أمامه 30 يوماً لتشكيل وزارته بحسب دستور البلاد..

الرئيس العراقي يكلّف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة الجديدة

الرئيس العراقي يحسم ملف التكليف

بغداد

 قرر الرئيس العراقي برهم صالح تكليف محافظ النجف السابق عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة الجديدة وذلك بعدما فشلت الأحزاب الشيعية الأثنين في التوافق على أي من الأسماء المرشحة للمنصب بعد استقالة رئيس الوزراء الحالي عادل عبدالمهدي واعتذار رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي عن إكمال مهمته.

وأعلن التلفزيون الرسمي، إن الرئيس صالح كلف رسميا الزرفي بتشكيل الحكومة خلال المهلة الدستورية وهي 30 يوما من تاريخ التكليف.

ولدى الزرفي 30 يوماً لتشكيل الحكومة ونيل ثقة البرلمان، وتنظيم انتخابات نيابية مبكرة.

وسيكون أمام الزرفي أيضاً، مهمة حل مسألة تواجد القوات الأجنبية على الأراضي العراقية، خصوصا بعد سقوط صاروخين على قاعدة عسكرية تؤوي قوات أجنبية قرب بغداد، بحسب ما أعلن الجيش العراقي الثلاثاء، في ثالث هجوم من نوعه خلال أقل من أسبوع.

فهو لا يريد أن تتكرر تجربة العراق في إخراج القوات الأميركية العام 2011، عندما استغل رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي حقيقة انفراده بالمشهد العراقي لتصفية خصومه السياسيين من الكرد والسنة، ما تسبب لاحقا في توفير بيئة مناسبة لنشوء تنظيم داعش، وما جره على البلاد من نكبات.

فقد أعلن الزرفي في تصريحات سابقة بأن "إخراج القوات الأجنبية من العراق قد يخلق فراغا أمنيا لا يسد"، مشيرا إلى أن "وجود القوات الأجنبية في العراق ضمانة لتواجده في المنظومة الدولية".

والزرفي قيادي في ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، كما أنه عمل محافظا للنجف لدورتين منذ عام 2004 وحتى 2014 ، وتقلد منصب وكيل مساعد لوكالة المعلومات في وزارة الداخلية 2006 إلى 2009.

وتلقى برهم صالح، الاثنين، دفعة كبيرة من أعلى سلطة قضائية في البلاد، عندما أفتت المحكمة الاتحادية العليا بأن رئيس الجمهورية يحتكر حاليا سلطة تكليف مرشح جديد بتشكيل الحكومة، بعد اعتذار المكلف السابق محمد توفيق علاوي وفقا للمادة الـ76 من الدستور.

وحتى وقت متأخر من مساء الاثنين، كانت بورصة المرشحين تتحرك وقائمة الأسماء تتغير. فبعدما وردت أنباء عن أفضلية يتمتع بها الكاظمي على منافسيه، ذكرت أنباء متأخرة أن حظوظ نعيم السهيل باتت أقوى، وأن المنافسة انحصرت بينه وبين الزرفي، بعد الاعتراض الإيراني القوي على تكليف رئيس جهاز المخابرات بتشكيل الحكومة الجديدة.

ويعكس انحسار الخيارات بين الكاظمي والزرفي والسهيل، المتهمين بميولهما نحو الولايات المتحدة والخليج على حساب إيران، عمق الأزمة السياسية التي تعاني منها الأحزاب الشيعية الموالية لطهران، بعدما فشلت في تمرير جميع مرشحيها، ما يجسّد تراجع تأثيرها بشكل كبير.

ويمكن أن ينطبق على الكاظمي والزرفي وصف “الدماء الجديدة”، فضلا عن “توازن الاتجاهات”، فبالرّغم من أن كلا منهما لم يسبق له الانخراط في مشروع سياسي توجهه إيران، إلا أن أيا منهما لم يسبق له أن كان خصما سياسيا علنيا لطهران.

ويرى مراقبون في صعود شخصية بعيدة عن المزاج الإيراني إلى أعلى هرم السلطة العراقية، مؤشرا على مرحلة يتوازن فيها نفوذ واشنطن وطهران داخل العراق، بعد سنوات من هيمنة الأخيرة على القرار السياسي في هذا البلد.