استنزاف الميليشيات
اليمن: التوغل في صعدة يربك حسابات الحوثيين
تمكن الجيش الوطني اليمني بإسناد جوي من قوات التحالف العربي من تحقيق انتصارات سريعة وملفتة والتوغل في مختلف جبهات محافظة صعدة المعقل الرئيس للجماعة الحوثية في اليمن.
وسيطرت قوات الجيش على معسكر اللواء 101 في البقع، وتمكنت من قطع الطريق الرابطة بين محافظتي صعدة والجوف.
ويعد فتح جبهات مباشرة في محافظة صعدة مع بداية 2017 بمثابة تحول عسكري بارز في مسار الحرب اليمنية، حيث تخوض قوات مشكلة حديثا من التوغل في مديرية كتاف “شرق صعدة”، وفتح جبهتين في البقع باتجاه “علب” ومديرية باقم “شمال صعدة”.
ووفقا لمصادر خاصة بـ”العرب” فقد استدعى الحوثيون الكثير من مقاتليهم في جبهات أخرى للانخراط في معارك صعدة التي شهدت تقدما سريعا لوحدات من الجيش الوطني اليمني تتكون من مهجرين من أبناء صعدة وعدد من الطلاب السلفيين الذين طردتهم الميليشيات الحوثية من معهد دماج قبل سنوات بعد حصار استمر لشهور.
وقال المحلل السياسي اليمني، وأحد أبناء صعدة، فهد طالب الشرفي في تصريح لـ”العرب”، “إن معركة صعدة سيكون لها تأثير على المستوى الإقليمي بحكم أن إيران ركزت على صعدة وحولت المحافظة إلى قاعدة لاستهداف السعودية وهناك العديد من القواعد والمعسكرات والكهوف المليئة بالسلاح قبل أن يدخل على خط المواجهة السلاح الباليستي والصواريخ التي استهدفت مدنا سعودية”.
ويذهب العديد من الخبراء العسكريين إلى أن فتح جبهات متعددة في صعدة أربك الحوثيين وشكل عامل ضغط إضافي دفعهم إلى تغيير استراتيجيتهم العسكرية.
وساهمت هذه الجبهات في استنزاف الميليشيات على الحدود السعودية وتشتيت ثقلها العسكري على الشريط الحدودي الممتد من ميدي إلى أطراف المناطق الصحراوية في البقع والتي لا يجيد الحوثيون التعامل معها.
ويشير محللون سياسيون إلى دور حاسم قد تلعبه جبهات صعدة في عام 2017 ما قد يسهم في تغير موازين القوى لعدة اعتبارات من بينها الطبيعة النفسية لمنتسبي الوحدات المقاتلة في هذه الجبهات.
ويعتقد المحلل السياسي اليمني عبدالله إسماعيل أن استمرار وتيرة المعارك وتحقيق انتصارات في هذه الجبهة سيدفع الحوثيين إلى تقديم تنازلات غير متوقعة وربما السعي الجدي إلى تحقيق سلام يضمن لهم الحد الأدنى من بقاء صعدة تحت أيديهم.