طوق النجاة لـ«القاعدة»..

مركز دراسات: الفدية القطرية تنعش سوق اختطاف الرهائن باليمن

الدعم القطري للقاعدة

القاهرة

لا تتوقف قطر عن دعم وتمويل ورعاية الإرهاب؛ حيث أصدر منتدى باريس للسلام والتنمية تقريرًا حول تمويل الدوحة للإرهاب في اليمن، مستندًا فيه على مصادر سياسية وحقوقية وأمنية.

الدعم القطري للقاعدة

وأشار التقرير إلى تورط النظام القطري في تمويل ودعم تنظيم القاعدة الإرهابي ماليًّا ولوجستيًّا عبر وسائل مختلفة، أهمها تسديد مبالغ الفدية تحت مسمى تحرير المختطفين من القاعدة، كما حدث في اليمن والعراق.

وبحسب المصادر التي استند عليها التقرير، فقد دفع النظام القطري للقاعدة في اليمن ما يقرب من 20 مليون دولار، مقابل إطلاق الرهينة السويسرية سيلفيا أبرهات في مارس 2012، فضلًا عن تمويلات متفرقة أخرى يتسلمها شيوخ قبليون وقيادات عسكرية تنتمي لحزب الإصلاح اليمني -ذراع الإخوان في البلاد.

الدوحة.. طوق النجاة للإرهاب

بدوره قال عبد السلام السودي، المدير التنفيذي للمركز الوطني لحقوق الإنسان: إن الفدية البالغ قيمتها 20 مليون دولار كانت بمثابة «طوق النجاة» لتنظيم القاعدة الإرهابي، ليتحرك وينفذ عملياته الإرهابية من جديد.

بينما يؤكد مدير الوكالة الدولية للصحافة والدراسات الاستراتيجية «إيجيس» جمال العواضي، أن قطر قدمت دعمًا لتنظيم القاعدة في اليمن بمبلغ قدره 20 مليون دولار، تحت ذريعة فدية، وإنقاذ سويسرية كان التنظيم قد اختطفها.

ولم تكتفِ الدوحة ببناء علاقات ودعم القاعدة في اليمن، بل بنت شبكة إرهاب دولية من أفغانستان إلى اليمن مرورًا بباكستان وسوريا وليبيا، معتمدةً على علاقاتها السابقة مع قيادات الصف الأول في تنظيم القاعدة، الذي توزع في دول عدة مع موجة ثورات الربيع العربي.

انتعاش سوق الرهائن

وتابع العواضي في تصريحات صحفية له، أن الدعم القطري المباشر وغير المباشر شَكَّل أهم قنوات الدعم للتنظيم في اليمن؛ إذ تمثل الدعم في تقديم الدوحة أموالًا على شكل فدية مقابل إطلاق مختطفين لدى التنظيم؛ ما دفع شيوخ قبائل وشخصيات أمنية وعسكرية إلى ممارسة عمليات الاختطاف كمهنة مربحة من خلال بيع المختطفين لتنظيم القاعدة، الذي بدوره يُفرج عنهم بعد تسلم مبالغ كبيرة من قطر.

وفي فبراير 2013 ذكرت وكالة الأنباء القطرية أن الرهينة السويسرية سيلفيا إيبرهات التي اختطفت في اليمن في 14 مارس 2012، وصلت مطار الدوحة بعدما تم تحريرها بتدخل من قطر، دون تحديد ظروف إطلاق سراحها بشكل دقيق.

وكادت تلك العملية آنذاك أن تتسبب في أزمة وقطيعة بين اليمن والدوحة، نظرًا للتصرفات غير المقبولة التي قام بها الوفد القطري، وفي اليوم ذاته، عاد الوفد إلى مطار صنعاء ليغادر إلى الدوحة ومعه السفير القطري والمواطنة السويسرية، التي عرّف بها السفير على أنها مستشارته.

ولكن تم منعهم من المغادرة ليتهجم السفير القطري على قادة الوحدة الأمنية والموظفين بالمطار، واستدعاء وكيل جهاز الأمن القومي الذي حضر بعد ذلك للسماح بمرور الوفد القطري والسفير والمختطفة، بينما كان الوفد يتكون في الحقيقة من عناصر المخابرات القطرية وليس من رجال أعمال كما قيل سابقًا.

وعندما عاد الوفد إلى الدوحة تم التعاطي مع المسألة بأنها نصر كبير للنظام القطري وعملية إنسانية، لكن في الحقيقة هي مجرد تمويل مباشرة لتنظيم القاعدة؛ إذ فتحت تلك العملية أبواب الاختطافات بشكل كبير للحصول على أموال من دولة قطر التي حققت ما تريد بطريقة ملتوية، بحسب ما قاله العواضي.

وشدد على أن تلك العملية ما هي إلا مثال للتصرفات القطرية حيال الملفات شائكة، فضلًا عن استثمارها للجماعات الإرهابية لخدمة أجندتها المتطرفة ضد جيرانها وأشقائها العرب والمسلمين.

ومن جانبها، قالت صحيفة «تليجراف» البريطانية: إن قطر هي الراعي الرئيسي لجماعات التطرف في الشرق الأوسط؛ حيث اتهمت بريطانيا الدوحة في 2013 بتمويل عناصر تنظيم القاعدة باليمن.