تطور خطير..

تقرير: هل تنسحب أمريكا أمام التوغل التركي في سوريا؟

توغل عبر الحدود

وكالات

في تحول كبير في سياسة الولايات المتحدة العسكرية في سوريا، قال البيت الأبيض يوم الأحد، إن الرئيس ترامب أعطى موافقته على عملية عسكرية تركية من شأنها أن تضرب القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة بالقرب من الحدود في سوريا.

القوات الأمريكية تنسحب من شمال شرق سوريا "للخروج من الطريق"

وتعتبر تركيا المقاتلين الأكراد إرهابيين، وقد سعت لفترة طويلة إلى إنهاء الدعم الأمريكي لهم. لكن المجموعة الكردية، المعروفة باسم قوات سوريا الديمقراطية "قسد"،  كانت الشريك الموثوق لدى الولايات المتحدة في قتال داعش في زاوية استراتيجية في شمال سوريا.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن قرار ترامب يتعارض مع توصيات كبار المسؤولين في البنتاغون، ووزارة الخارجية الذين سعوا للحفاظ على وجود صغير للقوات في شمال شرق سوريا لمواصلة مكافحة داعش، أو القيام بدور حاسم في مواجهة إيران وروسيا.

سحب قوات
وقال مسؤولو الإدارة إن ترامب تحدث مباشرةً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن المسألة يوم الأحد. وأشاروا إلى أن ما بين 100 و 150 من العسكريين الأمريكيين المنتشرين في تلك المنطقة سيسحبون قبل أي عملية تركية، لكنهم لن يُسحبوا بالكامل من سوريا.

وفي بيان صدر قبل الحادية عشرة ليلاً، قال البيت الأبيض: "ستمضي تركيا قريبًا في عمليتها المخططة منذ فترة طويلة في شمال سوريا، لن تدعم القوات الأمريكية أو تشارك في العملية، ولن تكون بعد أن هزمت"خلافة" داعش، في المنطقة القريبة".

نطاق العملية
ولم يتضح حجم نطاق العملية التركية، أو إذا كانت القوات التركية ستشتبك مع الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة، وهو تطور يمكن أن يعرض للخطر العديد من المكاسب في مكافحة الإرهاب التي حققها الجيش الأمريكي في الحرب ضد داعش.

وقال سونر كاجابتاي، مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في مقابلة عبر الهاتف، إن "من شأن توغل تركي لا تعارضه الولايات المتحدة، أن تسمح لتركيا بقطع جزء آخر من الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا، ما يُمكن أن يمنح أردوغان مكانًا جاهزًا لإرسال مئات الآلاف من اللاجئين السوريين وإثبات مرة أخرى نفوذه على ترامب في سياسته سوريا...إنه تطور مهم للغاية".

وفي ديسمبر(كانون الثاني) الماضي، دعا ترامب إلى انسحاب الولايات المتحدة الكامل من سوريا، لكنه في النهاية عاد عن قراره بعد رد فعل عنيف من البنتاغون، والمسؤولين الدبلوماسيين، والمخابرات، وكذلك الحلفاء المهمين في أوروبا، والشرق الأوسط.

المنطقة الآمنة

وطالب أردوغان بـ "منطقة آمنة" على عمق 20 ميلاً وطول 300 ميل على الحدود التركية السورية شرق الفرات. وقال إن المنطقة ستكون مخصصة لعودة ما لا يقل عن مليون لاجئ سوري موجودين الآن في تركيا. وهدد بإرسال موجة من المهاجرين السوريين إلى أوروبا، إذا لم يدعم المجتمع الدولي مبادرة إعادتهم إلى سوريا.

ومنذ بداية أغسطس (آب) الماضي، تعمل الجيوش الأمريكية والتركية معاً على سلسلة من التدابير لبناء الثقة، بما في ذلك رحلات الاستطلاع المشتركة، والدوريات البرية، في قطاع طوله 75 ميلًا من المنطقة الحدودية التي يبلغ طولها 300 ميل.

وانسحبت القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة عدة أميال ودمرت التحصينات في تلك المنطقة.

توغل عبر الحدود
ولكن وتيرة هذه العمليات لم تكن بالسرعة الكافية عند أردوغان. وفي الأسبوع الماضي بدأ يشير إلى أنه يعتزم شن توغل عبر الحدود، علماً أنه فعل الشيء نفسه في الصيف، ما أثار موجة من النشاط الدبلوماسي الأمريكي الذي عززته تدابير بناء الثقة العسكرية.

ولم يذكر المسؤولون الأمريكيون الذين أمكن الاتصال بهم في وقت متأخر الأحد، حجم إعادة انتشار القوات الأمريكية قرب الحدود التركية، أو إذا كان ذلك يشير إلى بداية انسحاب شامل لـ 1000 جندي أمريكي في شمال شرق سوريا، يقومون بعمليات مكافحة الإرهاب ودعمها.

قال أحد المسؤولين، الذي تحدث شرط حجب هويته لوصف الوضع العسكري المتقلب، إن القوات الأمريكية تنسحب من شمال شرق سوريا "للخروج من الطريق".