنه مجرد “مسرحية هزلية” لذر الرماد في عيون المجتمع الدولي الذي سيتلقى في مجلس الأمن الدولي بتاريخ 15 مايو تقريرا من المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث وكبير المراقبين الدوليين مايكل لوليسغارد حول حالة تنفيذ اتفاقات السويد وإعادة الانتشار في الحديدة.
ووصف مستشار وزارة الدفاع اليمنية العقيد يحيى أبوحاتم، ما جرى في الحديدة بالمسرحية الحوثية التي تضاف إلى سابقاتها، مشيرا إلى أن العنصر الجديد هذه المرة هو “الدور الذي لعبته الأمم المتحدة في إخراج هذه المسرحية”.
وأضاف أبوحاتم “كان واضحا أنّ هناك تلاعبا بالألفاظ والمصطلحات من قبل الأمم المتحدة مع أنها تعلم أن اتفاق السويد ثنائي يستوجب أن يتم وفقا لآليات متفق عليها وليس كما شهدنا من تسليم الميليشيات الحوثية للموانئ لعناصر تابعة لها وتأتمر بأمرها”.