عرض الصحف العربية..
تقرير: العرب يحددون رئيس الوزراء الإسرائيلي القادم
الصحف
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، فإن التجاذبات السياسية تحكم الساحة السياسية الإسرائيلية، والتي تمتلئ بالكثير من المشاهد المركبة عقب فوز ائتلاف أزرق أبيض بـ 33 مقعداً مقابل 31 لحزب الليكود.
اختراق عربي
اهتمت صحيفة العرب اللندنية بترشيح القائمة العربية لائتلاف أزرق أبيض لتشكيل الحكومة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن القائمة العربية قامت بهذه الخطوة غضباً من رئيس الوزراء وزعيم حزب الليكود بنيامين نتانياهو بسبب أفعاله وخطاباته.
وقال عدد من المحللين وفقاً للصحيفة إن "نتانياهو عمد إلى شيطنة السكان العرب، ما أدى لإقدام القائمة العربية على هذه الخطوة، وساهم بدوره أيضاً في تحفيز إقبال الناخبين العرب على صناديق الاقتراع".
ويرى مراقبون أن نتانياهو كان يأمل في أن يمنحه البرلمان الجديد حصانة من المحكمة، لكنّ ذلك بات الآن مستحيلاً على الأرجح حتى لو بقي في منصب رئيس الحكومة.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتانياهو يواجه واحدة من أكبر الهزائم في مسيرته السياسية بعد انتخابات أبريل(نيسان) الماضي، لافتة إلى أن النتائج الأخيرة تعتبر إشارة جديدة على الضعف الذي أصاب حكمه الطويل في إسرائيل.
لا فرق بين غانتس ونتانياهو
وبدوره، نبه الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، إلى عدم وجود أي فرق سياسي بين غانتس ونتانياهو، مشيراً في مقال له بصحيفة القدس الفلسطينية إلى أن كلاً من الليكود وحزب أزرق أبيض يرفضان حق الفلسطينيين في القدس، ويصران على أن تبقى "عاصمة موحدة" لإسرائيل.
وأوضح أن كلاً منهما أيضاً يرفض تفكيك المستوطنات التي يقر العالم كله بعدم شرعيتها، وكلاهما يرفض حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ويؤيدان قانون القومية العنصري، إضافة إلى رفضهما سوياً حق اللاجئين في العودة، وتأييدهما لخطة "صفقة القرن"، وكما أن كلاهما يدعمان استمرار الحصار الخانق على قطاع غزة.
وقال البرغوثي إن "لا فرق بين نتانياهو الذي يريد ضم الأغوار و62% من الضفة الغربية مما يسمى مناطق(ج)، وغانتس الذي يريد استمرار إبقائها تحت السيطرة الإسرائيلية والاستمرار في التوسع الاستيطاني فيها".
واختتم مقاله بالقول إنه "لا يوجد بين الأحزاب الصهيونية يسار، ولا يوجد معسكر سلام، ولن يتغير المجتمع الإسرائيلي إلا إذا شعر بقوة المقاومة الشعبية الفلسطينية المترافقة مع عقوبات ومقاطعة دولية حقيقية".
غياب التجمع
وأشارت صحيفة كل العرب التابعة لفلسطينيي الداخل والصادرة في مدينة الناصرة، إلى دقة الاجتماعات والمباحثات السياسية الحالية التي تديرها القوى العربية في إسرائيل مع رئيس الحكومة بشأن صورة الائتلاف الإسرائيلي المقبل والحزب الذي سيتولى تشكيل الحكومة.
ولفتت إلى غياب ممثلي حزب التجمّع عن الاجتماع بالرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، لرفضهم التوصية على ترشيح زعيم ائتلاف أزرق أبيض ليتولى مسؤولية رئيس الحكومة، في الوقت ذاته تواجد نوّاب الجبهة الديمقراطية للسلام مع الحركة العربية للتغيير، فضلاً عن المرشحين عن الحركة الإسلامية.
وألمحت الصحيفة إلى وجود أزمة في ائتلاف القائمة العربية المشتركة الذي يتكون من الجبهة الديمقراطية والحركة العربية للتغيير والحركة الإسلامية، إضافة إلى التجمع الذي يرفض توصية الائتلاف بتشكيل غانتس للحكومة.
أداء متميز
ومن جانبه، أشاد المحلل السياسي حمادة فراعنة في مقال له بصحيفة الدستور الأردنية، بالأداء السياسي للعرب في الانتخابات الإسرائيلية.
وقال إن "نتائج الانتخابات تعكس حنكة سياسية مارستها كتلة القائمة المشتركة الفلسطينية، حينما قرروا التوصية بتكليف رئيس كتلة حزب الجنرالات أزرق أبيض بني غانتس لرئاسة الحكومة المقبلة، نكاية بنتانياهو الذي ارتكب كل الموبقات بحق الفلسطينيين".
وأضاف أن "حنكة الكتلة المشتركة أنهم يقتحمون العقل الإسرائيلي ويفرضون أنفسهم على المشهد السياسي، لا أن يجلسوا على الرصيف مجرد معارضين معزولين"، مشيراً إلى أن النتائج التي حققوها تفرض عليهم التعاطي مع الطرف الآخر، من أجل تحصيل حقوقهم كمواطنين داخل بلدهم.
ونبه الكاتب إلى أن توصية القائمة المشتركة لصالح غانتس أتت لتحقيق بعض من الخطوات الهامة، أبرزها محاولة إلغاء قانون القومية العنصري، وزيادة الموازنات للبلديات العربية، وتوسيع مساحة المسطحات لتوسيع حجم البناء العمراني الضيق للمدن والقرى العربية.
وأشار إلى أن الفلسطينيين لن يحصلوا على حقوقهم العادلة والكاملة دفعة واحدة، بل عبر النضال التدريجي متعدد المراحل، لافتاً إلى أنهم نجحوا في إسقاط نتانياهو أولاً ويدفعون به نحو السجن ثانياً، ويحققون بعض حقوقهم المهدورة ثالثاً.


