باحث سعودي يفضح علاقة الشرعية بالحوثي..

تقرير: كيف سعت حكومة الإخوان لإلغاء الجنوب وحل قواته؟

نفذت قوات حكومة معين عبدالملك هجمات طالت مساكن المدنيين في عدن - ارشيف

صالح علي
كاتب جنوبي يكتب باسم مستعار

منذ وقت مبكر، بدأ تنظيم الإخوان المسلمين الموالي لقطر والمتحكم في السلطة الشرعية للرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، في المطالبة بحل قوات الحزام الأمن والنخبة، وقد بدأت هذه المطالب فعليا منذ ان بدأت هذه القوات تخوض حربا ضد تنظيم القاعدة في مارس اذار من العام 2016م.

ربما سبقت هذه المطالب محاولات شتى لإفشال انشاء قوات عسكرية جنوبية في عدن وبقية المدن، فهناك العديد من التقارير التي تؤكد ضلوع قطر الراعي الرسمي للإخوان في الوقوف وراء الهجمات الإرهابية التي ضربت معسكرات التجنيد في عدن، وأودت بحياة المئات من عناصر المقاومة الذين وجه الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي باستيعابهم في قوات الشرطة والجيش.

قطر لم تكن ترغب في ان يكون للجنوب قوات عسكرية، فعلم الجنوب الذي كانت ترفعه قوات المقاومة خلال الحرب ضد الحوثي، شكل للإخوان والدوحة هاجسا مخيفا، فالانفصاليون – كما يصفهم اعلام الدوحة-توقعت ان تكون حربهم بعد الحوثي ضد تنظيم إخوان اليمن، الذي يعدونه أحد الخصوم السياسيين وأبرز الأحزاب اليمنية التي ارتكبت جرائم حرب في بلادهم، فهو التنظيم الذي أصدر فتوى التكفير الشهيرة واجاز قتال الجنوبيين ونهب ثرواتهم وممتلكاتهم بدعوى انها غنائم حرب.

يؤكد مسؤولون حكوميون "ان الدوحة مولت حملات إعلامية وحقوقية لشيطنة قوات الحزام الأمني، وسعت بقوة لإطلاق سراح عناصر إرهابية معتقلة".

وقال في مجلس القضاء الأعلى لـ(اليوم الثامن) "ان رئيس المحكمة العليا القاضي حمود الهتار، عمل خلال العام الماضي على دفع أموال لنساء للتظاهرة امام مقر الحكومة ومجلس القضاء الأعلى في خور مكسر، على انهن أمهات معتقلين، مشيرا الى الكثير من النسوة اللواتي تظاهرن، لم تكن لهن أي معرفة سابقة بالأشخاص الذين تم رفع صورهم خلال وقفات عديدة".

وأكد المصدر انه تم ابلاغ الرئيس هادي بهذا الأمر الا انه لم يتم اتخاذ أي إجراءات بل انه في اليوم التالي لإبلاغ الرئيس، جلب الهتار مجموعة من النساء وحاول ادخالهن مكتب النائب العام بقوة".

ولم يقصر الأمر على توظيف قضية الموقفين على قضايا الإرهاب في ضرب القوات الجنوبية، بل مولت قطر ودولة أقليمية أخرى، انشاء كيانات سياسية وإعلامية لضرب قوات الحزام الأمني، وكان من هذه الكيانات الائتلاف الوطني الذي يتحكم فيها حزب النهضة الإخواني، وهو الائتلاف الذي اقرت أدبياته على حل القوات الجنوبية، ومثله فعل تحالف سياسي يرأسه حزب الإصلاح اشترط حل قوات الحزام الأمني والنخبة للقيام بأي حوار سياسي.

وعلى الصعيد السياسي، اشترطت حكومة اليمن الشرعية، منع المجلس الانتقالي الجنوبي من المشاركة في مفاوضات السويد، مقابل مشاركتها في المفاوضات التي أجرتها مع الحوثي ومكنت المليشيات الإيرانية على ضوء تلك المشاورات من ميناء الحديدة.

واعترفت الحكومة في وثائق رسمية مشاركة الجنوب في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، فهي ترحب للحوار مع الحوثيين الذين طردوا الرئيس من صنعاء، ويرفضوا الحوار مع من احتضن الرئيس ودافع عنه.

وجدد هادي دعوة للحوثيين للسلام والتي كان أخرها على هامش انقاد جلسة للبرلمان اليمني – لم يكتمل نصابها في سيئون-في يونيو الماضي، قبل ان يجدد تحالف سياسي الدعوة ذاتها عقب الانتهاء من انعقاد الجلسة لأطول برلمان انتهى مدته في قبل عشرة أعوام.

ولم تكتف الحكومة اليمنية بدعوة الحوثيين للسلام، بل سلمت له بعد ذلك معسكرات وعتادا عسكريا في شمال الضالع، تمكن به الحوثي من الوغل الى ان وصل الأراضي الجنوبية قبل ان يتم التصدي له كسره.

وكشفت تسجيلات صوتية مسربة، عن حض مسؤول في الحكومة على دعم الحوثيين لمواجهة مشاريع الانفصال، مشدد على ضرورة دق الضالع ويافع لتسهيل عملية تطبيق دولة الأقاليم الستة التي يرفضها الجنوبية.

وتواصل التنسيق بين الحوثي والاخوان إلى القيام بعمليات إرهابية في عدن وابين لعل أبرزها جريمة قصف معسكر الجلاء والتي تشير التحقيقات الى تورط قيادات اخوانية عسكرية في عدن بالوقوف وراء الحادثة التي أودت بحياة العشرات بينهم القائد منير اليافعي.

وعلى الرغم من ادعاء الحكومة اليمنية انها تحارب الحوثي الا ان الاحداث في عدن، كشفت عن ان العلاقة مع الحوثي تجاوزت التنسيق إلى قيامها برمي كل ثقلها صوب عدن لمحاربة القوات الجنوبية، وتحصلت دعم حوثي حيث هدد المليشيات بشن اعمال قصف ضد مواقع القوات الجنوبية في الضالع والساحل الغربي.

وفضح الباحث المحلل السياسي السعودي فهد ديباجي علاقة الحكومة الشرعية التي يسيطر عليها تنظيم الإخوان بالحوثيين الموالين لإيران"

وقال الباحث السعودي: "لو حرصت وأخلصت قوات الشرعية اليمنية في حربها ضد الحوثي ،كما هي حريصة الآن في توجيه كل طاقاتها العسكرية والإعلامية في المواجهات العسكرية في عدن ، لكانت محافظات كثيرة مثل تعز والحديدة وصنعاء تحررت من سلطة الحوثي منذ وقت مُبكر، لكن وكما أعتقد أن الإرادة والعقيدة تمنعهم من فعل ذلك".

وأكد المحلل السياسي السعودي، فهد ديباجي، أن العقيدة والإرادة اليمنية تمنع الشرعية من تحرير محافظاتهم من الإرهاب الحوثي، بدلا من مواجهة الجنوب العربي.