تخوف حوثي..
تقرير: الميليشيات الانقلابية تزداد قمعًا وتمنع انتفاضة اليمنيين
يأتي كل يوم على اليمنيين في ظل سيطرة الجماعة الانقلابية على صنعاء، بالمزيد من الانتهاكات التي تمارسها الجماعة الإرهابية من قتل وتشريد والحصول على الأموال بالقوة، والسيطرة على مؤسسات الدولة كافة، إضافة إلى إجبار ميليشيا الحوثي لليمنيين على الانضمام إليهم للمشاركة في أعمالهم الإرهابية.
الحوثي الخائف.. الميليشيات
ويحاول الحوثي من جراء ذلك إحكام قبضته على اليمنيين وعقولهم، حتي لا يثوروا ضده، وهذا أكثر ما يخيف ميليشيا الحوثي الانقلابية، ففي تصريحات صحفية نقلتها وسائل إعلام محلية عن أحد قادة الحوثيين قوله "إن الوضع ليس مطمئنًا، وإذا انقلب الناس علينا فلن نستطيع إيقافهم".
وجاء هذا التصريح بعدما نشرت سيارات تابعة للأمن المركزي الحوثي في كل شوارع صنعاء، بسبب وجود حالة من الاستنفار في صنعاء، وسط مخاوف حوثية من انفلات الأمور وخروج الناس في مظاهرات ضد الميليشيات، الأمر الذي دفع بالحوثيين إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة في العاصمة، ساعية إلى حث الناس على "عدم الانجرار إلى أي مظاهر تزعزع الأمن! "،على حد وصفهم.
مظاهرات ضد الحوثيين
منذ سيطرة الحوثي على صنعاء في 2014، خرجت فئات الشعب المختلفة رافضة لهذه الجماعة الانقلابية، ففي يناير 2015، تظاهر آلاف اليمنيين المعارضين لميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في مدينة تعز جنوب غرب البلاد، للتنديد بسيطرة الحوثيين على مفاصل الدولة في صنعاء، وأعلنت حركات شبابية، في بيان مشترك لها، أن هذه التظاهرات تمثل استمرارًا للتعبير السلمي الرافض لغياب الدولة ووجود الميليشيات المسلحة بالعاصمة والمدن.
وفي فبراير من العام نفسه، نظم آلاف اليمنيين مظاهرة في صنعاء تنديدًا بالإعلان الدستوري الذي أعلنه الحوثيون والمطالبة بخروجهم من صنعاء، كما خرجت مسيرة حاشدة في محافظة تعز جنوب غرب اليمن معارضة للحوثيين شارك فيها مختلف القوى السياسية الرافضة لوجود مسلحي الحوثي في المحافظات، وطالب المتظاهرون برجوع المحافظة إلى قرارات السلطة المحلية وعدم التعامل مع قرارات العاصمة صنعاء حتى تعود الشرعية إلى اليمن.
وفي ديسمبر 2017، انطلقت مسيرات ضخمة في شوارع صنعاء ضد ميليشيات الحوثي ترفع شعار "لاحوثي بعد اليوم"، و"ساعة الصفر تقترب"، أما في أكتوبر العام الماضي، فخرجت عشرات النساء في مظاهرة مناهضة للانقلابيين في جامعة صنعاء، احتجاجًا على الأوضاع المعيشية السيئة في البلاد، محملين الميليشيا المدعومة من إيران المسؤولية.
وهناك أسباب متعددة جراء سخط الشعب اليمني من ميليشيا الحوثي الانقلابية، يأتي من بينها قيام أعضاء الميليشيا الإرهابية بإهانة اليمنيين، والاستيلاء على أموالهم عنوة، واعتقال وخطف بعضهم، وتهديد البعض الآخر بالقتل، إضافة إلى سوء الحالة الاقتصادية التي يعيشها سكان صنعاء، فضلًا عن ابتزاز التجار، وقطع المرتبات، ورفع الضرائب على كل شيء حتى بات صاحب أي عمارة سكنية ملزمًا على سبيل المثال بدفع إيجار شهر ضرائب.
الحوثي الخائف.. الميليشيات
تخوف حوثي
من جانبه، أشار الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية «هشام النجار»، إلى أنه من الوارد انطلاق ثورة شعبية في اليمن ضد هذا التدخل السافر بقيادة ميليشيا الحوثي والذي أثر بشكل كارثي على حياة المواطن اليمني البسيط.
وأوضح «النجار» في تصريح لـ«المرجع»، أن هذا يرجع لما تشهده الحالة العربية عمومًا، حيث تشهد حراكًا مضادًا لمشاريع الإسلام السياسي سواء السني أو الشيعي وسواء كان حكمًا مباشرًا للإسلام السياسي؛ كما حدث في الثورة المصرية ضد حكم الإخوان والحراك المتدرج في تركيا ضد «أردوغان» ،أو كما حدث في الجزائر التي كان الإسلاميون فيها جزءًا من السلطة، أو كما حدث في السودان والثورة ضد حكم البشير الإخواني وكذلك ما يجري في ليبيا.
ولفت «النجار» إلى أن ما يهدد الحوثي في الوقت الحالي، وقوع انتفاضة انطلقت في لبنان، فهناك حالة من الغضب منصب على «حزب الله» الشيعي الموالي لإيران وإسهامه في تعطيل مسار الحكم والإدارة وعرقلة عمل الحكومة لصالح حسابات طائفية ولمصلحة إيران بشكل رئيسي، وهذا ما فعله أيضًا الحوثيون في اليمن والميليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق.
وأضاف «النجار» أنه في الوقت الراهن، الشعوب العربية لديها وعي كافٍ لرافض وجود هذه الأشكال في الحكم، إضافة إلى التدخلات عن طريق وكلاء محليين ما تسبب في معاناة المجتمعات والشعوب العربية من جراء الانقسامات والصراعات الأيديولوجية والمذهبية والسعي لتحقيق مصالح قوى إقليمية طامعة على حساب الاستقرار والأمن والتنمية المحلية.