مع توقف العُمرة..
سخرية واسعة من إخضاع تركيا مُعتمريها للحجر الصحي

المعتمرين الأتراك يخضعون للحجر الصحي في مساكن طلابية محددة
على الرغم من تعليق السعودية لمناسك العمرة منذ ما يزيد عن الأسبوعين، إلا أنّ السلطات التركية أعلنت اليوم الأحد بدء إخضاع العائدين من العمرة للحجر الصحي، وهو ما أثار سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل إعلام عربية وتركية على حدّ سواء، مُتهمين الإعلام الرسمي التركي بالكذب، خاصة وأنّه دأب على مدى الأسابيع الماضية على نفي وجود أي إصابات بفيروس كورونا في البلاد رغم المعلومات المؤكدة.
وقال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، في تغريدة عبر "تويتر"، إن "كافة المواطنين الأتراك العائدين من العمرة اعتبارا من مساء السبت يخضعون للحجر الصحي".
وأوضح قوجة أن المعتمرين الأتراك يخضعون للحجر الصحي في مساكن طلابية محددة في ولايتي أنقرة وقونيا.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية عنه القول إن كل شخص مشمول بهذا القرار سيبقى في الحجر في غرفة خاصة.
كما ذكر أنه "سيتم نقل المشتبه في إصابتهم بالفيروس إلى المستشفى فور قدومهم (من العمرة)، وستُجرى لهم الفحوصات اللازمة".
وكانت تركيا أعلنت أمس تسجيل إصابة جديدة بكورونا لمواطن عائد من العمرة، ما رفع إجمالي عدد الإصابات بها إلى ستة.
وقال علي أرباش مسؤول الشؤون الدينية في تركيا أمس السبت إن آخر 5300 معتمر تركي في طريقهم للعودة إلى البلاد لكنه قال إنه يتعين عليهم عزل أنفسهم في منازلهم لمدة أسبوعين.
وقبل ذلك بيوم قال إن 21 ألف معتمر سيعودون من السعودية بحلول 15 مارس لكن لم يتضح ما إذا كانوا جميعا سيدخلون الحجر الصحي.
وفي السياق، ذكرت وزارة الشباب والرياضة، في بيان، أن إخضاع الأتراك العائدين من السعودية بعد أدائهم مناسك العمرة سيستمر 14 يوما في المساكن الطلابية بولايتي أنقرة وقونيا.
وأضاف البيان أن توزيع الخاضعين للحجر الصحي على تلك المساكن يجرى حسب القدرة الاستيعابية لكل منها.
وتابع: "بعد تهيئة الظروف الملائمة في تلك المساكن، بدأ الحجر الصحي للمواطنين الأتراك العائدين من العمرة".
وأثار تصريح وزير الصحة التركي ردود أفعال واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل العديد من النشطاء العرب، خاصة في ظل إعلان السعودية يوم 27 فبراير الماضي عن تعليق الدخول إلى المملكة لغرض أداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتا، وذلك بالإضافة لتعليق دخول حاملي التأشيرات السياحية القادمين من دول يشكل فيروس كورونا خطرًا فيها.
وعلق بعض المغردين على ذلك، باتهام تركيا ووسائل إعلامها بالكذب، مستندين إلى قرار السلطات السعودية بشأن العمرة.
وأشار آخرون بسخرية لاذعة إلى أن المصاب بكورونا كان "في عمرة بليبيا أو بإدلب"، في إشارة إلى التدخل العسكري التركي.
وكانت "أحوال تركية" قد كشفت عن تغلغل فيروس كورونا في تركيا، حيث تمّ عزل 37 حالة إصابة في المشفى الألماني بمدينة إسطنبول، إلا أنّ وزارة الصحة التركية تتكتم على الحالات المصابة لخشيتها من تأثير ذلك على قطاع السياحة، ولا تعترف حتى اليوم سوى بست حالات فقط.
وأمهلت تركيا مواطنيها حتى نهاية الثلاثاء المقبل للعودة من 11 بلدا أوروبيا فرضت عليها حظر سفر بسبب تفشي فيروس "كورونا" فيها، في خطوة فسّرها مراقبون لتطورات انتشار الفيروس في العالم أنها ربما تأتي تمهيدا لإغلاق كامل الحدود التركية جوا وبرا وبحرا.