اطلاق سراح مختطفين بالدفع بهم إلى الجبهات بلقب "مجاهد"..

تقرير: هل تورطت مليشيات الحوثي بإعدام معتقلين دون محاكمة؟

موالون لمليشيات الحوثي في تظاهرة بصنعاء - ارشيف

جلال عمر
محرر ومعد تقارير صحافية متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

لا يبدو ان مليشيات الحوثي في حاجة إلى اطلاق سراح المعتقلين والمخطوفين للدفع بهم الى جبهات القتال، كمحاولة لتعويض النقص في المقاتلين، لكن التوجه الأخير للمليشيات يفتح باب التساؤلات حول "لماذا اعلن الحوثيون عن اعفاء معتقلين واطلاق سراحهم، مقابل شرط مشاركتهم في القتال في صفوف المليشيات".

وكشف تقارير إخبارية "قيام الحوثيين بإطلاق عدد كبير من السجناء بعد توقيعهم على كشوفات تؤكد التحاقهم بالجبهات للقتال في صفوف الحوثيين وإسقاط الأحكام الجزائية عليهم ومنحهم لقب «المجاهدين»، تمت أول عملية إطلاق للسجناء في سجن ذمار".

أوضحت  صحيفة »الوطن» السعودية نقلا عن مصادر يمنية   أن القيادي أبو عقيل الحوثي هو الشخص المسؤول عن لقاء المساجين وإقناعهم بإسقاط الأحكام عنهم مقابل إرسالهم للقتال في الجبهات، وإعطائهم الوعود بمسح كافة سجلاتهم الجنائية وتسميتهم بالمجاهدين، رغم أن بين هؤلاء من هم من مرتكبي الجرائم الكبيرة ولا يحق لأحد الخوض في مسألة إطلاق سراحهم أو التنازل عنهم غير أصحاب الحقوق، وأشار المصدر إلى أن ما دفع الحوثيين إلى الاستعانة بالمجرمين في السجون هو نقص مقاتليهم في الجبهات، وكذلك رفض المجتمع اليمني دعمهم بمقاتلين جدد، وهروب الكثيرين من عناصر الحوثي من جبهات القتال، وكذلك الإضراب ورفض البقاء في الجبهات بسبب عدم صرف الرواتب.

قالت المصادر، إن الحوثي يعرض المجتمع اليمني لأنواع الخطر ويهدد الأمن بشكل يومي، وتأتي هذه الخطوة لتنهي أي أمل في أن يستقر الأمن في الداخل اليمني، متسائلة: كيف يسمح الحوثيون لأنفسهم بإخراج السجناء والاستعانة بهم في القتال وكيف يمسحون سجلاتهم الجنائية؟

أكد مصدر يمني أن من يعترضون من المساجين ويفضلون البقاء حتى انقضاء مدة الحكم عليهم، يقوم الحوثي بنقلهم إلى سجون أخرى ويمارس عليهم أنواع التعذيب، ويضاعف عليهم سنوات الحكم ويؤذي أسرهم وأقرباءهم. وأكد أنه تم تشكيل فرق خاصة للتعامل مع هؤلاء السجناء الذين رفضوا الحرب في كافة السجون الحوثية وتحويلهم وجمعهم في سجون موحدة مع إطلاق لقب «خونة السيد» عليهم.

يؤكد المصدر أن الحوثيين استغلوا السجناء في كثير من المهام تحت وطأة التهديد والتعذيب والانتقام، مبينا أن هذا التعذيب كان يتم أمام أعين السجناء الآخرين على مراحل متعددة من أجل إخافتهم وإرهابهم. وبين أن من أساليب التعذيب التي يتعرض لها السجناء كي يوافقوا على مطالب الحوثي التعذيب بحرقهم بالنار في مواقع معينة من أجسامهم، وقطع أجزاء من الجسد بالأمواس الحادة، إضافة إلى الضرب المبرح على كافة أجزاء الجسم، ووضع كميات من الزيوت المغلية في أوعية كبيرة وإنزال أطراف السجناء داخلها، وهناك حالات كثيرة فقدت الوعي والبعض الآخر قتلوا في مواقع تعذيبهم، وقال المصدر، إن ما يمارسه الحوثيون في السجون هو أمر تجاوز الانتهاكات الإنسانية إلى الاعتداءات على الحريات والإنسانية وسلب الإرادة وقمع الحريات، وإن الجمعيات الحقوقية والمنظمات تعلم بكل ما يحدث في السجون الحوثية ولكنها تتجاهل كنوع من المماهاة مع الحوثيين، مبينا أن كرامة الإنسان تهان في هذه السجون، وتغتصب الكرامة والأعراض وحقوق السجناء معدومة تماما بل إنهم يتجرعون أشد أنواع التعذيب والإهانة والتجويع والضرب حتى الموت.

مصادر لـ(اليوم الثامن) "أوردت رواية أخرى، حول أسباب توقعت انها دفعت الحوثيين الى القيام بإصدار قرار اعفاء بحق معتقلين ومختطفين في السجون السرية".. مبينة ان هناك حاجة للمقاتل اليمني في صفوف الحوثي، لكن هذا الاجراء ربما هو محاولة للهروب من تهمة تعذيب مختطفين حتى الموت وأعدام أخرين دون محاكمة، الأمر الذي قد يبرر الحوثيون مقتل أي مختطف بانه قتل في الجبهة ولم يقتل في مكان اعتقاله".