يقاتلون في صف الانقلابيين

ترحمة: ارتفاع عدد القتلى الإيرانيين في اليمن

المسلحون الحوثيون في اليمن

جوشوا كونتز (الرياض)

في 21 مارس من هذا العام  غطت "عاصفة مدارية  رملية"  كانت عبارة عن عاصفة غبار ضخمة دفعتها  رياح  برية مصحوبة بعواصف رعدية غطت أراضي المملكة العربية السعودية واتجهت نحو الحدود الجنوبية الغربية للمملكة مع اليمن. وأدت العواصف المحملة بالحطام إلى حجب رؤية السماء، وإغلاق المدارس، وتقليل الرؤية الأرضية إلى أقل من متر، الى جانب حجب تغطية الأقمار الصناعية. وفي مواجهة الرياح المدارية  المعاكسة ، قام ضابط من قوات الحرس الثوري الإيراني يكنى ب"أبو علي" بقيادة رتل من العربات الهجومية المدرعة  على متنها  52 مسلحا حوثيا مزودين بقاذفات صواريخ كاتيوشا  حيث انطلق الرتل من محافظة صعدة  الشمالية إلى محافظة  عسير السعودية الواقعة على الحدود مع اليمن  بهدف شن سلسلة من الغارات في الصباح الباكر. وقامت قوات الحوثي بمهاجمة قرية ظهران الجنوب السعودية الواقعة على الحدود مع اليمن مستخدمة صواريخها كنيران هجومية قبل ان تتجه جنوبا   للاستيلاء على مركز علب  الحدودي السعودي .

 وبعد السيطرة على مركز قيادة منفذ علب ، قام  افراد من سلاح المهندسين التابع لقوات  الحوثي بتفخيخ   المجمع بالمتفجرات ومن ثم تفجيره وتسويته بالأرض. وقد قامت قوة من قوات الردع السريع السعودية معززة بطائرات قتالية  من طراز" اف 15 " بالتصدي  لذلك الهجوم  مما أدى الى   مقتل ضابط  الحرس الثوري الإيراني  إضافة الى  أربعين شخصا من المقاتلين الحوثيين  بينما أصيب اثنا عشر  آخرون كما تم تدمير مركباتهم وقاذفات صواريخهم.

وكان القائد  الصريع  "أبو علي"، معروفا بشن  غارات حوثية سابقة ضد المملكة العربية السعودية، وتوفير التدريب والإشراف العملياتي   لكتائب الحسين التي هي  عبارة عن وحدة برية في قوات  النخبة  الحوثية التي تتمركز  في شمال ووسط اليمن.

وقد أدى دعم إيران لحركة التمرد الحوثية إلى تفاقم الصراع في اليمن , كما أثار رد فعل عنيف من قبل دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية.

 

وقد كان الرد القوي الذي قام به التحالف الذي تقوده السعودية محل نقاش وجدل واسع ناهيك عن انه قوبل    بقدر كبير من الانتقاد , ومع هذا فان   جانبا واحدا من جوانب هذه الحرب لم يحظ سوى بالنزر اليسير من التغطية الإعلامية ,وهذا الجانب يتمثل في الارتفاع الكبير في عدد قتلى الحرس الثوري و حزب الله في اليمن.

إن غارة الحوثيين ومآلتاها  ما هي    الا مجرد مثال على تزايد معدل القتلى الإيرانيين في اليمن ناهيك عن زيادة الكلفة التي تدفعها ايران  هناك . وقد قتل أربعة وأربعون عنصرا من عناصرالحرس الثوري الإيراني  وحزب الله في الحرب الأهلية  الدائرة في   اليمن, وذلك   حسب تحليل  خاص بالتقارير الإخبارية    الصادرة  باللغة العربية عن وسائل اعلام   يمنية وخليجية حول عدد المستشارين الذين  قتلوا أو  أسروا أو  جرحوا في اليمن خلال العامين الماضيين.

ورغم وجود تصريحات  قليلة غامضة لكل من ايران  وحزب الله, فلم يعلق أي منهما بشكل علني ​​على عملياتهما العسكرية أو خسائرهما في اليمن  و هذا  يشكل تناقضا ملحوظا  مع جملة  من  البيانات والتقارير الصحفية التي تتحدث عن الخسائر التي تكبدها كل منهما   في ارض المعركة   في كل من العراق وسوريا.

 

 

رسم بياني يوضح حجم الخسائر البشرية في صفوف مقاتلي ايران وحزب الله في المعارك الدائرة في اليمن بين عامي 2015 و 2017.

 

ويمكن فهم نتائج مغامرة إيران من خلال تحليل استراتيجيتها، وهجماتها  الصاروخية، وبرامج التدريب العسكري التي تقوم بها ، والامداد والدعم اللوجستي    والعمليات البحرية التي  نفذت على مدى  عامين من  الحرب الأهلية الدائرة في اليمن.

 

 

القاعدة الاستراتيجية الإيرانية في اليمن

يمثل الدعم الإيراني للحوثيين  جزءا لا يتجزأ  من استراتيجية ايران  لتطويق   شبه الجزيرة العربية التي تستخدم فيها الدعم السري الذي تقدمه  للجماعات الشيعية المحرومة من اجل زرع بذور التمرد  الذي  يمكن أن يؤدي الى استبدال  الأنظمة السنية  القائمة  بأنظمة أخرى موالية لطهران. علاوة على ذلك  فان عدم  الاستقرار الناجم  عن مثل هكذا استراتيجية يؤدي الى صرف  انتباه دول الخليج والدول الغربية بعيدا عن التعامل  المباشر مع إيران. وعلى مدى العامين الماضيين، قدمت إيران التدريب والدعم للخلايا الإرهابية التي تهدف إلى اغتيال المسؤولين الحكوميين وإلحاق الضرر بالبنية التحتية الرئيسية في الكويت والإمارات العربية المتحدة, كما أن عمليات اعتقال الخلايا المدعومة من إيران في البحرين آخذة في الارتفاع.

  ومن الناحية التقليدية فان  الحوثيين في اليمن يمثلون  استثمارا ضئيل القيمة  الا ان  ايران تمكنت رغم ذلك  من الاستفادة منه في الحصول على  عوائد كبيرة  ,  ولكن   هذه الحسابات قد تغيرت الان. و في بداية الحرب الأهلية في اليمن، تجنب  المستشارون  التابعين لكل من ايران  وحزب الله  إقامة علاقات وارتباطات  مباشرة مع الحوثيين وركزوا على  مسألة تنظيم برامج تدريب   للحوثيين وتزويدهم بالسلاح والعتاد. وسمحت معسكرات التدريب المشتركة بين الحرس الثوري وحزب الله، والتي تقع عموما بعيدا عن خطوط المواجهة الامامية ،  سمحت لكلتا المجموعتين بالحفاظ على موطئ قدم بسيط في اليمن وتقليل الخسائر في ساحات المعارك هناك  لكنها في نفس الوقت زادت من التزاماتهما المتمثلة في توفير القوة العسكرية اللازمة  لخوص الصراع الدائر في كل من سوريا والعراق.

وبعد الانهيار المفاجئ للجيش اليمني في سبتمبر 2014، استغل تنظيم القاعدة الفراغ الأمني ​​الحاصل في البلاد لتشكيل تحالفات سياسية وعسكرية مع الميليشيات القبلية السنية في المحافظات الشمالية والوسطى والشرقية. علاوة على ذلك  دافع تنظيم القاعدة وكذا المقاتلين القبليين السنة عن هذه الأراضي وأوقعوا أول خسائر في صفوف عناصر  حزب الله في الأشهر التي سبقت تدخل التحالف السعودي في اليمن في مارس / آذار 2015 .

وقد أعلن أحد قادة حزب الله بتاريخ 8 مارس / آذار 2015 مقتل ثمانية من مقاتلي الحزب اثناء مشاركتهم في القتال في اليمن. وبعد ثلاثة أسابيع، قامت الميليشيات القبلية المناهضة للحوثيين بإلقاء القبض على ثلاثة من ضباط الحرس الثوري الإيراني وأحد مستشاري  حزب الله  بينما كانوا يقاتلون جنبا إلى جنب مع قوات الحوثيين في كل من محافظة عدن الجنوبية  ومحافظة شبوة الواقعة شرق البلاد. كما أن استشاريين عسكريين تابعين لإيران   وحزب الله ويعملون لصالح الحوثيين يقتلون الآن ويعتقلون بأعداد متزايدة في اليمن. إضافة الى ذلك فقد خسر الطرفان مؤخرا 15 مستشارا وضابطا عسكريا في سلسلة من الضربات الجوية والعمليات القتالية التي تم اثناءها الاستيلاء على قواعد عسكرية. وبينما يعتبر المجموع الكلي لأعداد قتلى ايران وحزب الله في اليمن ضئيلا اذا ما قورن بحجم   الخسائر التي تكبدها كل منهما في سوريا والعراق، فان حصيلة القتلى التي هي اخذة في الارتفاع  تدل ايما دلالة على الاستنزاف المستمر لدماء ايران وحزب الله وكنوزهما في شبه الجزيرة العربية.

برامج تدريبية صاروخية وعسكرية منفذة من قبل الحرس الثوري

لقد ارتفعت حصيلة قتلى الحرس الثوري الإيراني في اليمن الى أكثر من ضعف عدد افراده الذين قتلوا هناك  العام الماضي. وفي شباط / فبراير، أدت  الغارات الجوية التي نفذها  التحالف السعودي في محافظة صعدة الشمالية الى مقتل خمسة مستشارين عسكريين وضابط صواريخ من الحرس الثوري الإيراني وكان ذلك الضابط يعرف باسم "الافغاني". وفي مارس   / اذار، قامت إيران بتجنيد أعداد إضافية من المستشارين الذين ينتمون الى الميليشيات الشيعية الأفغانية المدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني في سوريا ومن ثم قامت  بنشرهم في اليمن لغرض تقديم  الدعم العسكري للحوثيين هناك.

وكانت محافظة صعدة الشمالية بمثابة قاعدة  تنطلق منها  العمليات العسكرية و الهجمات الصاروخية والمدفعية التي تنفذها القوات الحوثية وتستهدف من خلالها المملكة العربية السعودية والقوات الحكومية الموالية لهادي وذلك منذ مايو/ أيار من عام2015, كما أنها كانت بمثابة بيئة غنية  بالأهداف التي يسعى    التحالف السعودي الى ضربها، ناهيك عن أن  محافظة صعدة تمثل المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي.

وفي فبراير/شباط 2017، أعلن محافظ صعدة هادي طرشان الوائلي أن عدد مستشاري الحرس الثوري الإيراني في محافظته قد تضاعف عما كان عليه سابقا. ويشرف مستشارو الحرس الثوري الإيراني المقيمون في صعدة على تصميم وصيانة وتنفيذ أنظمة الصواريخ الباليستية التي تمتلكها الوية الصواريخ التابعة لقوات الحوثي، وذلك وفقا لاستجوابات تم اجراءها مع القادة الميدانيين الحوثيين الذين تم القبض عليهم. كما يقوم أولئك المستشارون  بتدريس عملية الاستهداف، وقراءة الخرائط، ودورات توجيه الأراضي وذلك في اطار برامج التدريب التي  ينفذها كل من  الحرس الثوري الإيراني  و حزب الله في محافظة صعدة.

 وتعثر القوات السعودية واليمنية بشكل مستمر على معدات عسكرية إيرانية  لدى قوات الحوثي كتلك التي تم العثور عليها  بحوزة المقاتلين الحوثيين الذين تم أسرهم في شمال اليمن.  وفي 8 ديسمبر / كانون الأول 2016، قام الجيش اليمني بإلقاء القبض على احد القادة الحوثيين يكنى بأبي زهرة   في محافظة حجة الشمالية الغربية. وقد اكتشفت القوات اليمنية اثناء القبض عليه دليلا جيبيا باللغة الفارسية خاص بضبط ومعايرة البوصلات الإلكترونية العسكرية المبرمجة مسبقا من قبل وزارة الدفاع الإيرانية.

وأثناء  جلسة الاستجواب التي تم تسجيلها على شريط فيديو , كشف القيادي الحوثي أبو الزهراء عن تلقيهم تدريبات متقدمة في معسكرات خاصة على أيدي خبراء إيرانيين في العاصمة صنعاء , وانه تم تزويد الحوثيين الذين حضروا هذه التدريبات  بدليل إرشادات " باللغة الفارسية " لاستخدام جهاز بوصلة لتحديد الخرائط والمواقع العسكرية . ويأتي الكشف عن هذا الدليل باللغة الفارسية في وقت يتزايد فيه بناء مدراس لتعليم اللغة الفارسية وكذا المراكز الثقافية الإيرانية في شمال اليمن .

الإمدادات والدعم اللوجستي :

تعاني خطوط الإمداد للعمليات الإيرانية في اليمن من ضغوطات متزايدة , فقوات التحالف الذي تقوده السعودية تقوم بملاحقة وتعقب طرق إمدادات السلاح عبر السواحل الغربية لليمن . وسيطرت قوات التحالف السنية على ثلاث موانئ في البحر الأحمر وكذا أرخبيلين كانت تستخدمهما إيران لتخزين وتهريب الأسلحة إلى المناطق الخاضعة للحوثيين . وتواجه إيران مشاكل للوصول إلى ميناء الحديدة المحاصر من قبل القوات اليمنية وقوات التحالف بقيادة السعودية .

وتلوح في الأفق معركة تستعد لها قوات التحالف والقوات اليمنية للسيطرة على ميناء الحديدة وعدد من المدن الأخرى ومصائد الأسماك , إلا أن مجموعة من الحزبيين في الكونجرس الأمريكي ومنظمات إنسانية عدة تساءلت عن قدرة التحالف في تحقيق نصر حاسم وسريع في الحديدة والتعامل مع الأزمة الإنسانية .

وفي شرق اليمن , يقوم التحالف الذي تقوده السعودية بتضييق الخناق على عمليات تهريب السلاح القادم من إيران عبر عمان , حيث تمتد خطوط التهريب بين محافظتي المهرة ومأرب , وكذلك  بين المهرة وشبوة .

 

الصورة  أعلاه توضح طرق التهريب البرية من عمان و  سواحل وموانئ اليمن . المصدر : الأمم المتحدة.

وتقوم نقاط التفتيش التابعة للتحالف على طول الطريق الشمالي بمراقبة شحنات الأسلحة الإيرانية والطائرات بدون طيار والذخائر , في حين يقوم الجيش اليمني بتضييق الخناق على الطريق الجنوبي الذي يتم عبره تهريب الإمدادات الإيرانية . و مؤخرا حاصرت القوات اليمنية مدينة بيحان الواقعة إلى الشرق من محافظة شبوة , والذي تعتبر " الشريان الرئيسي " لشبكة تهريب الإمدادات الإيرانية من جهة الشرق , كما أقامت نقاط تفتيش على طول الطريق المعبد بين شبوة والمهرة .

المعارك البحرية لإيران وحزب الله :

في يناير من العام 2017 م بدا الجيش اليمني هجوما ساحليا جديدا في عملية أطلق عليها " الرمح الذهبي " مسنودا بمسلحين قبليين والقوات الخاصة الإماراتية , واستهدفت هذه المعركة على مدى الثلاثة الأشهر الماضية  نشاط حزب الله في اليمن على وجه التحديد.

وفي يناير ومارس ألقت القوات اليمنية ومسلحي القبائل القبض على سبعة من مستشاري حزب الله في كلا من تعز ومأرب . وقد تضاعف عدد مقاتلي حزب الله الذين تم إلقاء القبض عليهم في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام عما كان عليه العدد خلال عام 2016م بأكمله .

كما تمكنت هذه العملية من استرداد سلسلة من الموانئ الإستراتيجية على طول الشريط الساحلي الغربي التابع لمحافظة تعز وعلى امتداد مضيق باب المندب الذي يعتبر المنفذ البحري الرئيسي لتجارة النفط والغاز الطبيعي بين أوروبا واسيا وأفريقيا والشرق الأوسط .

وكان لاسترداد الموانئ دورا كبيرا في إعاقة خطوط إمداد الأسلحة الإيرانية للحوثيين , كما حدت من عمليات زرع الألغام البحرية التي يقوم بها الحوثيون وكذا هجماتهم الصاروخية التي تستهدف  البوارج الأمريكية وسفن التحالف الذي تقوده السعودية .

ويعمل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله كعامل قوة  رئيسي مضاعف للعمليات الحوثية التي تستهدف السفن . وفي 14 يناير ألقى الجيش اليمني ومسلحو القبائل القبض على عنصرين من خبراء الحرب البحرية يتبعون حزب الله وذلك في مدينة ذو باب الساحلية غرب تعز , احد هؤلاء الخبراء متخصص في عمليات زرع الألغام في حين متخصص الآخر في الحرب البحرية غير المتماثلة .  كما قام الحرس الثوري الإيراني بتزويد الحوثيين بطائرات بدون طيار وقوارب موجهة وتكنولوجيا لتفجيرها من اجل تنفيذ هجمات انتحارية ضد السفن والدفاعات الجوية التابعة لقوات التحالف الذي تقوده السعودية .

وبعد ذلك بأسبوعين هاجمت ثلاثة زوارق تابعة للحوثيين فرقاطة سعودية بالقرب من ساحل الحديدة مما أدى إلى مقتل اثنين من طاقمها وجرح ثلاثة آخرين .

في 22 مارس أكدت مصادر إيرانية أنها تقوم بإرسال مختصين من العرب الشيعة  لتقديم التدريب العسكري والدعم اللوجستي للحوثيين .

وبعد أسبوع قصفت البوارج الحربية التابعة لقوات التحالف منطقة ساحلية بالقرب من مدينة الحديدة الشمالية الغربية التي يوجد فيها ثاني اكبر ميناء في اليمن , وقد أدى هذا القصف إلى مقتل مستشارا من الحرس الثوري الإيراني كان يعمل على تقديم المشورة والمساندة للحوثيين فيما يتعلق بالقوارب الموجهة  و المحملة بالقنابل من اجل شن هجمات ضد البوارج الأمريكية  والبوارج التابعة لقوات التحالف  في البحر الأحمر .

وقد أدت حقول الألغام البحرية التي زرعها الحوثيون إلى إبطاء جهود الجيش اليمني الرامية إلى تامين السواحل الغربية لليمن .

في مارس تم اكتشاف حقل ألغام بحري  جديد بالقرب من محافظة حجة الساحلية التي تقبع تحت سيطرة الحوثيين على الحدود مع السعودية .

وبعد يومين ارتطم زورق يتبع دورية قوات خفر السواحل بلغم حوثي بالقرب من ميناء المخا الاستراتيجي في تعز مما أدى إلى مقتل اثنين من البحارة وإصابة ثمانية آخرين .  

حفرة القطران الإيرانية في اليمن :

تتزايد التدخلات الإيرانية في الحرب الأهلية الدائرة في اليمن  محولة اليمن إلى حفرة قطران إيرانية . فالاستثمار الذي بدا منخفضا اثبت انه فخ يوصل إلى حفرة قطران . وبالنسبة لإدارة ترامب التي جعلت قتال تنظيم القاعدة هدفها الرئيسي فان الخوض في غمار الحرب الأهلية اليمنية يدخلها في تعقيداتها وتحالفات المصلحة التي تجري على الأرض .فالخوض في غمار الحرب من اجل مواجهة التصرفات السيئة لإيران سيكون تعبيرا عن السذاجة الانفعالية . وفي الوقت الذي قدم فيه جورج دبليو بوش وباراك اوباما دعما غير مباشر للحد من نشاطات إيران في اليمن إلا أن الهدف الرئيسي كان هو مكافحة تنظيم القاعدة في اليمن . وفي بعض المحافظات اليمنية عملت بعض دول الخليج المشاركة في التحالف على استقطاب بعض الجهاديين وإدماجهم ضمن وحداتهم البرية التي تدعم الجيش اليمني , وقد شارك بعض عناصر القاعدة و  قادتهم في المعارك إلى جانب قوات التحالف وقوات هادي في حربها ضد الحوثيين ووجدت دول الخليج نفسها مع الجهاديين الذين قاتلوا وماتوا في المعارك ضد الحوثيين .

وعلى الرغم من أن القوات الأمريكية لا تتقيد بتحالف المصلحة أو الملائمة الغير معلن بين قوات التحالف بقيادة السعودية وقوات هادي  مع القاعدة فقد نفذت البحرية الأمريكية عمليات مباشرة ضد محطات الرادار التابعة للحوثيين في أكتوبر 2016 م  في إشارة منها إلى أن الاستفزاز الإيراني قد يدفع أحيانا إلى التقاء مؤقت للمصالح.  وفي الوقت الراهن تدرس إدارة ترامب زيادة الدعم اللوجستي والاستخباراتي . للتحالف الذي تقوده السعودية , فضلا عن  تزويدهم بمستشارين عسكريين أمريكيين إضافيين ضمن قوات التحالف وقوات هادي . ونظرا لان تنظيم القاعدة والجيش اليمني وقوات التحالف ما تزال تقاتل جنبا إلى جنب في معاركها ضد الحوثيين فان ذلك سيكون له تداعياته في ضوء اختلاط القوى وتقارب المصالح بين الأضداد في الحرب ضد الحوثيين .

 

جشوا كونتز يقوم بتدريس تحليل شبكات التواصل الاجتماعي في جامعة جونز هوبكنز ويعمل كمحلل في الشأن اليمني وخصوصا فيما يتعلق برصد اخبار القاعدة والدولة الإسلامية والجماعات شبه العسكرية على وسائل الاعلام الاجتماعية التقليدية وغير التقليدية.

مصدر الصور: مصادر صور فلاج –ويكبيديا- ويالبنان