لا جديد في زيارة الموفد الدولي بعد عام على توقيع اتفاق ستوكهولم..

تقرير: الاتفاق الميت.. هل يستطيع المبعوث الأممي إنقاده في اليمن؟

يصر على النجاح رغم صعوبة المهمة

الحديدة

عاد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث مطلع هذا الأسبوع لزيارة العاصمة صنعاء ولقاء مسؤولين عن جماعة الحوثي وفي مقدمتهم زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي، لكن دون أن يدلي غريفيث بأي تصريح أو معطيات جديدة بشأن ما جرى من مفاوضات طيلة يومين من الزيارة وذلك في الوقت الذي يتهم فيه غريفيث مع حلول عام على اتفاق ستوكهولم بالمكابدة لإحياء اتفاق ميت.

واصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث جهوده لإحياء عملية السلام في اليمن رغم إدراكه لكل ما يقع على الأرض ووعيه التام بتواصل محاولات التصعيد من قبل المتمرّدين الحوثيين.

وغادر غريفيث مساء الثلاثاء العاصمة صنعاء متوجها إلى الرياض، متكتما ودون أن يقدم أي معلومات عن نتائج المفاوضات مع الحوثيين التي استمرت ليومين في صنعاء.

والتقى المبعوث الأممي الأربعاء، في العاصمة الرياض الفريق الركن فهد بن تركي بن عبدالعزيز قائد القوات المشتركة للتحالف في مكتبه بقيادة القوات المشتركة.

ووفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية “واس” فإن هذه الزيارة تأتي في إطار اللقاءات المستمرة مع قيادة القوات المشتركة للتحالف، في ظل دعمها للجهود الأممية في تطبيق اتفاق السويد والوصول إلى حل سياسي في اليمن وإنهاء الانقلاب.

وأثارت عودة غريفيث إلى صنعاء جدلا متصاعدا في صفوف المتابعين للملف اليمني الذين تساءلوا عن الجديد الذي قد يقدمه في مساعيه لإحلال السلام، خاصة أنه لم يخرج بأي نتائج سابقا على غرار ما حصل مطلع العام الجاري وتحديدا في شهر يناير حيث لم يحقق أي تقدم ملموس خاصة بعدما رفض عبدالملك الحوثي الاجتماع به آنذاك.

والتقى غريفيث، الاثنين والثلاثاء، مسؤولين من المتمردين أملا منه في دفع عجلة تنفيذ اتفاق ستوكهولم، وكذلك العمل على تعزيز وقف إطلاق النار بمحافظة الحديدة والعمل على التقدم في ملف تبادل الأسرى.

وفيما لم يدل غريفيث الذي من المنتظر أن يلتقي أيضا في العاصمة الرياض الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بأي تصريحات تخص زيارته لصنعاء، تحدثت وسائل إعلام حوثية عن أن اللقاء شدد على أهمية تعزيز الخطوات الإنسانية في ما يتعلق بالأسرى والمعتقلين.

وجاءت زيارة المبعوث الأممي بعد 3 أيام من اكتمال عام كامل على توقيع اتفاق ستوكهولم بين الحكومة اليمنية والحوثيين، بالتزامن مع مواصلة الجهود الدولية للدفع قدما بتنفيذ هذا الاتفاق الذي يعاني من صعوبات عدة.

وفي 13 ديسمبر 2018، توصلت الحكومة اليمنية والحوثيون، إثر مشاورات في ستوكهولم، إلى اتفاق يتعلق بحل الوضع بمحافظة الحديدة الساحلية (غرب)، إضافة إلى تبادل الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين، الذين يزيد عددهم عن 15 ألفا.

وتعثر تطبيق اتفاق ستوكهولم للسلام بين الجانبين، وسط تبادل للاتهامات بالمسؤولية عن عرقلته.

وكشف مستشار الرئيس اليمني عبدالملك المخلافي من جهته في هذا الصدد عن وجود ضغوط جديدة يمارسها غريفيث على الأطراف اليمنية لعقد جولة مشاورات جديدة، رغم مرور عام من الفشل على اتفاق ستوكهولم، الذي لم ينفَذ منه شيء حتى الآن.

وقال المخلافي في تصريحات صحافية “من الضروري أن يتحمل الحوثيون مسؤولية فشل تنفيذ الاتفاق”، داعيا غريفيث الذي يحاول وفق تعبيره إحياء “اتفاق ميت” إلى أن يعلن أن صلوحية هذا الاتفاق قد انتهت.

وشدد على ضرورة أن يحمّل المبعوث الأممي الحوثيين المسؤولية، محذرا من أن الدخول في أي محادثات جديدة، والقول إن نتائجها ستنفذ، سيكون أمرا خطيرا.

غريفيث يواصل جهوده لإحياء السلام في اليمن رغم وعيه التام بتواصل محاولات التصعيد من قبل المتمرّدين الحوثيين

وأكد أن الحوثيين استفادوا من هذا الاتفاق الذي لم يكن كافيا ولا منصفا لتقديم أنفسهم على أنهم موافقون على السلام، على الرغم من أن هدفهم منه تمثل في إيقاف تحرير الحديدة وإضاعة الوقت وإدخال المجتمع الدولي والشرعية في متاهات جديدة.

وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي الحوثيين المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات، بينها صنعاء منذ سبتمبر 2014.

وكانت الحكومة اليمنية قد اتفقت مع المتمردين بالعاصمة السويدية ستوكهولم، في 13 ديسمبر الماضي على حل الوضع المتأزم في محافظة الحديدة، مع الاتفاق على تبادل نحو 16 ألف أسير ومعتقل.

ورغم أن المملكة العربية السعودية طرحت على المتمردين مبادرة للتهدئة وذلك في إطار دعم جهود السلام لإنقاذ الشعب اليمني من أزمته الإنسانية بعد تقارير عديدة من منظمات حقوقية دولية تؤكد تدهور الأوضاع في البلد، لكن الحوثيين أصروا على مواقفهم المتشددة.

وكانت منظمات دولية، أعلنت الأسبوع الماضي، أن محافظة الحديدة، غربي اليمن، شهدت سقوط 799 ضحية (بين قتيل وجريح) من المدنيين، منذ توقيع اتفاق ستوكهولم بين الحكومة وجماعة الحوثي، قبل عام.

وكان الجيش اليمني قد أعلن مساء الأحد، مقتل وإصابة 26 عنصرا من مسلحي الحوثيين في معارك بمحافظة الحديدة.

وقال الجيش في بيانه إن “أربعة من مسلحي ميليشيات الحوثي قتلوا وأصيب 24 آخرون، خلال تصدي القوات المشتركة لهجمات شنتها الميليشيا على مواقع القوات المشتركة جنوب الحديدة”.

وأكد البيان أن معارك اندلعت بين الجيش والميليشيات الحوثية بعد ما حشد مسلحو الحوثيين “أعدادا كبيرة من مقاتليهم ودفعوا بهم نحو مناطق متفرقة من مديريات جنوب محافظة الحديدة”.

وقال إن التطور الميداني يأتي “في إطار تصعيد الحوثيين العسكري الواسع الذي يسعون من خلاله لتفجير الوضع والقضاء على عملية السلام هناك”.

ورهن الحوثيون مواقفهم وسيادة الشعب اليمني خدمة لأهداف إيران في وقت يسعى فيه التحالف العربي لتخفيف التوتر وإنهاء المأساة التي يتعرض لها الشعب اليمني.

ويستغل الإيرانيون الساحة اليمنية المشتعلة لتصفية الحسابات مع السعودية وذلك بتحريض وكلائهم على مزيد تأزيم الوضع، حيث تورطوا في استهداف الأراضي السعودية وتهديد الملاحة في البحر الأحمر، وذلك من خلال تنفيذ هجمات سواء بالطائرات المسيرة أو بإطلاق الصواريخ الباليستية.