تجديد الأغاني التراثية..
الفنان مروان عيدروس: هدفي التعريف بالقضية الجنوبية
"المثقفون والفنانون والمبدعون في عدن العاصمة الجنوبية تعرضوا للتهميش والاقصاء ومورس بحقهم كل انواع الذل ولم يعد احد يهتم بهم لمجرد انهم ينتمون الى اليمن الجنوبي.. هكذا يتحدث الكثير من الفنانين والمدعين والمثقفين.
لم يكن الكثير من الفنانين والادباء والكتاب والمبدعين يتوقعون ان مصيرهم بعد الاتحاد مع دولة اليمن الشمالي سيكون مأساويا , وانهم سيصبحون على قارعة الطريق , كثيرون هم الفنانون الجنوبيون الذين ذاقوا الأمرين عقب ما فرضت صنعاء سيطرتها العسكرية بلادهم.
ولم يكن حال الفنانين الشباب احسن حالا ممن سبقوهم ,حيث يقول مروان عيدروس ان " الكثير من الفنانين والمبدعين الشباب اصبحوا حبيسي منازلهم ولم بعد ان تمتم محاربتهم لسبب انهم ينتمون لعدن والجنوب.
لم يكن الشاب مروان عيدروس - في العشريات من عمره- يفكر يوماً انه سيصبح فنانا ويعجب الناس بصوته كما لم يخطر بباله انه سيعزف على الآلة الموسيقية (الجيتار) ويغني اغان اجنبية .. وكان ذلك كله بمحض الصدفة التي حدثت له حين كان في حفل تخرج لأحد أصدقائه فطلب منه صديقه أن يغني في الحفل فلبى طلب صديقه وصعد إلى المسرح وبدا بالغناء وأعجب الحاضرون بصوته حيث كان فعلا يتمتع بصوت جميل .
مروان الذي هو من عائلة بسيطة في مدينة عدن وطالب في كلية للغات .. بالكاد والده يستطيع توفير لقمة العيش ومصاريف الدراسة له ولإخوته ويأمل أن يكمل مروان دراسته حتى يساعده في مسؤولية تربية بقية أخوته .. ولكن مروان إستمر في الغناء واتجه إلى ممارسة لون الغناء الشبابي باللغة الإنجليزية.
استمر مروان في مشاركاته في عدة حفلات بدأت الناس تعرفه وكانوا يشيرون إليه في الشارع بل ويطلبون رقمه للتواصل معه.. وكان هو في منتهى السعادة .. وكبر حلمه وكبر معه طموحه ولكن الفقر وعدم توفر الاماكنيات كان حائلاً أمام تحقيق طموحه بل وطموح الكثير من الشباب مثله في مدينة عدن.
وفي إحدى المرات قام بزيارة إلى مدينة صنعاء العاصمة اليمينة, ورأى الفرص المتوفرة للشباب هناك والمنظمات والمؤسسات المجتمعية التي توفر الاماكنيات والإمدادات المادية وبدأ يقارن بين شباب عدن وشباب صنعاء وكان الفرق هائلا هناك اهتمام كبير وهنا إهمال اكبر .
وشعر بالظلم والقهر نتيجة هذه العنصرية والتفرقة في المعاملة بين المدينتين .. مروان اليوم يتمتع بالصوت الجميل والإتقان في الغناء بصوته الجميل اتقانه العزف على آلة الجيتار .
ولكنه لا يستطيع التمرن إلا في ركن حارته وليست لديه الإمكانيات حتى لتسجيل أغنية واحدة وبثها في قنوات الإنترنت ولا المشاركة في الحفلات الكبيرة التي تبثها بعض القنوات الرسمية كالتي تقام لشباب صنعاء .
وبدأ مروان يشعر بالإحباط الشديد لضياع حلمه وعجزه عن تحقيق طموحه .
عشرات الفنانين والمبدعين في مدينة عدن الجنوبية يأملوا ان يتم تأسيس جمعية خيرية لدعم نشاط المواهب والمبدعين من الشباب في عدن والمدن والبلدات الجنوبية.
يتحدث مروان عيدروس الفنان الشاب لـ(اليوم الثامن) " اسمي مروان عيدروس شاب 19 سنة .. من التواهي - عدن .. خريج business) English) , كانت بدايتي في الغناء انه في عام 2008 كنت بمخيم صيفي بعدين تم عمل حفلة للمشاركين باللغة الانجليزية .. وطلب مني احد المشاركين ان اقوم بالغناء وقمت لأول مرة أغني , واعجب المشاركون بصوتي وبالأغنية التي قدمتها , هنا كانت بدايتي , حيث اكتشفت نفسي انني بدأت انسجم بالأسلوب الغربي .. لما شفت انه صوتي يناسب الاسلوب الهادئ الغربي لي طموح كبير , وان اخرج خارج البلاد , لكن ارجع افكر , اني لو تركت الدراسة باضيع , لأن في ناس اعرفهم قبلي من زمان عازفين محترفين , إلا نهايتهم كسروا الجيترات وراحوا يبحثوا لهم عن اعمال".
وقال " في عدن مواهب كثيرة , لكن الاهمال والتهميش والفقر حطمهم واصبحوا حبيسي منازلهم".. مضيفا " انا احس نفسي مكظوم ما اقدر حتى اطور من نفسي ما حس انه في احد يسمع لي إلا لما اشارك بحفلات وهذه الحفلات تتم عادة كل 3 او 4 أشهر , وحتى لما تكون معنا حفلة انا وزميلي محمد أمين , ما نلاقي المكان الذي نعمل فيه بروفات , ونضطر ان نعملها في الحافة , وهذا يسبب لنا متابع ومشاكل مع الجيران".
وكشف مروان عن " تعرضه لمضايقات من قبل أهله , ومنعوه من مواصلة الغناء , لكن لم يرضخ لهم واصر على التعبير عن موهبته رغم كل ما حصل له حتى رضخوا اهله له.
يواصل مروان حديث " في العام 2012م , بدأت اشتهر نوعا ما , واصبحت متقن العزف على الجيتار بشكل جيد , برغم ان الجيتار الذي استخدمه يعود لزميلي , حيث ان الظروف المادية لم تسمح لي بشراء جيتار خاص بي".
واضاف " شاركت بأكثر من حفلة.. والحمدلله الجمهور معجب بالأغاني التي اقدمها".
وتابع الفنان الشاب حديثه بالقول " فكرت اسجل اغاني لي , لكن لعدم توفر المال لدي عرض علي بعض الاصدقاء ان اذهب الى احد المنظمات , لدعمي من أجل تسجيل ولو اغنية واحدة , فذهبت للأستاذة شادية جلال ....رئيسة منظمة غير حياتك وعرضت عليها الموضوع وما قصرت معيه .. واعطتنا مبلغ من المال وطلبت مني الذهاب لتسجيل أغنية , كان هدفي هو ان اعمل مونتاج فيديو صغير عشان ارفع الاغاني على موقع اليوتيوب , وقد كان بعد الله الفضل لصديقي محسن الخليفي مقدم برنامج (صناعة عدنية) سمعته اغنية وابدأ استعداده بالتصوير والمونتاج وكل شيء , وقد عجزنا في البداية في المكان الذي يجب ان نسجل فيه الاغنية , وقد عرض علينا احد الاصدقاء ان نأتي لتسجيل الأغنية في منزله , ووافقنا على ذلك وحين وصلنا الى المنزل اعترض احد اشقائه ان نسجل الاغنية في المنزل وخرجنا , وعند فشلنا في التسجيل ذهبنا الى البحر , وعلى الساحل وجدنا عمارة لا تزال في طور الانشاء عرضت على زميلي محسن الخليفي ان نجرب التسجيل فيها , المهم صورنا وعملنا مونتاج وكل هذا في اقل من وتم رفعه على اليوتيوب باقل من اربعة وعشرين ساعة , والحمد لله حصل الاغنية نجحت فوق ما توقعت ".
وتحدث الفنان عن زيارته الى العاصمة اليمنية صنعاء " زرت العاصمة اليمنية صنعاء , وفيها وجدت ان كل الشباب والفنانين الموهوبين يتحصلوا على دعم وتشجيع على عكس ابناء عدن , في صنعاء ملتقى ثقافي يضم كل الشباب والموهوبين , ويحصلوا على دعم مادي ومعنوي".
وعن طموحه كفنان شاب يقول مروان " طموحي ليس طموحي وحدي بل طموح كل شباب عدن , هو ان يكون لنا ملتقى ثقافي وادبي , مثل صنعاء , وان يقدم لنا الدعم المادي والمعنوي".
وعن هدفه في الحياة , يقول بالنسبة لهدفي فهو هدف كل أهل الجنوب , ولكن كفنان احب ان اقوم بترجمة اغاني وطنية جنوبية واعيد اغنيها على آل الجيتار , وكمان ببالي حلم هو ان اوصل قضيتنا الجنوبية الى كل العالم واشرح من خلال الأغنية بالإنجليزي قضية التهميش والاقصاء والتنكيل الذي يتعرض له ابناء الجنوب, اريد التعريف بقضينا بطريقة فنية ... وبأسلوب رسالة فنية لهم ... ونكسب اصغائهم بأسلوب الجيتار والاسلوب الغربي بس بكلمات جنوبية واحساس جنوبي... ومنه يطلعوا على قضيتنا وبنفس الوقت يعرفوا انه معنا مواهب بالجنوب بس مدفونين ومهمشين".