"المومياوات النحتية".. عرضت ضمن أعمال مليكة في معرضه الخاص

توجه المخرج العالمي دراجو ستيفانوفيك مؤسس ورئيس مهرجان الأفلام القصيرة بمدينة لوجانو السويسرية إلى الفنان المصري العالمي د.جمال مليكه بدعوه خاصة للاشتراك في مهرجان الأفلام القصيرة في دورته التاسعة، والذي يعقد بمدينة لوجانو السويسرية في الفترة من 19 إلى 27 أبريل/نيسان 2020، بعد أن وقع اختيار إدارة المهرجان على أعمال الفنان مليكة النحتية كرمز لتيمة المهرجان "البيئة والاستدامة المناخية" والتي سوف تستخدم لمانيفستو المهرجان.
ويقوم الفنان مليكة في حفل افتتاح المهرجان بعمل لقاء عمل على الهواء مباشرة "بيرفورمانس" حيث يخرج من الفيلم القصير الذي يحكي عن حياته الفنية والذي صوّر خصيصا لهذا الحدث بالتعاون مع صديقه المخرج العالمي دراجو ستيفانوفيك، ويخرج إلى الواقع على مسرح "فوتشي التجريبي" بمدينه لوجانو لعمل "البيرفورمانس"، حيث يقوم الفنان بعمل تمثاله الشهير "المومياء" في خلال فترة أقل من عشر دقائق، ثم يعود مرة اخرى إلى داخل الفيلم.
"بيرفورمانس" الفنان عبارة عن عمل تماثيل المومياء على المسرح في وقت حقيقي في مواجهة الجمهور وبعد الانتهاء يعود الفنان إلى داخل الفيلم وتضيء المومياوات النحتية من الداخل لتشكل رمزا للبعث وولادة عالم جديد يخلو من العبث والفساد، ويضيء هذا العالم الذي يسوده الظلام نتيجه التلوث البيئي والتلوث الحضاري الناتج عن تخبط السلوك الانساني.  

تعرض هذه التماثيل في باقي أيام المهرجان في الأماكن العامة بمدينة لوجانو، ومن جانب آخر يقام معرض خاص للفنان بجاليري آرت ون بابير، يفتتحه رئيس المهرجان ومحافظ مدينة لوجانو بصحبة نخبة من رجال الفن والثقافة والسياسة والإعلام.
حول فكرة الفيلم القصير الذي يخرج ويدخل إليه مليكة أمام جمهور افتتاح المهرجان، أكد أنها فكرته ولدت عقب تلقيه دعوة المهرجان، وأنه عندما عرضها على المخرج دراجو ستيفانوفيك لاقت استحسانا ليبدأ في تنفيذها، فالفيلم في دقائقه الأولى "يستعرض جانبا من حياتي الفنية، وعند دقيقة محددة يتوقف لأخرج منه إلى المسرح وأقوم بعملي الفني المتمثل في المومياوات النحتية في مواجهة مباشرة أمام الجمهور، وعقب انتهائي أدخل مرة أخرى إلى الفيلم لتضيء المنحوتات".
ويضيف مليكة أن هذه المنحوتات الفنية عرضت ضمن أعماله في معرضه الخاص بمتحف الجزيرة عام 2010 والذي افتتحه وقتئذ الوزير الفنان فاروق حسني، ثم أقمت معرضا آخر لها تحت عنوان "البعث"، وقبل ذلك بمناسبة الأسبوع الثقافي المصري الذي أقيم بالعام 2007 قمت بعمل مباشر على الهواء أمام الجمهور على مسرح انيومو بمدينة ميلانو الإيطالية وقد حضره جمع من السلك الدبلوماسي للقنصلية العامة المصرية وعمدة ومستشاري مدينة ميلانو.
وأوضح مليكة أن فكرة المومياء المنحوتة تعبيرا عن البعث ليس بعث الروح فقط وإنما بعث الخامة الفنية والحالة الإنسانية والمكان، وقد قدمتها ضمن مشروع فلسفي للتسابق على تمثيل مصر في بينالي فينيسيا.
يذكر أن الفنان جمال مليكة يعد أحد أبرز وجوه الفن التشكيلي المصري في أوروبا، وهو ينطلق من رؤية تسعى لكشف العمق الفلسفي للتراث الثقافي والحضاري الذي يزخر به تاريخ مصر القديم والحديث في مجال فنون النحت والرسم والكتابة على مدار التاريخ، وأشهر لوحاته تتكئ على هذا العالم الثري والمتنوع في رؤاه وأفكاره.