حلّ الخلافات المستشرية مع واشنطن..

تقرير: تقاسم العزلة يصنع ربيعا ظرفيا للعلاقات القطرية الإيرانية

هل قطر هي الوجهة الحقيقية للرسالة الإيرانية

الدوحة

كثّفت إيران وقطر بشكل لافت من وتيرة التواصل بينهما في ظلّ موجة التصعيد التي تشهدها المنطقة، والتي تمثّل طهران طرفا رئيسيا فيها بينما الطرف الأخر ليس سوى الولايات المتحدة التي تربطها علاقات وثيقة بالدوحة.

وتسلّم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الإثنين، رسالة خطية من الرئيس الإيراني نقلها إليه وزير خارجية إيران محمّد جواد ظريف “تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها وبعدد من القضايا الإقليمية والدولية”.

وكثيرا ما كانت العلاقة القوية التي تقيمها طهران والدوحة في ما بينهما موضع تساؤل بشأن جدواها، على اعتبار أنّ كلاّ من الطرفين لا يملك الكثير للطرف الآخر في حلّ مشاكله ومن ضمنها خلافاته مع أطراف أخرى.

فالدوحة المرتبطة بعلاقات قوية وضرورية مع الولايات المتحدة لا تستطيع أن تقدّم شيئا لطهران لحلّ خلافاتها المستشرية مع واشنطن وحلفائها في الإقليم والعالم، بينما لا يمكن لطهران المنبوذة في المنطقة أن تحلّ خلافات قطر مع محيطها المباشر الذي تتهمها بلدانه بدعم الإرهاب وتهديد الاستقرار. وعلى هذه الخلفية ينظر مراقبون إلى التقارب المتزايد بين إيران وقطر على أن مأتاه الأساسي شعورهما المشترك بالعزلة، واهتمام كلّ منهما بتسويق قدرته على فكّها وعدم التأثر بتبعاتها.

واستُقبل ظريف والوفد المرافق في الدوحة من قبل أمير قطر، وذلك غداة إجراء الشيخ تميم مباحثات عبر الهاتف مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.

تبدو الدوحة في تعاطفها مع إيران وتسويقها لمواقفها بصدد استعادة لعبة قديمة مارستها مع العراق خلال حرب الخليج الثانية حين كانت تبدي تعاطفا غير محدود مع بغداد

والأسبوع الماضي تلقّى وزير شؤون الدفاع القطري خالد بن محمد العطية “اتصالا هاتفيا من أمير حاتمي وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية”. وبحسب وكالة الأنباء القطرية فقد جرت خلال المكالمة الهاتفية مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها، وأبرزت الوكالة ما سمّته “إشادة الوزير الإيراني بحكمة القيادة القطرية في إدارة أزمتها مع دول الجوار”. وقالت إنّه وجّه دعوة للعطية لزيارة إيران.

ورحّب العطية بحسب الوكالة بدعوة نظيره الإيراني “وأكد على موقف قطر الثابت بأن أمن واستقرار المنطقة مسؤولية الجميع، وأن ذلك يستدعي الجلوس على طاولة النقاش بين جميع الأطراف المختلفة، مشدّدا في الوقت ذاته على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاعب أساسي وطرف رئيسي في أمن واستقرار المنطقة”.

وخلال زيارته لقطر التي بدأت، الأحد، التقى وزير الخارجية الإيراني مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني. وقالت الوكالة القطرية إن الجانبين “بحثا العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها، إضافة إلى الأمور ذات الاهتمام المشترك”.

ومن جهتها نقلت قناة الجزيرة القطرية عن ظريف اتهامه للولايات المتحدة بتحويل منطقة الخليج إلى “علبة كبريت قابلة للاشتعال”، معتبرا أنّ “الخليج ضيق وكلما زاد وجود السفن الأجنبية فيه أصبح أقلّ أمنا”.

وتبدو الدوحة في تعاطفها مع إيران وتسويقها لمواقفها بصدد استعادة لعبة قديمة مارستها مع العراق خلال حرب الخليج الثانية حين كانت تبدي تعاطفا غير محدود مع بغداد، بينما هي تفتح مجالها الجوي والبحري لانطلاق الطائرات والصواريخ الأميركية المجنحة لدكّها.